أصدرت محكمة الاحتلال الإسرائيلى فى مستوطنة "بيتح تكفا"، أوامر هدم لأربعة مبان فى مدينة كفر قاسم فى الداخل الإسرائيلى حتى 15 يونيو، وذلك وفقا لطلب شرطة الاحتلال وما تسمى اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء.
وقالت مصادر فلسطينية، اليوم الاثنين، أن أفراد ما تسمى "اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء" كانوا قد أقروا فى 24 أبريل الماضى أوامر هدم حتى 15 يونيو للمبانى الأربعة فى المنطقة شرقى جنوب المدينة، إذ يوافق تاريخ تنفيذ الأوامر حلول عيد الفطر السعيد، ولا تزال قوات الاحتلال مستمرة فى سياسة الهدم والتهجير للسكان الفلسطينيين، تمهيدا لبناء المستوطنات على الأراضى الفلسطينية.
وتقع مدينة كفر قاسم - التى تلقب بمدينة الشهداء - داخل الخط الأخضر فى دولة إسرائيل اليوم، أى داخل حدود عام 1948، وتقع فى قلب البلاد على جبل على بعد 18 كم شرقى مدينة يافا، وفى 29 أكتوبر 1956 حدثت مجزرة رهيبة قتل فيها 49 من المدنيين العزل على أيدى حرس الحدود الإسرائيلى، حين أعلن نظام منع التجول، وكان الناس حينها فى أماكن عملهم خارج القرية، حيث تم تطويق القرية وأقيمت الحواجز العسكرية على مداخل القرية، وانتشرت الدوريات العسكرية فى الشوارع، وتم توقيف كل شخص عاد فى ذلك اليوم إلى بيته سواء كان ماشيا أو مع أغنامه أو راكبا وتم قتله بدم بارد.
وكان القتل جماعيا، حيث أوقف الجنود السيارات التى تنقل العمال والعاملات وأجبروهم على النزول منها، وتمت تصفيتهم، فقتل الرجال والنساء والأطفال والشيوخ، وتم دفنهم فى اليوم التالى على أيدى مواطنين جلبهم الجنود من قرية جلجولية المجاورة، وكشف النقاب فيما بعد عن خطة لترحيل العرب من منطقة المثلث أطلق عليها اسم الخلد، وفى هذا التاريخ من كل عام يحيى أبناء البلدة ذكرى المجزرة، وأصبح هذا اليوم عطلة رسمية ويوم حداد على الشهداء، يذكر أنه تمّ تقديم بعض المسؤولين عن المذبحة وتمت تبرئتهم جميعا إلا واحدًا، حيث غرم بقرش واحد، وصار مثلا يضرب "قرش شدمي" ، ثم تم بعد ذلك إقامة نصب تذكارى للشهداء بعد صعوبات ومحاولات عديدة تكللت فى النهاية بالنجاح فى عام 1977.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة