أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

الأفاضل.. أبى وأمى.. مبتدأ الأمر ومنتهاه

الخميس، 14 يونيو 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يؤمن «أبى» بأن الخير قادم لا محالة، وأن الفقر فقر الروح، وأن الغنى غنى النفس، وأن الأطفال فى البيت يعنون «الخلود»، وأن الضحكة هى نعمة الله التى لا ينكرها إلا جاحد، وتؤمن «أمى» بأن الزمن مجرد رقم، وطالما الستر والصحة موجودين، فكل شىء بخير، وطالما أطفالها بخير فالعالم كله كذلك، وأن محبة الناس «ميراث». 
 
عند الحديث عن أبى وأمى، أقول، هما مكمن الفضل كله، مبتدأه ومنتهاه، متنه وهامشه، سبيله وهدفه، غايته التى يرجو الوصول إليها، وسيرته العذبة التى لا يكل عن تكرارها.
 
لا يمكن للكلام أن يختصرهما، فـ«أبى» بروحه التى تملأ الأرض ودا وتسامحا، عرف، ولا يزال يعرف، كيف يقود جيشا من الحالمين، ويقول لكل منا «خسارتك الوحيدة أن تفقد أخاك فلا يكون بجانبك»، فحفظنا الدرس جيدًا وقبضنا بأكفنا الهشة على أكف إخوتنا الأكبر القوية وهم لم يخذلونا.
و«أمى» التى تزرع العالم كله بالأمل، أنشأتنا على عينها، كما يقولون، ولا تزال ترانا مجموعة من الأطفال لم يكبروا بعد، تطلب من طيور البيت كل صباح أن تشاركها الدعاء لنا، وتطلب من الجدران أن تصلى معها وتمنحنا البركة، فنشعر نحن على بعد المسافات بالاستجابة الربانية، فتتفتح الدروب المغلقة وتتسع الشوارع الضيقة، ونسير فى الدنيا وقلوبنا ممتلئة بالثقة.
 
و«أبى» الذى يحب الحكايات والغناء، بصوته الجميل يحكى لنا عن بطله «عامر الخفاجى» أحد أبطال السيرة الهلالية، ونحن بين الابتسام والإنصات والحماسة نطلب منه أن يكمل، فنخوض معه فى الشعر الشعبى والغناء والحروب، ونتحسر ونعجب، فى الوقت نفسه، على مصير الأبطال الذين يخوضون المعارك طالبين الشرف أو الشهادة فى سبيل ما يريدون. 
 
و«أمى» كانت، دائمًا، ما تسحرنى رأفتها بالباعة الجائلين فى شوارع الصعيد الحارة الجافة، هؤلاء الذين يمرون أمام البيت تطعمهم وتعاملهم برفق الدنيا كله، تقول بأن ذلك، حتما سيرد إلى أبنائها فى غربتهم، وكان يرد.
 
ولا يزال أبى، إلى الآن، يتوحد مع «أرضه» فهو طيب وبصحة جيدة لأن «القمح» لم يصبه سوء، فلو سألته «كيف حالك فى هذا الحر القاسى؟ سيرد عليك «والله الحر دا هيخلى القمح يفرط «أى تسقط حباته فى الأرض»، ولا يزال ينسى نفسه مع الأطفال فيناغيهم طوال الوقت وينادونه ويبتسمون كلما رأوه وتعود له روحه كلما مدوا أيديهم الصغيرة إليه.
 
ولا تزال أمى، رغم الكثيرات اللواتى دخلن البيت من زوجاتنا، هى قلب كل شىء، رحمته وعزمه، صاحبة المشورة، ومانحة أيامنا «المعنى» وواهبة قلوبنا «المحبة».
 
ولا أزال أنا الطفل الذى يحب كل شىء يفعلانه ويدين لهما بعمره.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة