كانت عودة النجمة عفاف شعيب بمسلسل "فوق السحاب"، للنجم هانى سلامة، عودة حميدة للغاية، خاصة بعدما نجحت فى الخروج من الإطار العام التى وضعت فيه على مدار العقد الأخير، فنظرا لما تتمتع به الفنانة الكبيرة من وجه هادئ فضلا عن الشكل العام للحجاب وإلتزامها بآدابه وقيمه، كان يضعها المخرجون دائما فى قالب الأم الطيبة الحنونة، وبالتحديد فى الفترة التى شهدت عودتها قبيل ثورة يناير بدءا من مسلسل "العار"، مرورا بأعمال أخرى مثل مسلسلى"مسألة كرامة"،و"ولاد السيدة"، وفيلم "البر التانى".
هذا العام وخلال سباق رمضان المنقضى، طلت الفنانة عفاف شعيب بدور "نعناعة"، بمسلسل "فوق السحاب"، من تأليف حسان دهشان، وإخراج رؤوف عبد العزيز، للمنتج الكبير تامر مرسى، وهى السيدة التى تفهم جيدا فى الدجل والسحر والأعمال، ويذهب إليها الكثيرون لتساعدهم، دون أن تتقاضى منهم شيئا، حيث يكون هدفها فى النهاية هو فعل الخير، واجتناب الناس للشر الذى قد يلحق بهم نتيجة أعمالهم السيئة، وهو ماسعت "شعيب" بمساعدة صناع العمل مؤلفه ومخرجه، لإظهاره بقوة، وهو أن مثل هذه الشخصيات عندما تتقى الله، ينير بصيرتها، وعندما تكون المعانى الإنسانية هى هدفها، يحميها الله من الشرور، وكأنها تقدم رسالة سامية لمثل هذه الشخصيات التى تعمل بالدجل والسحر سعيا وراء الأموال، بأن الله لن يجزيك خيرا إلا إذا كنت تعمل شيئا لخدمة الإنسانية، وليس المتاجرة بأحلام البسطاء، وهو ما أظهرته فى العديد من الأحداث والمشاهد التى صاغها مؤلف العمل حسان دهشان بشكل جيد، حيث قالتها صريحة فى أحد المشاهد :"عندما تفعل خيرا ويكون الله مطلع على ما فيه قلبك، سيمنحك الخير، أما إذا كان الشر هدفك فلن تجد غيره، وهو ما أكدت عليه فى بعض المشاهد خاصة مع بداية ظهورها فى الحلقة الأولى وهى تنقذ فتاة من الانتحار بعدما أخطأت مع أحد الشباب، لتحتضنها بمنزلها وتزوجها، وهو ماتكرر مع فتاة أخرى تعمل خادمة بمنزل أحد سيدات الأعمال تعرضت للتعذيب بعد اتهامها ظلما بالسرقة.
رسمت "شعيب" بالفعل ملامح شخصية "نعناعة"، بمساعدة المخرج بشكل جيد أظهرها مختلفة عن القالب التى وضعت نفسها فيه على مدار فترة طويلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة