فى الوقت الذى أثار فيه فوز الكاتب الشاب أحمد مراد جدلاً كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعى، بعد فوزه بجائزة الدولة للتفوق، فى مجال الآداب، والذى اختلف حوله العديد سواءً من المثقفين أو جمهور القراء، بين مؤيد ومعارض، جاءت شروط منح الجائزة لتفجر سؤالا، وهو: هل فاز أحمد مراد بجائزة الدولة للتفوق بالمخالفة للقانون؟
لائحة شروط جائزة الدولة للتفوق فى الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، تنص حسبما حددت إدارة الشعب واللجان الثقافية، على الموقع الرسمى للمجلس الأعلى للثقافة، الجهة المانحة للجائزة، فى أول شروط المنح على "أن يكون المتقدم قد مارس البحث العلمى أو تطبيقاته أو الإنتاج الفكرى أو الإبداع فى مجالات الفنون أو الآداب أو العلوم الاجتماعية، مدة خمس عشرة سنة على الأقل، ولم يتوقف إلى الآن، وأن تكون البحوث أو المؤلفات أو الأعمال سبق نشرها أو عرضها أو تنفيذها، وأن يكون لهذا الإنتاج قيمة علمية أو فنية أو أدبية ممتازة تشهد له بالأصالة والقدرة على الابتكار والتوجيه".
وبالعودة إلى تاريخ نشر أولى أعمال الكاتب أحمد مراد "الإنتاج الإبداعى" كما حددت الشروط، يتبين لنا أن رواية "فيرتيجو" والتى صدرت فى أغسطس 2007، عن دار ميريت للنشر، ثم صدرت فى طبعات جديدة أخرى عن دار الشروق للنشر، هى أول أعماله المطبوعة.
ومن خلال البحث عن "الإنتاج الأدبى والفنى" للكاتب أحمد مراد قبل صدور روايته الأولى، لم يتبين لنا إلا ما يذكره الكاتب نفسه فى سيرته الذاتية، بقيامه بعد تخرجه فى أكاديمية الفنون عام 2001 بالحصول على جوائز قصيرة عن أفلام "الهائمون، الثلاث ورقات، وفى اليوم السابع" فى مهرجانات بإنجلترا وفرنسا وأوكرانيا، وهى أفلام غير منشورة ولا يعرف تاريخا لإنتاجها، ولا يعرف عنها الجمهور الكثير.
ليبقى السؤال الآن: هل كان أحمد مراد يستحق الفوز بجائزة الدولة للتفوق فى فرع الآداب أم الفنون؟ وفى هذه الحالة، فما هو الإنتاج الفنى الذى يستحق عليه الفوز بهذه الجائزة؟ علما بأنه منذ فوزه بالجوائز الأجنبية عن الأفلام القصيرة، قام بكتابة سيناريوهات لأفلام مأخوذة عن رواياته مثل "الفيل الأزرق" 2014 و"تراب الماس" لم يصدر بعد، وسيناريو فيلم "الأصليين" 2016 وهو سيناريو مكتوب مباشرة للسينما.
وبسؤاله رئيس الشعب واللجان والإدارة للمركزية للجوائز عن مدة المادة المحددة فى شروط التقدم، أشار إلى أن اللجنة ربما استندت إلى أن الروائى بدأ مشواره كمخرج أفلام وثائقية باعتبار أن الأفلام والرواية كلها فنون، وبسؤاله عن سبب عدم فوز أحمد مراد بجائزة الدولة للتفوق فى مجال الفنون، قال إن اللجنة لا تقوم بالفصل بين الجائزة المخصصة للآداب أو الفنون.
وبالعودة إلى الكتيب الذى أصدره المجلس الأعلى للثقافة، والذى يتضمن أسماء المرشحين للفوز بجائزة الدولة للتفوق، يتبين أن إدارة الجوائز اعتمدت على الأعمال الأدبية للكاتب أحمد مراد، والتى ظهر انتاجها الأدبى فى عام 2007، دون الالتفات أو ذكر تواريخ أعماله الفنية، التى توضح مدى استيفاء شروط الفوز بالجائزة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة