وسط روائح العجين وأصوات الصاجات فى البيوت المصرية والمخابز وإعلانات الكحك الجاهز فى الشوارع والقنوات الفضائية، يثور تساؤل لدى الكثير عن فرحة المصريين بعيد الفطر المرتبطة بالكحك، لنبحث عن أصل الحكاية والتى نسردها فى السطور التالية..
عصر الفراعنة
الكحك يعود إلى أيام الفراعنة القدماء، فبحسب ما ذكر فى كتاب "لغز الحضارة الفرعونية" للدكتور سيد كريم اعتادت زوجات الملوك على إعداد الكحك وتقديمه للكهنة القائمين على حراسة الهرم خوفو يوم تعامد الشمس على حجرة خوفو، وكان الخبازون يتقنون إعداده بأشكال مختلفة وصل عددها إلى 100 شكل وكان يرسمونه على صورة شمس وهو الإله رع وهو الشكل البارز حتى الآن، وقد ظهرت صور لصناعة كحك العيد فى مقابر طيبة ومنف.
عهد الاخشيدى
فى عهد الدولة الاخشيدية كان أبو بكر المادرانى وزير الدولة يصنع الكحك فى أعياد الفطر ويحشوه بالدنانير الذهبية وكان يطلق عليه حينها "أفطن إليه" أى انتبه للمفاجأة.
العهد الفاطمى
كان الخليفة الفاطمى يخصص حوالى 20 ألف دينار لعمل كحك عيد الفطر وتتفرغ المصانع من منتصف شهر رجب لصناعة الكحك، وكان الخليفة يتولى مهمة توزيع الكحك على الكافة وكان حجم الكحك فى حجم رغيف الخبز، وكان الشعب يقف أمام أبواب القصر ينتظر نصيب كل فرد فى العيد وأصبحت عادة سنوية فى هذه الفترة.
وظلت هذه العادة تتوارث جيلا بعد جيل وعهدا بعد عهد لم يستطع أحد القضاء عليها، وفي متحف الفن الإسلامي بالقاهرة في مصر توجد قوالب الكعك عليها عبارات "كل هنيئًا واشكر" و"كل واشكر مولاك" وغيرها من العبارات التى تحمل ذات المعنى.
وظلت هذه العادة تنتشر لتدخل فى البيوت المصرية ويتجمع الأهالى لإعداد كحك العيد، ومع مرور السنوات أصبح الكحك الجاهز هو وسيلة الكثير من الأسر المصرية حرصا على الوقت والمجهود فى صناعته، إلا أن وجود الكحك فى العيد سواء مصنوع بالمنزل أو جاهزا عادة لا غنى عنها عند المصريين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة