تستعد إيطاليا لإرسال مئات المهاجرين إلى إسبانيا فى قافلة بحرية صغيرة اليوم الثلاثاء بعد إغلاق موانئها أمامهم فى حين اتهمت فرنسا الحكومة الإيطالية الجديدة بالاستخفاف وعدم المسؤولية.
ويسلط الانتقاد الفرنسى الضوء على التوتر داخل الاتحاد الأوروبى بشأن كيفية التعامل مع أزمة المهاجرين المستمرة منذ عام مع تعهد الحكومة الإيطالية الجديدة المناهضة للمؤسسات بإلغاء قواعد اللجوء التى فقدت مصداقيتها إلى حد بعيد.
وتبحر سفينة الإنقاذ أكواريوس بلا هدف وسط البحر المتوسط منذ يوم الأحد وعلى متنها 629 مهاجرا منهم 11 طفلا وسبع نساء حوامل بعدما منعتها كل من إيطاليا ومالطا من الرسو فى موانئهما.
وعرضت إسبانيا على نحو غير متوقع أمس الاثنين استقبال المهاجرين الذين تم انقاذهم قبالة السواحل الليبية فى مطلع الأسبوع. لكن السفينة أكواريوس مكتظة بشدة مما يجعل الرحلة التى تستغرق أربعة أيام إلى إسبانيا محفوفة المخاطر.
وللتغلب على المشكلة قال خفر السواحل الإيطالى فى بيان إن سفينتين إيطاليتين ستنقلان بعض المهاجرين إلى متنهما مما يخفف العبء عن أكواريوس. وبعد ذلك ستبحر السفن الثلاث إلى ميناء بلنسية الإسباني.
واستقبلت إيطاليا أكثر من 640 ألف مهاجر معظمهم أفارقة خلال السنوات الخمس الماضية. وتجاهلت دول أخرى بالاتحاد الأوروبى بشكل كبير محاولات روما لإقناعهم باستقبال بعض المهاجرين الجدد وتقاسم تكلفة رعايتهم مما يسلط الضوء على المشاعر المناهضة لأوروبا والمهاجرين فى إيطاليا.
وقال ماتيو سالفينى وزير الداخلية الإيطالى الجديد ورئيس حزب الرابطة اليمينى المتطرف إنه يسعى لإرغام الدول الأوروبية الأخرى على المساعدة فى تحمل أعباء المهاجرين.
لكن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون ندد بالموقف الإيطالى قائلا إن القانون الدولى يحتم على إيطاليا أن تستقبل المهاجرين.
ونقل المتحدث باسم الحكومة الفرنسية بنيامين جريفو عن ماكرون قوله لحكومته "ثمة قدر من الاستخفاف وعدم المسؤولية فى سلوك الحكومة الإيطالية فيما يتعلق بهذا الوضع الإنسانى المؤثر".
وذهب المتحدث باسم حزب ماكرون جابرييل أتال إلى أبعد من ذلك وقال لقناة تلفزيونية : "الموقف الإيطالى يصيبنى بالغثيان".
ورفضت إيطاليا الانتقاد الفرنسى ، وقال لويجى دى مايو نائب رئيس الوزراء الإيطالى "هذا انتقاد يبعث على السخرية".
وتلقت إيطاليا أيضا دعما من رئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان وهو صديق لسالفينى ويروج لبرنامج صارم مناهض للمهاجرين.
وقال أوربان للصحفيين فى بودابست "من المحزن أن نسمع لسنوات بأن من المستحيل حماية الحدود البحرية".
وعلى الرغم من سعى إيطاليا لإرسال سفينة الإغاثة إلى إسبانيا تبحر سفينة أخرى تابعة لخفر السواحل الإيطالى وعلى متنها 937 مهاجرا شمالا من السواحل الليبية ومن المتوقع أن ترسو فى صقلية غدا الأربعاء.
وقال وزير النقل الإيطالى دانيلو تونينيلى لمحطة كابيتال الإذاعية "ينبغى ألا يجرؤ أحد على نعت إيطاليا أو حكومتها بعدم الإنسانية أو كراهية الأجانب".
لكن منظمات الإغاثة تساءلت عن سبب السماح لسفينة خفر السواحل بالرسو فى إيطاليا بينما منعت روما دخول المهاجرين على متن أكواريوس التى ظلت فى البحر لفترة أطول.
وحثت منظمة أطباء بلا حدود، التى تدير أكواريوس بالتعاون مع منظمة (إس.أو.إس مديتراني)، على إعادة النظر فى هذه الخطة.
وقالت أطباء بلا حدود على تويتر "تعنى هذه الخطة أن الأشخاص الذين تم إنقاذهم والمنهكين بالفعل يجب أن يتحملوا السفر فى البحر لأربعة أيام أخرى". وطالبت بأن تأتى سلامة الناس قبل السياسة.
وأضافت "الخيار الأفضل هو نزول من تم إنقاذهم فى أقرب ميناء وبعدها يمكن نقلهم إلى إسبانيا أو أى بلد آمن آخر لمزيد من الرعاية ومتابعة الإجراءات القانونية".
وحقق حزب الرابطة بزعامة سالفينى أفضل نتائجه على الإطلاق فى الانتخابات العامة التى أجريت فى مارس آذار بعد أن تعهد بترحيل مئات الآلاف من المهاجرين ووقف تدفق أى مهاجرين جدد وشكل حكومة ائتلافية مع حركة 5-نجوم المناهضة للمؤسسات.
وقال سالفينى فى صفحته على فيسبوك اليوم "المسؤولية تحتاج إلى مشاركة وأنا سعيد أن حكومتنا رفعت رأسها بعد سنوات من الصمت"، مضيفا أنه ينوى السفر إلى ليبيا فى وقت لاحق هذا الشهر لبحث موضوع المهاجرين الذين ينطلقون من هناك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة