لقد كرم الإسلام المرأة، وأعطاها حقوقاً كانت تفتقدها قبل الإسلام، كما منحها حقوقاً لم تمنحها لها الأديان الأخرى، وأول هذه الحقوق وأهمها حق الحياة، فحرم قتلها، قال تعالى: «وإذا الموؤودة سئلت بأى ذنب قتلت» وجعل الإسلام جَزاء من يربّى البنات ويُحسن فى تربيتهنّ جزاءً عظيماً وهو الجنّة.
كما أعطاها حق المساواة، فساواها فى الحق مع غيرها، قال تعالى: «ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم» قال ابن كثير: فى تفسير هذه الآية، أى ولهن على الرجال من الحق مثل ما للرجال عليهن فليؤد كل واحد منهما ما يجب عليه بالمعروف.
وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم: «إنما النساء شقائق الرجال»
كما أوصى الإسلام بالإحسان إلى المرأة، والإنفاق عليها حتى لو كانت صاحبة مال، وأياً كان موقعها سواءً أكانت أمًّا، أو أُختًا، أو زوجةً، وجعل مقياس الخَيْر فى الرَّجل بمقدار خَيره مع أهله، كما أعطاها حق ضرورات العيش من ملبس ومأكل ومسكن وعشرة حسنة، قال تعالى: «أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فإن أرضعن لكم فأتوهن أجورهن وأتمروا بينكم بمعروف وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى»
وإن شح عليها الزوج فى النفقة أباح لها الشرع أن تأخذ من ماله ما يكفيها وأبناءها، كما ورد فى حديث عائشة فى قصة سؤال هند بنت عتبة للنبى صلى الله عليه وسلم فى حقها أن تأخذ من مال أبى سفيان– وكان شحيحاً– فقال لها: خذى من ماله ما يكفيك ويكفى بنيك.
وقال تعالى فى العشرة الحسنة: «و عاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً» و قال أيضاً: «ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن».
وقد ضَمِن الإسلام للمرأة إشباع غريزتها بالزواج إذا طلبت ذلك، وعدم منعها من ذلك إذا كانت قادرةً على أداء واجباتها، وأعطاها الإسلام حق المشورة فى الزواج واختيار شريك الحياة وسؤالها عن رأيها، والاهتمام بموافقتها، قال صلى الله عليه وسلم: فى حديث عن أبى هريرة: «لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن».
وأثبت لها مهرها ونفقتها وكسوتها وكل حقوقها، وأوجب على الزوج إكرامها، قال تعالى: «فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان». كما شرع الإسلام للزّوجة أن تفسخ عقد زواجها من زوجها إذا لم يستطع أداء حقوقها أو تسبّب فى أضرارٍ لها وأرادت الانفصال عنه.
وفوق كل هذا أعطى الإسلام المرأة حقها فى طلب العِلم، فقد كان النّبى- صلى الله عليه وسلم- يُخصّصُ من وقته جزءًا لِتعليم الصَّحابيات، كما أعطى للمرأة الحق فى العمل، كذلك للمرأة الحقّ فى الميراث؛ وهذا مما حُرمت منه فى الجاهليّة، وفى الحضارات القديمة، كما أنّ لها الحق فى البيع، والشّراء، وامتلاك العقارات، والمساهمة فى التِّجارة.
وتتوالى نصوص الكتاب والسنة لتثبت للمرأة كامل حقوقها، فالمرأة فى الإسلام شريكة الرَّجُل فى عِمارة الكون، وشريكته فى العبوديّة لله دون فرقٍ بينهما فى عموم الدِّين: فى التَّوحيد، والاعتقاد، وحقائق الإيمان، والثَّواب والعِقاب، وفى الحقوق والواجبات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة