ظل الاحتلال البريطانى فى المنطقة العربية، خاصة الخليج العربى لعدة عقود، وساهم فى تقسيم المنطقة إلى عدة دويلات وكان سببا أساسيا فى نكبة احتلال الأراضى العربية بفلسطين التاريخية.
وتمر اليوم الذكرى الـ213، على بدء الحملة البريطانية الأولى على القواسم بمنطقة الخليج العربى، وهى أولى حملات المملكة البريطانية على الخليج العربى، بعد سلسلة من الأعمال العسكرية البحرية ضد سفن شركة الهند الشرقية البريطانية فى الخليج فى القواسم، فكانت تلك الحملة، التى أدت إلى بداية السيطرة الكاملة لبريطانيا على منطقة الخليج العربى.
وكانت بداية الأزمة فى أبريل من عام 1805 بعدما قامت قبيلة القواسم بمهاجمة سفينة الشركة البريطانية كوين بالقرب من مسقط، وكانت تلك السفينة ضمن أسطول من السفن يجوب مياه الخليج لتأمين التجارة ضد الفرنسيين.
وبحسب كتاب "شخصيات أثرت الحياة الإماراتية" للكاتب صلاح عبد الحميد، فإن هجوم القواسم على سفن الشركة البريطانية اقترح حاكم مومباى على الوكيل البريطانى فى مسقط تقدم مساعدة حربية لحكومة مسقط فى حربها ضد قبائل القواسم، بالفعل قام البريطانيون بالتسيق مع حاكم مسقط بدر بن سيف، والذى وافق بدوره على منح الإنجليز ميناء بندر عباس أو جزء منه تقديرًا لمساعدتهم، وذلك بعدما أيقنت الحكومة البريطانية أن القواسم باتوا يمثلون تهديدًا للملاحة فى المنطقة.
تحركت القوات البحرية العمانية يساندها الأسطول البحرى البريطانى فى 15 يونيو عام 1805م فى اتجاه ميناء بندر عباس لاستعادته من قبضة القواسم وحلفائهم من بنى معين سكان جزيرة هرمز، وانتهت الحملة فى 6 فبراير عام 1805، بتوقيع اتفاقية تنص بنودها على إقامة سلام بين الشركة البريطانية وسلطان بن صقر القاسمى زعيم القواسم وأتباعه.
لكن يبدو أن الانقسامات داخل المنطقة استمرت، فيذهب الدكتور محمود شاكر فى كتابه "موسوعة تاريخ الخليج العربى: الجزء الأول" إلى أن الحملة البريطانية على القواسم، ووضعت الأساس القوى للنفوذ البريطانى فى تلك المنطقة.
والقواسم قبيلة عربية كونت إمارة كبيرة فى رأس الخيمة والشارقة وبندر لنجة، بدأت زعامتهم فى النصف الثانى من القرن الثانى عشر للهجرة على إثر انحلال دولة اليعاربة، وكانت بداية دولتهم فى ما يسمى اليوم برأس الخيمة والشارقة، ثم انتشرت لتشمل أجزاء من شرق الخليج العربى بساحليه الشمالى والجنوبى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة