هناك تخمة وزحام مسلسلاتى وإعلانى فى القنوات المختلفة، وسباق على كعكة الإعلان والتسويق، ولكن السباق المسلسلاتى يتحول إلى مباراة فى الكاركترات، التكرار فى الموضوعات والوجوه والأفكار. النقل والنحت من أعمال سابقة أو خارجية مستوردة.
ردود الأفعال والتلقى تكشف عن اختلافات فى الآراء بين المشاهدين، هناك من يحب الأكشن أو يبحث عن الكوميديا، أو يفضل الميلودراما والرومانسية. كل فريق يختار عددا من الأعمال. مع الأخذ فى الاعتبار أن هناك عمليات تسويق وإعلان ودعاية غير مباشرة فى السوشيال ميديا. وهى حيل حديثة، حيث يتم نشر أخبار أن المسلسل الفلانى أو المشهد العلانى تجاوز مئات الآلاف من المشاهدات واللفتات على اليوتيوب أو فيس بوك، وهى أرقام هدفها التسويق ولا علاقة لها بالقيمة الفعلية للمسلسلات.
وسط الزحام هناك القليل من الأعمال هى التى تمتلك قوامًا متماسكًا من الفكرة والأحداث، والغلبة للأعمال التى ليس لها ملامح، عمليات تجميع قطع من أعمال هنا أو هناك ورصها بشكل شبه فنى، مع سيطرة الكاركتر على العملية التمثيلية، إذا نجح ممثل فى تقديم دور الأكشن والبطل المغوار يتم تكرار الدور وإعادة إنتاجه، واختراع قصة وتفصيلها على مقاس البطل، ليتم استهلاكه وإعادة إنتاجه بشكل مكرر، مثلا نجح مسلسل ظل الرئيس العام الماضى، فى تقديم ياسر جلال فى بطولة لأول مرة، وتم تقديمه هذا العام بنفس شكله ولحيته فى رحيم، وهو رهان على النجاح بالقصور الذاتى، والنتيجة عملية إعادة إنتاج وتفصيل عمل على مقاس النجم، بالطبع فإن ياسر جلال أعاد اكتشاف نفسه، وكان على المنتجين أن يحاولوا توظيف النجاح وليس استنساخه.
خلال السنوات الماضية كان هناك كاركتر الحاج متولى، عندما نجح الفنان نور الشريف فى مسلسل الرجل المزواج، ظهرت عشرات الأعمال التى تكرر النموذج، والكاركتر معروف من سنوات وتسبب فى حرق واستهلاك نجوم كبار حولهم إلى مسوخ، خاصة فى الكوميديا.
ونرى نماذج صارخة فى الادعاء وثقل الدم، تفرض نفسها بالتكرار بالكوميديا الغليظة. بينما فنان مثل أحمد مكى والذى نجح فى تقديم أكثر من موسم من «الكبير»، وتوقف لأنه دخل فى مرحلة التكرار والعزف على نفس الفكرة والتيمة والإفيهات. وبالتالى فإن التوقف قد يكون مفيدًا فى البحث عن صيغ جديدة.. بينما التكرار والإلحاح يحرق النجوم والأفكار، ويجعل الكوميديا مجرد إفيهات واسكتشات بلا أى مضامين. وبالطبع فإن عددًا من الفكاهيين يبذلون جهودًا لكى يظهروا مضحكين لكنهم يقدمون حالة من التهريج والإفيهات البايتة أو الفجة.
ربما لهذا تظهر أعمال مثل عوالم خفية أو بالحجم العائلى، كنوع من الكوميديا، تراعى الحد الأدنى من الكتابة، والفكرة لها أول وآخر.
الوضع فيما يتعلق بالكوميديا، من سنوات يواجه أزمة حيث لا توجد نصوص جيدة، بالرغم من وجود مواهب فى الكتابة، ربما لا تجد فرصتها فى وسط معقد يتسم فى جزء منه بالتكرار والاعتماد على الكاركترت فى التمثيل والكتابة، حيث استسهال الأسماء المعروفة التى تجيد تسويق وتقديم نفسها وتجاهل المواهب غير المشهورة. وحتى الأعمال التى تنجح فهى تحصل على النجاح من أسماء النجوم الكبار، مثل عادل إمام أو يحيى الفخرانى، بينما تفتقد للكثير من عناصر النجاح الطبيعية. وأغلبها نصوص مهلهلة تفتقد للتماسك، وتلجأ إلى تقنيات وحيل لعلاج وملء الثغرات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة