برغم الخسارة المؤلمة، لكنى لم أكن متفائلا فى يوم بمستقبل مصر مثلما تفاءلت برد الفعل الواعى من شعب مصر، بداية من الرئيس عبدالفتاح السيسى وحتى أصغر طفل فى مصر، فقد خسرنا فى أول مباراة لنا فى كأس العالم من منتخب دولة أوروجواى، لكننا تعاملنا مع الخسارة بعيون مبصرة، ورح خلاقة وإدراك ناضج.
خسرنا نقاط المباراة نعم، لكننا كسبنا الكثير، كسبنا وعيا نادرا ما يوجد فى دولة خسر فريقها، وكسبنا ثقة أودعناها فى منتخبنا، وكسبنا إيجابيات لا تحصى ستنعكس بلا شك على لاعبى المنتخب فى الأيام القادمة، وكسبنا حالة من اللعب الملتزم قادها الفريق حتى الرمق الأخير، وكسبنا منتخب مصر الذى كان البعض يدعى أنه «منتخب صلاح» فى تقليل متعمد من الفريق كله، وتصوير إنجاز الصعود إلى كأس العالم وكأنه إنجاز فردى للاعب مصر الأسطورى.
لا أشكك هنا فى مقدرة ابن مصر البار «محمد صلاح» ولا فى قيادته للفريق المصرى خلال مشواره فى التصفيات، ولا فى أهمية مشاركته ولا جدواها، لكنى أيضا لا أقلل من أهمية بقية اللاعبين الذين صمدوا أمام فريق كبير طوال ما يقرب من 90 دقيقة، كانوا فيها أكثر من ند لفريق من أكبر فرق العالم، فمحمد صلاح بالنسبة لى هو بمثابة التاج على رأس الفريق، لكن ما قيمة التاج إن وضع على جسد ميت؟
من حقنا أن نتفاءل وأن نتعشم فى إنجاز حقيقى يحققه منتخبنا، سواء فى هذه البطولة أو فى غيرها، فقد أظهرت تلك المباراة العديد من المزايا الفارقة فى بنيان المنتخب بشكل خاص، وبنيان الشعب المصرى بشكل عام، ومن حقنا أن نتفاءل، وتفاؤلنا هنا ليس تفاؤلا ساذجا أو مجانيا، فقد قدم أبناء مصر فى مباراة أوروجواى قصارى جهدهم على مرأى ومسمع من العالم كله، فاستحقوا احترام الجميع، وعلى لاعبى منتخب مصر أن يدركوا أنهم لا يمثلون أنفسهم فحسب، وإنما يمثلون أكثر من 100 مليون مصرى، أى أن كل لاعب هو واحد فحسب اختارته مصر من حوالى 10 ملايين مواطن مصرى ليكون فى الصدارة، ولهذا على كل لاعب أن يقدم ما يثبت أن مصر لم تخطئ حينما اختارته.