يوم تلو الآخر، تثبت المملكة العربية السعودية مدى إدراكها ووعيها للأخطار التى تهدد الوطن العربى ودوله وشعوبه، وتؤكد بخطوات عمليه حرصها الشديد على مساندة الدول العربية التى يحاول الإرهاب ومموليه هدمها وتفتيتها، الأمر الذى تجلى فى اجتماع قادة السعودية والكويت والإمارات والأردن، فى مكة المكرمة، برئاسة خادم الحرمين الشريفيم الملك سلمان بن عبد العزيز، لإخراج الأردن من أزمتها الاقتصادية.
وعقدت "قمة مكة" لإنقاذ الأردن، بمبادرة من العاهل السعودى، وسط استجابة سريعة من دولتى الإمارات والكويت، عقب احتجاجات هزت العاصمة الأردنية عمّان وتسببت بتغيير رئيس الوزراء الأردنى هانى الملقى على إثر صدور قانون برفع ضريبة الدخل وارتفاع الأسعار.
وإثر الأزمة التى تعيشها الأردن، دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، فى بيان صادر عن الديوان الملكى، الملك عبد الله عاهل الأردن والشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الكويت والشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبو ظبى للاجتماع فى مكة المكرمة، لبحث سبل دعم الأردن اقتصاديا، فى خطوة تعكس حجم استيعاب المملكة العربية السعودية للخطر الذى يحيط بأشقائها والتعاطى معه بشكل عملى.
ولم تكن دعوة الملك سلمان لعقد "قمة مكة" لسرعة إنقاذ الأردن فقط، بل كانت أيضا بمثابة رسالة قوية وواضحة للمتربصين بأن المملكة العربية السعودية لن تسمح للمخربين بتدمير الأردن، وأن اجتماع الدول الأربع فى مكة المكرمة سيمنع العبث بالأردن، كما تم العبث بالدول العربية منذ عام 2011.
وهذا ما أكدته تصريحات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى فى زيارته الأخيرة، قائلا: إن أمن الأردن من أمن السعودية، وأن ما يهم الأردن يهم السعودية أيضا، وأن ما يضر الأردن يضر السعودية.
ونص البيان الختامى للقمة على "أنه انطلاقاً من الروابط الأخوية الوثيقة بين الدول الأربع، واستشعاراً للمبادئ والقيم العربية والإسلامية، فقد تم الاتفاق على قيام الدول الثلاث بتقديم حزمة من المساعدات الاقتصادية للأردن يصل إجمالى مبالغها إلى مليارين وخمسمائة مليون دولار أمريكى.
ووفق للبيان الختامى، تتمثل المساعدات الاقتصادية للأردن فى التالى:
1- وديعة فى البنك المركزى الأردني.
2- ضمانات للبنك الدولى لمصلحة الأردن.
3- دعم سنوى لميزانية الحكومة الأردنية لمدة خمس سنوات.
4- تمويل من صناديق التنمية لمشاريع إنمائية.
من جانبه أبدى العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى ابن الحسين شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على مبادرته بالدعوة لهذا الاجتماع، ولدولتى الكويت والإمارات العربية المتحدة على تجاوبهما مع هذه الدعوة، وامتنانه الكبير للدول الثلاث على تقديم هذه الحزمة من المساعدات التى ستسهم فى تجاوز الأردن لهذه الأزمة.
وجاء نجاح المبادرة السعودية للقمة ليعكس حجم التلاحم بين الدول الأربع التى ترتبط بعلاقات متينة وراسخة باعتبارها دولا متحالفة معا، كما يعكس عمق العلاقات الاستراتيجية التى تربط الأردن بالسعودية والكويت والإمارات، والثقة الكبيرة للأشقاء العرب فى الرياض.
ويعانى الأردن من ضائقة اقتصادية تمثلت فى انخفاض النمو الاقتصادى إلى أقل من 2%، وارتفاع مستويات البطالة، فضلا عن تدفق أكثر من مليون ونصف المليون لاجئ عراقى وسورى إلى هذا البلد الفقير بالموارد الاقتصادية، وإغلاق حدوده.
وشهد الأردن خلال الأيام الماضية احتجاجات شعبية فى العاصمة عمان ومحافظات أخرى ضد مشروع قانون ضريبة الدخل الذى ينص على زيادة الاقتطاعات الضريبية من دخل المواطنين، وأدت إلى استقالة حكومة هانى الملقى وتكليف عمر الرزاز تشكيل حكومة جديدة، وتعهد رئيس الوزراء الجديد بسحب مشروع قانون ضريبة الدخل، ما أدى إلى نزع فتيل الأزمة.