فى ذكرى قتله لكليبر.. سليمان الحلبى هل هو بطل تاريخى؟

الخميس، 14 يونيو 2018 06:00 م
فى ذكرى قتله لكليبر.. سليمان الحلبى هل هو بطل تاريخى؟ صورة تعبيرية لقتل سليمان الحلبى لكليبر
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يمتلئ التاريخ المصرى بالعديد بالقصص تحمل بين طياته سيرا للعديد من الشخصيات، ولع بها المصريون لدرجة جعلتهم فى حكم التاريخ الشعبى شخصيات خارقة، يكتشف بالبحث فى العديد من الكتب والمراجع، أن المصريين أحبوا بشكل مدهش مجرمين ومحتالين وقتلة مأجورين، وربما من بين هؤلاء قصة سلمان الحلبى، الطالب الأزهرى الذى قتل قائد الحملة الفرنسية كليبر.

وتمر اليوم الذكرى الـ218 على مقتل كليبر ثانى قاد الحملة الفرنسية فى مصر، فى 14 يونيو 1800.. فما هى قصة الحلبى وهل هو بطل كما صوره التاريخ؟.

بحسب ما ذكره كتاب "هوامش التاريخ: من دفاتر مصر المنسية" للكاتب مصطفى عبيد، بعنوان "الحلبى.. القاتل المأجور"، نقلا عن كتاب المؤرخ الكبير عبد الرحمن الجبرتى "عجائب الآثار فى التراجم والأخبار" فإن الرجل الذى نعتبره بطلا قوميا ونطلق اسمه على أحد شوارع حى المنيل بالقاهرة، والذى قدمته مناهج التاريخ فى المدارس باعتباره بطلا مغوارا، على ما قدمه من تضيحة عظيمة بقتله لقائد الحملة الفرنسية، إلا أن "الجبرتى" يقول عنه من "سفلة السفلة، أهوج، أحمق، ومتدنس بالخطايا"، ويحكى "الجبرتى" حادثة الاغتيال ذاكرا أن سارى عسكر كليبر، كان يسير مع كبير المهندسين الفرنسيين فى بستان داره بالأزبكية عندما دخل إليه شاب عربى قاصدا إليه، ويبدو أن ذلك كان متاحا فى ظل سياسة الفرنسيين للتقرب من المصريين، لذا فقد تركه كليبر يقترب منه معتقدا أنه صاحب حاجة وأن عليه قضاءها، ومد القاتل يده اليسرى كأنه يرغب فى مصافحة سارى عسكر، وبالفعل صافحه القائد الفرنسى، الذى لم يعرف أنه سيقبض على يده ويطعنه بيده الأخرى، بخنجر صغير، جاءت الطعنة الأولى مفاجئة لكن الثانية والثالثة ثم الرابعة لم تكن كذلك، وحينها سمع الحراس صرخة مكتومة لكليبر وحاول كبير المهندسين الإمساك بسليمان، لكنه تلقى طعنه جعتله لا يكمل محاولته، وسريعا جرى الحلبى إلى السور وقفز منه، والحرس يجرون حلفه، واختفى تماما عن الأنظار، لكن الجنود لم يملوا البحث عنه، حتى وجدوه فى بستان مجاور مختبئا خلف حائط منهدم.

ويذكر الجبرتى أنهم "وجدوا شاميا فأحضروه، وسألوه عن اسمه وعمره وبلده فوجدوه حلبيا اسمه سليمان، فسألوه عن محل مأواه، فأخبرهم أنه يأوى ببيت فى الأزهر، وعاقبوه حتى يدلى بحقيقة الحال، ودل "سليمان" على أربعة قال أنه أخبرهم باعتزامه قتل سارى عسكر الحملة، لكن الفرنسيين أطلقوا سراح واحد منهم تأكدوا أنه لم يعلم بالأمر، أما الباقين فقد قتلوا مع سليمان الذى قتل بحرق يده اليمنى ثم وضعه على الخازوق.

الغريب بحسب الكاتب مصطفى عبيد، فيما حكاه الجبرتى انبهاره بعقد الفرنسيين محاكمة للقاتل وعدم التعجيل بقتله فور القبض عليه، وترتيب من يدافع عنه، وسؤلهم له إن كان مذنبا أم لا، وهو ما علق عليه المؤرخ الكبير قائلا "بخلاف ما رأيناه بعد ذلك من أفعال أوباش العساكر الذين يدعون الإسلام ويزعمون أنهم مجاهدون".










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة