لاشك أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ومنذ اليوم الأول لانتخابه يثير انقساما حادا فى الولايات المتحدة، بين مؤيدين متحمسين له ولسياسته، وآخرين يعارضونه بشده وينتقدون كل خطوة يقدم عليها.
لكن لم يطرح أحد من قبل سؤال "هل يمكن أن تشهد أمريكا حربا أهلية بسبب ترامب"، فشبح تلك الحرب التى عانى ويلاتها الأمريكيون قبل قرون لم يخطر على بال أحد، ولم يتطرق إليه ربما لأن الأمور كلها حتى الآن تسير فى إطار الصراعات السياسية.. لكن ماذا لو تطور الأمر أكثر وكانت هناك محاولة للإطاحة بترامب من البيت الأبيض.
هذا الاحتمال تحدث عنه المستشار السابق لترامب، روجر ستون، والذى يعد من أشد المؤيدين للرئيس الأمريكى ولسياساته، ففى مقابلة مع مجلة "نيوزويك" الأمريكية قال إنه ستكون هناك حرب أهلية لو كانت هناك محاولة غير قانونية للإطاحة بترامب.
وتشير المجلة إلى أن ستون يستعد لمواجهة اتهام من المحقق الخاص روبت مولر، بسبب علاقته المزعومة مع الهاكر الروس "جوسيفر 2.0' الذى سرق رسائل البريد الإلكترونى من مقر اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطى، لكن مع اقتراب التحقيقات حوله، وبدء استجواب مولر لأقرب مساعديه، فإن ستون يظل عازما على عدم الوشاية بترامب.
ويصف ستون ترامب بأنه شخص تجتمع فيه عناصر مبهرة فهو على حد قوله فصيح ومقنع ونظيف وغنى جدا جدا جدا ، لكن لسوء الحظ أحاط الرئيس نفس بمجموعة من الصقور والمحفظين الجدد، ويعجب الرئيس بزيهم "العسكرى" ويحب كفاءتهم العالية، لكنه لست متأكدا أنه يفهم أنهم لا يميلون لسياسته، مشيرا إلى أن زيادة عدد القوات فى أفغانستان ليس ما تم انتخاب ترامب لأجله.
المحقق مولر
ويشير ستون إلى أنه تحير من سبب زيادة الإنفاق الدفاعى فى الميزانية التى قدمها ترامب، وقال إنه ربما وقع عليها لأنه اعتقد أنه يحصل على ولاء الجيش فى حال حدوث مواجهة، وأردف قائلا إنه لو كانت هناك محاولة غير قانونية للإطاحة بتراب، سيكون هناك حرب أهلية فى هذا البلد، مشيرا إلى أن أى شىء يتم التحضير له فى ظل وجود تأييد ومعارضة لترامب لن يجعل الأمور تسير على ما يرام، ومن ثم، فإن الفائز فى هذه الحرب الأهلية سيكون من يفوز بمجلس النواب.
وتأتى تلك التصريحات فى ظل احتدام المواجهة بين ترامب وعدد من المؤسسات الأمريكية البارزة على رأسها وكالات الاستخبارات والإف بى اى، كما أن ترامب هاجم بشده وزير العدل جيف سيشنز لعدم سيطرته على التحقيقات، حتى إنه قال إن يأسف لتعيينه فى هذا المنصب.
فضلا عن هذا، فإن المواجهة أكثر احتداما فى الوقت الراهن مع روبرت مولر، المحقق الخاص الذى يحقق فى قضية التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية فى عام 2016، وما إذا كان ترامب قد حاول عرقلة سير العدالة، لاسيما بإقالته مدير الإف بى اى جيمس كومى، فى مايو 2017، وهو الذى كان يحقق فى القضية.
وتجرى معركة قانونية فى الوقت الراهن بشأن ما إذا كان ترامب سيجرى مقابلة مع مولر لطرح أسئلة عليه فى هذه القضية، وفى الوقت الذى يسعى فيه محاميو الرئيس الأمريكى إلى عدم إجراء هذه المقابلة خوفا من أن يكذب ترامب فيها مما يعرضه لمشكلات، فإن مولر يضيق الخناق عليه على ما يبدو، مما جعل ترامب يقول صراحة إن لديه سلطة للعفو عن نفسه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة