بالرغم من إنفاقها ملايين الدولارات لمواجة "الرباعى العربى" - مصر والسعودية والإمارات والبحرين - بعد إعلانه مقاطعة قطر لإصرارها على دعم وتمويل الإرهاب، إلا أنها فشلت فى مواجهة هذه الأزمة، بل ازدادت أزمتها وتكبدت المزيد من الخسائر.
وسلطت تقارير إعلامية إسبانية الضوء على مرور عام على قرار المقاطعة العربية لقطر بعدما تبين دعمها الكامل للإرهاب، وإيوائها للعناصر المطلوبة أمنيا فى عدد من البلدان العربية، وقالت أن "خلال عام من المقاطعة العربية لقطر وعزلها اقتصاديا، كانت تحاول الدوحة المقاومة، ولكن دون جدوى، فقد أنفقت أموالا باهظة للحفاظ على صورتها ولكن هذا لم يفيدها ولم ينجيها من العزلة التى أصبحت عليها بسبب دعمها للجماعات الإرهابية.
ونقلت صحيفة "الباييس" الإسبانية عن خبراء فى شئون الشرق الأوسط قولهم، أنه على الرغم من أن صورة قطر من الخارج تبدو مستقرة وهناك وفرة من الغذاء والامدادات، إلا أن الحقيقة تشير إلى نقص فى المواد الغذائية وأيضا هناك العديد من المشاريع المتأخرة، خاصة فى مجال البناء، حيث كانت الشركات السعودية والإماراتية تساهم فى بعض المشاريع القطرية، وبسبب المقاطعة تم إلغاء العديد من العقود المرتبطة بشكل أساسى بالبنية التحتية والطرق.
وأكدت الصحيفة فى تقريرها، أن السلطات القطرية تدعى أن المشاريع المتعلقة بكأس العالم 2022 لم تتأخر ولم تتأثر بالمقاطعة، على الرغم من الزيادة فى تكلفة نقل المواد، والتى تغطيها الدولة.
ووفقا لمدير مركز "الخليج للابحاث" كريسيان كوخ، فإن المقاطعة العربية للدوحة لها تأثير نفسى كبير، فهى تدفع قطر بعيدا عن جيرانها، وكانت بمثابة صدمة للشعب القطرى، والآن هناك حالة من انعدام الثقة التى يصعب عليه إصلاحه".
وأشار كوخ إلى أن تلك العزلة مؤلمة بشكل خاص للعائلات المختلطة من القطريين والسعوديين والبحرينيين والاماراتيين والمصريين، فالشروط التى فرضتها اللجنة الرباعية على قطر، أثرت على التنقل والإقامة وتصاريح العمل ل 13314 مواطنا على الأقل فى البلدان المعنية، بما فى ذلك ما يقرب من 2000 قطرى.
وأكد الخبير الإسبانى أن قطر هى من تعوق الخروج من تلك الأزمة، فاستمرار دعمها للإرهاب ومن بينه جماعة الإخوان المسلمين، والحفاظ على علاقاتها مع ايران، واستخدامها لشبكة الجزيرة التليفزيونية، جعل من الصعب التغلب على تلك الأزمة فى الوقت الحالى، وأرى أن الحوار الصريح والمباشر بين الأسر الحاكمة فى السعودية وقطر دون وساطة خارجية هو من سينهى تلك الأزمة.
وترى الصحيفة أنه على الرغم من أن الرباعى العربى وقطر هما حليفتان لواشنطن، إلا أن جهود الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن ناجحة على الإطلاق فى الخروج من الأزمة القائمة. ويرى كوخ أن "واشنطن تتعايش مع الوضع، وعلى الرغم من محاولاتها للتوصل إلى حل، إلا أنها لم تعط انطباعا بالحاجة الملحة لذلك قبل بضعة أشهر".
وأكدت الصحيفة أن انعقاد كأس العالم 2022 فى قطر فى خطر ومهدد بالإلغاء بسبب استمرار الأزمة والمقاطعة العربية، خاصة بعد أن أطلقت السعودية ومصر والإمارات والبحرين حربا تجارية ضد القنوات الرياضية القطرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة