بعد عقود من التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية، على خلفية عدد من الملفات أبرزها طموحات بيونج يانج النووية، بدأت اليوم الثلاثاء، حقبة جديدة بين البلدين، بعد قمة تاريخية اجتمع فيها لأول مرة رئيس أمريكى بزعيم كورى شمالى وجها لوجه، مثلت هذه القمة تحولا كبيرا فى العلاقات بين أمريكا وكوريا الشمالية، اللتين تبادلتا حربا كلامية خلال الأعوام الماضية، حيث أكدا الزعيمان أن اللقاء كان جيدا للغاية، معربين عن رغبتهما فى تطوير تعاون وثيق بينهما.
ووقع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون على وثيقة شاملة تؤكد التقدم المحرز فى المفاوضات بينهما والالتزام بمواصلته.
وقال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، إنه تم توقيع وثيقة هامة للغاية وشاملة مع الزعيم الكورى الشمالى، مشيرا إلى أننا نتمتع بعلاقة عظيمة وسيتم مناقشة هذا الأمر باستفاضة خلال مؤتمر صحفى سيعقد خلال الساعات المقبلة، أنه وكيم فخوران بتوقيع هذه الوثيقة المشتركة.
من جانبه، قال الزعيم الكورى الشمالى "الكثير من الناس فى العالم ينظرون إلى هذا اللقاء على أنه ضرب من الخيال.. من أفلام الخيال العلمى.. نحن عقدنا اجتماعا تاريخيا حيث قررنا ترك الماضى خلفنا ووقعنا على الوثيقة التاريخية"، مشيرا إلى أن العالم سيشهد تغييرا كبيرا وأعرب عن امتنانه لترامب لقيامه بعقد هذا الاجتماع.
وبسؤاله عن نزع السلاح النووى فى شبه الجزيرة الكورية، قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب - فى كلمته التى نقلتها شبكة "سى أن إن" الأمريكية - إنه سيتم البدء فى عملية نزع السلاح النووى فى أسرع وقت، مشيرا إلى أن النتيجة ستلقى إعجابا من الجانبين.
وأعرب ترامب عن اعتقاده بأن علاقة بلاده مع كوريا الشمالية وشبه الجزيرة الكورية ستكون مختلفة تماما عن الماضى، كما أعرب عن شكره للزعيم الكورى الشمالى كيم كونج أون لعقدهما هذا الاجتماع، كما دعا كيم لزيارة البيت الأبيض.
ومن أبرز ما نصت عليه الوثيقة، تأكيد كيم التزامه "بنزع كامل للأسلحة النووية فى شبه الجزيرة الكورية".
ولا تأتى الوثيقة على ذكر المطلب الأمريكى "بنزع أسلحة نووية كاملة ويمكن التحقق منه ولا عودة عنه" وهى الصيغة التى تعنى التخلى عن الأسلحة وقبول عمليات تفتيش، لكنها تؤكد التزاما بصيغة مبهمة بحسب الوثيقة التى أطلعت عليها وكالة الأنباء الفرنسية. كما أفادت الوثيقة بأن الولايات المتحدة ستقدم ضمانات أمنية لكوريا الشمالية، وأيضا إقامة علاقات جديدة بين البلدين.
ومن المقرر أن تتبع القمة مفاوضات لاحقة يقودها وزير الخارجية الأمريكى ومسئول كورى شمالى.
وقال ترامب عقب توقيع الوثيقة، إن الولايات المتحدة وكوريا الشمالية ستفاجآن العالم بنتائج القمة المحرزة، مضيفا أن الوثيقة الموقعة "شاملة ومهمة للغاية"، كما وعد الرئيس الأمريكى بتطوير العلاقات الأمريكية-الكورية الشمالية سريعا، قائلا "خلال قمتى مع كيم نشأ بيننا رابط خاص ومستعد لاستقبال كيم فى البيت الأبيض"!
وأشار ترامب فى حديثه إلى أنه سيجتمع مع الزعيم الكورى الشمالى مرات عديدة فى المستقبل، وقال: "سنلتقى أكثر من مرة".
من جانبه، أعرب الزعيم الكورى الشمالى عن شكره لترامب، قائلا: "توقيع هذه الوثيقة التاريخية... يعلن عن بداية جديدة، وتغييرات كبيرة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة