هل كان كابتن ويليام كيد، قرصانا؟ هذا السؤال يجيب عليه بول أرون فى كتاب "ألغاز تاريخية محيرة"، دار "كلمات" و"هندواى"، والذى ننشره فى سلسلة سلى صيامك مع الألغاز فى رمضان.
فى ديسمبر عام 1698، وفى محاولة لاستدراج القراصنة للخروج من البحار، عرض ويليام الثالث ملك إنجلترا العفو عن أى شخص يستسلم. وكان هناك قرصانان تم استثناؤهما من هذا العفو، لشناعة جرائمهما إلى الحد الذى لا يصلح معه افتداء؛ أحدهما هو لونج بن إيفِرى، والآخر كابتن ويليام كيد.
استمرت شهرة كيد لوحشيته وهمجيته فى الانتشار، حتى بعد إعدامه شنقا عام ١٧٠١. والكثير من الأغانى الشعبية تسترجع أفعاله وجرائره؛ فقد جعلته إحداها يروى كيف تخلص من أحد أفراد الطاقم المتذمرين: "قتلت ويليام مور/ وتركته غارقا فى دمه/على بعد بضع فراسخ من الشاطئ". كما كانت كل قصص القراصنة التى كتبها واشنطن إيرفنج، وإدجار آلن بو، وروبرت لويس ستيفنسون مستوحاة، فى جزء منها على الأقل، من كيد.
كان كيد — الذى روى عنه فى الأسطورة - سيئ الطباع، شديد القوة، جشعا لا يشبع. وكان ثريا أيضا، ومات دون أن يفصح عن المكان الذى دفن فيه كنزه. وخلال القرون الثلاثة التى مرت منذ ذلك الحين، قتل صائدو الكنوز الشواطئ بحثا وجرفوا قيعان الأنهار والبحار من نيويورك إلى جزر الهند، شرقا وغربا. وفى عام 2000، قامت قناة ديسكفرى بتمويل بعثة استكشافية إلى الساحل الأفريقى، حيث عثر الغواصون على ما قد يكون حطام بارجة الأميرال كيد. أما فيما يتعلق بالكنز، فقد خرجوا خالى الوفاض.
كان كيد، من جانبه، دائما ما ينكر وجود أى كنز، وكان ينكر أيضا - بمزيد من الحماس والتعصب — أنه قرصان. فكان يدعى أن مغامراته بالكامل كانت فى خدمة ألغاز تاريخية محيرة بلاده وأن رحلته البحرية كانت تحت رعاية مسئولين رفيعى المستوى، كان من بينهم الملك ويليام نفسه.
وقال كيد بعد أن أصدرت ضده هيئة محلفين بلندن حكما بالإعدام بتهمتى القرصنة والقتل: "يا إلهى، إنه حكم فى منتهى القسوة، أنا أكثر براءة من أى بريء".
والمدهش أن الكثير من المؤرخين قد توصلوا لنفس النتيجة.
لا يزال سجل محاكمة كيد، التى بدأت فى ٨ مايو عام 1701 وانتهت فى اليوم التالى، موجودا، ويقدم نظرة عن كثب للرجل وأفعاله.
اتفق كل من الادعاء والدفاع على بعض الحقائق الأساسية. كان كيد قد وصل إلى لندن فى عام 1695، للبحث عن شخص ما لرعاية بعثة قرصنة تفويضية. ومثل القراصنة، كانت سفن القرصنة التفويضية تسطو على السفن فى البحر، ولكن مع فارق كبير؛ أنها مصرح لها بذلك من إحدى الدول، وتقتصرهجماتها على سفن الدول المعادية.
وبنهاية القرن السادس عشر، كانت القرصنة التفويضية قد صارت طريقة شائعة إلى
حد ما وغير مكلفة لتقويض تجارة العدو. وكان كيد قرصانا مفوضا محترفا، بعد أن شن هجمات على العديد من السفن الفرنسية فى الكاريبى.
وفى لندن، اكتسب كيد دعم لورد بيلومونت، وهو أحد أعضاء البرلمان وشخصية بارزة فى حزب الويج الحاكم. أقنع بيلومونت أربعة آخرين من أعضاء الحزب بتمويل إحدى السفن، ومنحه ديوان البحرية رخصة قرصنة تفويضية. ووافق الملك على تمويل السفينة بثلاثة آلاف جنيه، ثم خالف كلمته وسحب المال، ولكنه ظل يقدم الدعم فى مقابل 10 بالمائة من الأرباح.
كان تكليف كيد غير مألوف نوعا ما من حيث إنه لا يخول له فقط أسر سفن العدو، بل أيضا سفن القراصنة. وربما كان هذا البند قد أضيف لجعل مهمة كهذه، الملك متورط فيها، تبدو أبعد قليلا فى وقعها عن أنشطة المرتزقة، على الرغم من أنه أشار أيضا إلى أن الحكومة باتت تضيق ذرعا بشكل متزايد من القراصنة الذين يعوقون التجارة البريطانية.
أبحر كيد من لندن على متن السفينة أدفنتشر جالى المزودة بأربعة وثلاثين مدفعا.
وفى يناير 1697 وصل إلى مدغشقر، إحدى القواعد المعروفة للقراصنة على الساحل الشرقى لأفريقيا. كان هناك ما يقرب من مائتى قرصان، من بينهم القبطانان هور (الأشيب) وشيفرس (المرتعد)، وكانا اسمين على مسمى، ولكن كيد لم يبذل أى جهد لأسرهما.
بعد قرابة عام، وبعد أن جاب سواحل أفريقيا وآسيا، لم يحصد شيئا سوى بعض السفن الصغيرة، وبدأ القلق يساور أفراد طاقمه وأنصاره. وشارف أفراد الطاقم — الذين كانوا قد وقعوا للمشاركة فى المهمة مقابل الحصول على نصيب من الغنيمة، وألا ينالوا أتعابهم ما لم يأسروا شيئا — على التمرد وشق عصا الطاعة. وعند العودة إلى لندن، تسلل القلق إلى الحكومة من أن كيد سوف يتجاوز قريبا الحد الفاصل ما بين القرصنة التفويضية والقرصنة الإجرامية؛ إن لم يكن قد تجاوزه بالفعل. فلم تقم أدفنتشر جالى بأى تحركات ضد أى من القراصنة فى مدغشقر أو فى أى مكان آخر، وفرت من سفن البحرية البريطانية التى لاقتها على الساحل الأفريقى.
ومع تسرب المياه إلى السفينة ونقص المؤن، تصاعدت وتيرة التوتر على متْنِها. وفى ٣٠ أكتوبر ١٦٩٧، وبحسب شهادة أفراد طاقم السفينة أثناء محاكمة كيد، دخل الكابتن فى مشاجرة مع مدفعى يدعى ويليام مور. فنعته كيد بـ"الكلب القذر"، وكان رد مور: "إذا كنت كلبا قذرا، فأنت من جعلتنى هكذا. لقد دمرتنى ودمرت الكثير غيرى". فما كان من كيد سوى أن التقط دلوا وانهال به بقوة على رأس مور، ليلقى مصرعه فى اليوم التالى.
بعد ذلك، وفى 30 يناير ١٦٩٨، ظهر أمل فى الأفق فيصورة السفينة كوده ميرشانت، التى كان على متنها حمولة تزن أربعمائة طن. فها هى قد ظهرت أخيرا غنيمة تستحق الاستيلاء عليها. كانت السفينة التجارية، التى رفعت علما أرمينيا على متنها، متجهة نحو الشمال ومحملة بالحرير، والكاليكو، والسكر، والأفيون، والمدافع، والذهب. فطاردها كيد وفى النهاية استولى عليها بما تحمله.
عند هذه النقطة تباينت قصصالادعاء والدفاع حسبما قدمت فى محاكمة كيد. فقد كان هذا بالنسبة إلى المدعين عملا من أعمال القرصنة بشكل واضح لا لبس فيه؛ إذ كان قائد السفينة كوده ميرشانت إنجليزيا، وكان على متنها بضائع مملوكة لعضو بارز فى بلاط الإمبراطور الهندى، والذى كانت له صلات قوية مع شركة الهند الشرقية وهى شركة إنجليزية. الأدهى من ذلك أن كيد لم يأخذ السفينة أو البضائع إلى الوطن لكى يقدر له مكافأة قانونية، مثلما نص العقد مع أولياء نعمته من حزب الويج. وبدلا من ذلك، قام بتوزيع بعض من الغنيمة بين أفراد طاقمه واحتفظ بالبقية لنفسه. وقد شهد أفراد طاقم كيد بكل هذا، مستغلين عرْضالحصانة الذى قدمه الملك.
أما كيد، فأصر من جانبه على أن كوده ميرشانت لم تكن سفينة إنجليزية، بالرغم من أن قبطانها، ومن كانوا على صلة بها، إنجليز. فقد أطلعه قبطانها على "جواز فرنسى" وهو وثيقة أشارت بوضوح إلى أن السفينة فرنسية. وزعم كيد أن الجواز الفرنسى سوف يثبت أن استيلاءه على السفينة كان قانونيا تماما.
وقام كيد باستجواب أفراد طاقمه السابقين الذين اعترفوا بأنهم قد سمعوه يتحدث عن جواز المرور، وإن لم يروه بالفعل. ومرارا طلب كيد من هيئة المحكمة تأجيل محاكمته حتى يتمكن المحلفون من فحص جواز المرور الفرنسى بأنفسهم.
غير أن القضاة رفضوا طلبه. ولم يظهر جواز المرور مطلقا فى المحكمة، ومضت المحاكمة قدما بشكل سريع. ولم يستغرق المحلفون سوى ساعة لإدانة كيد بقتل مور، ونصف ساعة أخرى لإدانته بالقرصنة.
لم يكن المؤرخون واثقين من ذلك.
فعلى الرغم من أن كيد لم يبْرِز جواز المرور الفرنسى، فقد كان هناك قدر كبير من الأدلة المدعمة بالقرائن تشير إلى احتمال وجوده. فلقد كان من الممكن أن يختبئ كيد فى مدغشقر أو فى ملاذ آخر للقراصنة، ولكنه اختار العودة إلى أمريكا، على الرغم من أنه كان يعلم بصدور أمر بالقبضعليه. لماذا؟ بحسب كيد، كان ذلك لعلمه أن جواز المرور سوف يثبت براءته.
قال كيد إنه قبل وصوله إلى بوسطن، أرسل جواز المرور إلى لورد بيلومونت؛ شريكه وحاكم ولاية ماساتشوستس المعين حديثا. فرد بيلومونت بخطاب طمأنة، قال فيه إنه ليس لديه أى شكوك فى قدرته على إصدار عفو من الملك عن كيد. وعندئذ فقط سلم كيد نفسه، واثقا من أن ولى نعمته سوف يحميه. ولكن بيلومونت خانه، وزج به فى سجن بوسطن ثم شحنه إلى لندن مكبلا بالأغلال.
أقنع خطاب بيلومونت المرسل إلى كيد، والذى ورد فيه ذكر جواز المرور الفرنسى صراحة، الكثير من المؤرخين بأن كيد لم يختلق تلك القصة. وفيما يبدو أن الحاكم كان فى موقف حرج للغاية. وباعتباره شريكا لكيد، كان يحب أن يرى كوده ميرشانت وهى تعلن غنيمة قانونية؛ إذ كان سيحصل على نصيبه من الأرباح فى هذه الحالة. ولكن بصفته حاكما، لم يستطع تحمل ثمن إظهار تعاطفه تجاه قرصان مدان. فقد كان منصبه السياسى فى النهاية أهم بالنسبة إليه من الأرباح؛ ومن ثم ألقى القبض على كيد كانت سمعة كيد السيئة تشكل حرجا هائلا ليس فقط لبيلومونت، بل أيضا لرفاقه من المستثمرين، وكانوا جميعا أعضاء بارزين بحزب الويج. فكان خصومهم بالحزب التورى، الذين رأوا فى ذلك فرصة للزج بأعضاء الويج فى فضيحة، يطالبون بإصدار قرار باللوم عليهم. ومن جانبهم، سارع أعضاء الويج إلى تصوير كيد كقرصان تفويضى تحول إلى قرصان مجرم، لتوضيح أنه قد سار فى طريق الشر بعد أن أبرموا اتفاقهم معه. ومما زاد موقف كيد سوءا أنشركة الهند الشرقية أرادت أن تجعل منه عبرة، لردع القراصنة الآخرين وتهدئة أصدقائهم فى الهند.
إذن لم يكن كيد، فى نظر الكثير من المؤرخين، قرصانا مخيفا، وإنما مجرد بيدق شطرنج فى لعبة سياسية. وظن الكثيرون أن بيلومونت، أو ربما شخصا آخر ذا مكانة رفيعة فى الحكومة، قد أخفى جواز المرور الفرنسى عن كيد لضمان حكم بالإدانة. وفى عام ١٩١١، وأثناء البحث فى مكتب السجلات العامة فى لندن، وجد كاتب يدعى رالف بين الدليل: فهناك، وعلى مرأى من الجميع، وجِد جواز المرور الفرنسى الذى استولى عليه كيد من سفينة كوده ميرشانت. وفيما يبدو أنه كان قابعا فى مكتب السجلات العامة على مدى قرنين منذ محاكمة كيد.
أقنع جواز المرور بِين بأن كيد كان رجلا بريئا. صحيح أن كيد لم يتبع الخطوات القانونية لإعلان كوده ميرشانت غنيمة مشروعة، ولكن حدث ذلك لأن أفراد طاقمه قد تمردوا وهربوا بالكثير من الغنيمة. وصحيح أيضا أن أدفنتشر جالى قد مضت تأسر سفنا أخرى من الواضح أنها لم تكن فرنسية، ولكن ذلك أيضا كان من تدبير أفراد الطاقم المتمردين وليس الكابتن. وصحيح أن كيد قدضرب ويليام مور، ولكن فقط لأنه كان واحدا من المتمردين. إلى جانب أنه فى زمن كان القباطنة دائما ما يجلدون البحارة بالسوط لأتفه المخالفات، كما ذهب بِين، فقد كانتضربة كيد محكومة بشكل بحت.
لقد لاقى كابتن كيد، فى نظر بين، "معاملة غير عادلة من قبل أوليائه، وامتهن من قبل أفراد طاقمه الأوغاد، وافترى عليه كذبا من قبل أجيال ساذجة".
ومنذ عهد قريب، تبنى المؤرخون بشكل عام نظرة أكثر توازنا تجاه كيد، مصورين إياه فى صورة لا هى صورة القرصان الوحشى المذكور فى الأسطورة، ولا هى صورة الضحية البريء لساسة عديمى الضمير. ولا شك أنه من الظلم الصارخ ما حدث من إخفاء جواز المرور الفرنسى عنه، والذى كان سيعزز من دفاعه ضد تهمة القرصنة فيما يتعلق بالسفينة كوده ميرشانت. ولكن بحسب شهادة العديد من أفراد طاقمه، فقد رفع كيد علما فرنسيا على أدفنتشر جالى لخداع قبطان كوده ميرشانت كى يظْهِر له جواز المرور الفرنسى. (فقد كان مألوفا للسفن التجارية أن تحمل أوراقا لجنسيات متعددة، على أمل أن تساهم الجنسية الصحيحة فى إبعاد أى قرصان وإن كان مفوضا.) لذا، وحسبما أكد أفراد الطاقم هؤلاء، كان كيد يعرف جيدا أن السفينة لم تكن فرنسية، حتى ولو كان لديها جواز مرور فرنسى.
علاوة على ذلك، كان هناك مسألة السفن الأخرى، وإن كانت أصغر حجما، التى تم الاستيلاء عليها بعد كوده ميرشانت. فقد اتهم كيد — وأدين — بأربع تهم قرصنة أخرى. وكان دفاعه فى كل واحدة منها واحدا؛ أن أفراد طاقمه قد تمردوا وتصرفوا دون إذنه. ولكن لم يكن هناك حقا سبب آخر لتصديق رواية أكثر مِن قيام أفراد طاقمه بالشهادة ضده.
ويتفق غالبية المؤرخين الآن على أن كيد كان قرصانا، وإن لم يكن قرصانا ناجحا بشكل استثنائى. وكانت نكبته، بحسب آخِر كاتبى سيرته الذاتية روبرتسيريتشى، أنه قد تجاوز الحد الفاصل بين القرصنة والقرصنة التفويضية فى نفس الوقت الذى كان احتمال التسامح فيه مع الأخيرة أقل ما يمكن. وكان هذا يرجع جزئيا إلى الصراع الدائر بين أعضاء الويج والتورى فى البرلمان. ولكن ريتشى بين أن توقيت كيد السيئ قد تجاوز ذلك.
وخلال أواخر تسعينيات القرن السابع عشر، تزايد عزم كلا الحزبين — الويج والتورى — على القضاء على التهديد الذى يشكله القراصنة على تجارة الإمبراطورية البريطانية. وهذا ما دفع الملك ويليام إلى عرض العفو عن القراصنة. وهذا هو ما دفع الوزراء المنتمين لحزب الويج لتفويضكيد لأسر القراصنة وكذلك سفن العدو. وهذا هو ما جعل قرصنة كيد، برغم بعدها التام عن أسوأ جرائم القرصنة السائدة فى عصره، تثير ضده غضب الحكومة البريطانية.
لم يحرز الجهد المشترك للحكومة البريطانية لوضع نهاية للقرصنة نجاحا فوريا، ولكن كيد لم يكن القرصان الوحيد الذى عانى؛ فقد اتخذت قوات البحرية الملكية إجراءات مشددة عبر جميع أنحاء الإمبراطورية، وكذلك فعلت القوات المحلية. ففى عام ١٧١٨، على سبيل المثال، احتشدت قوات ولايتى فيرجينيا وكارولينا عند ملجأ القرصان إدوارد تيتش، والمعروف أيضا باسم بلاكبِيرد، الذى لقى حتفه فى هجوم عنيف.
وبحلول عام 1730، كان قد انتهى ذلك العصر الذى كان فيه القراصنة يجوبون البحار بحرية.
وماذا عن كنز كيد المدفون؟
للأسف كان المتوافر عن هذا الأمر أقل من المتوافر عن بقية الأسطورة. لقد ترك كيد إحدى عشرة حقيبة من الذهب والفضة مع جون جاردينر — وكان من جزيرة جاردينر الواقعة على ساحل لونج أيلند — ربما لعدم ثقته الكاملة فى بيلومونت. ولكن جاردينر لم يرد الاشتباك مع بيلومونت، وبعد القبضعلى كيد قام بتسليم كل شيء للحاكم، الذى أرسله بدوره إلى إنجلترا.
ربما يكون معظم كنز كيد قد انتهى به المطاف إلى أيدى طاقمه، الذين تركه الكثير منهم قبل وصوله إلى بوسطن بفترة طويلة. وسواء كانوا متمردين أم لا، فقد وقع الرجال على الاتفاقية على أمل تحقيق الثراء، ومن الصعب تخيل أنهم قد تركوه ورجعوا بخفى حنين. وبمجرد أن أصبح المال بين أيديهم، صار احتمال إنفاقه أكبر من دفنه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة