أفضل ما قاله وزير التعليم خلال اليومين الماضيين، إن «مصر لا تحتمل شهادات بلا مهارة»، جيد أن الحكومة تعترف بذلك، وبقى أن يعرف المواطنون أين سيرسلون أبناءهم حين يعبرون مرحلة الثانوية، لأنك بنظرة واحدة مدققة ستعرف أن بعض الكليات الحالية لا تصلح لتأهيل الشباب لسوق العمل، لاحظ مثلًا أن الإعلام حاليًا يعيش خريفًا يبدو أنه الأخير، لأن التكنولوجيا التى كنا نطمح أن تخدم صناعة الإعلام خذلته وأصبحت سببًا فى إضعافه، فالناس اليوم وغدًا يتناولون الأخبار والمعرفة والفن والصحة والتعليم والترفيه من محركات البحث ومواقع التواصل ومنصات الفيديو على الإنترنت، وبالطبع تأتى المواقع الإخبارية فى نهاية قائمة الاهتمامات، وأصبح المواطن صحفيًا بكاميرا الموبايل وينشر ما يلتقطه عبر فضاء سريع الانتشار، وحين انتبه المهتمون بصناعة الإعلام لهذا التطور المذهل كانت الأمور خرجت عن السيطرة، فأى مستقبل هذا الذى ينتظر الطالب بكلية الإعلام حين يتخرج ولا يجد مجالًا يعمل به؟.. ربما أكون مبالغًا فى التشاؤم، لكن هذا ما نراه فى نهاية النفق ونأمل أن يكون مجرد خداع بصرى وتجرى المقادير بغير ذلك.