أكرم القصاص

منتخبنا فى المونديال.. الخسارة بشرف والرهان بلا حدود

السبت، 16 يونيو 2018 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الله فى عون منتخبنا ولاعبينا، من حجم الجهد والضغط عليهم، وهم يلعبون فى المونديال بعد 28 عامًا من الغياب. كل فريق فى كأس العالم عليه عبء الجماهير التى تنتظر منه نتائج كبيرة، لكن الحال مع المصريين يبدو كأنه شيئًا مختلفًا، رهان من 100 مليون مصرى، ونبدو استثناء، فى ظل عولمة لكرة القدم أسقطت الحواجز بين الفرق والبلاد وجعلت هناك جمهورًا من مصر والعالم ينقسم بين فرسى الرهان فى إسبانيا برشلونة وريال مدريد، ودفعت المصريين لأن يشجعوا ليفربول الإنجليزى كرامة لمحمد صلاح. صلاح نفسه حالة خاصة فى ظل تضاعف أعداد اللاعبين المحترفين من مصر بشكل يغير حتى من شكل المثل الأعلى بالنسبة للمراهقين والشباب، حيث يصبح اللاعبون نجومًا من نوع خاص، وحلمًا يسعى الشباب لتكراره. 
 
خسرنا بشرف أمام أوروجواى فى أول مبارياتنا، ومازال الأمل يراودنا، انشغلنا بتشكيل فريقنا فى مباراة أوروجواى. بعد إعلان التشكيل بحث المحللون صحة التشكيل الذى اختاره كوبر، هناك من يحدد مدى صحة اختيار حارس المرمى وبعد اختيار الشناوى، هل كان الأفضل الحضرى؟.. وهل تنجح خطة 4-3-3-1، ماذا سيفعل حجازى وعلى جبر وأحمد فتحى ومحمد عبد الشافى فى الدفاع، وكيف سيؤدى طارق حامد ومحمد الننى فى الوسط، وهل يمكن أن يصنع عبد الله السعيد وتريزيجيه وعمرو وردة، ألعابًا لمروان محسن فى الهجوم. هل يمكن لخطط التأمين الدفاعى أن تنجح فى مواجهة أوروجواى، كالعادة كان محمد صلاح الحاضر القوى فى مونديال الحلم، ظهر على الخط، لكنه لم يلعب وبان الحزن عليه بعد الهدف القاتل فى الوقت الحرج.
 
وما جرى فى مباراة أوروجواى سيجرى مع غيرها وبشكل أكبر ويختلط بأفراح وأحزان وخيبات أمل وتحليلات وخطط نظرية يضعها جمهور الـ100 مليون خبير ومحلل، يفعل كل هذا بشعور من الشراكة لا يتوفر إلا فى كرة القدم اللعبة الأكثر شعبية والتى تحولت إلى جزء من سياق عالمى يبدو أحيانًا بعيدًا عن روح اللعبة ووجودها وأحيانًا تتحول المنافسة فيه إلى صراع أقرب لصراعات حلبات المصارعة من دون اشتباك.
 
اليوم لدينا أكبر عدد من أبنائنا المحترفين فى العالم، يحملون اسم مصر وبالطبع يمثل محمد صلاح حالة خاصة بطبيعته التى تجعلها حالة خاصة داخليًا وخارجيًا، كرة القدم هى اللعبة الأكثر شعبية منذ قرن لكنها خلال السنوات الأخيرة اختلطت بكل تفاصيل العولمة، وفرضت نفسها مع الاحتراف وأصبحت جزءًا من عالم الاقتصاد والسياسة والإعلام والاستثمار والمنافسة. مئات المليارات تدور فى ماكينات تشكل خلفية ضخمة للمستطيلات الخضراء عبر العالم. ووسط هذا الوجود الطاغى، يتجدد حلم المصريين بعد الوصول للعب فى المسابقة الأكبر لكرة القدم، كلنا نصبح خبراء ومدربين ومدراء فنيين، لدى كل منا رأى فى التشكيل وطريقة الأداء قبل المباراة، والتحليل بعدها. حدث مع أوروجواى وسوف يستمر طالما استمر فريقنا فى المونديال. نحلم ونحمل حلما استثنائيا، فى أن نستمر خطوات أخرى. ونتعاطف مع لاعبينا، ونحن نراهن عليهم رهانا كبيرا بلا حدود.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة