مع انطلاق مباريات الحدث الرياضى الأهم والأكبر فى العالم مونديال كأس العالم لكرة القدم فى روسيا، تسعى موسكو لتهدئة الأوضاع فى سوريا من أجل جذب الانتباه والأنظار إليها، فوفقا لتقارير إسرائيلية فقد بعثت الكرملين فى الأسابيع الأخيرة، رسائل إلى الدول المتورطة فى الحرب فى سوريا، ومن ضمنها إسرائيل، تقول فيها إنها "تتوقع منهن الحفاظ على الهدوء، خلال فترة المونديال".
وقالت صحيفة "يسرائيل ها يوم"، الإسرائيلية فى تقرير لها، إن الرئيس الروسي، فلادمير بوتين، يريد الهدوء فى سوريا خلال فترة المونديال المنعقد فى بلاده، لتظل أنظار العالم متجهة إلى الحدث الرياضى الذى يشرف عليه هو شخصيا، والذى أنطلق أمس الخميس لمدة شهر من الزمن فى روسيا.
وحسب تقرير الصحيفة العبرية، نقلت روسيا رسائل لإسرائيل مفادها أن لا تقصف مواقع فى سوريا فى الفترة القريبة.
ورجح التقرير الإسرائيلى أن ذلك يعود إلى انطلاق المونديال فى روسيا ورغبة الرئيس الروسى إلى عدم صرف أنظار العالم عنه، لا سيما أنه يشرف عليه بصورة شخصية ويعده مصدر فخر لروسيا.
وجاء فى تقرير الصحيفة أن الرياح فى الحرب السورية تتجه إلى الهدوء، بل أن الحرب شارفت على الانتهاء عقب أن نجحت قوات النظام السورى فى استعادة أجزاء عظمى ورئيسية فى سوريا، إلا ان احتمال انفجار الأوضاع ما زال واردا.
وإضافة إلى الحرب بين النظام السورى والجهات الإرهابية الممولة من الخارج، أشارت الصحيفة إلى أن الصراع الإسرائيلى – الإيرانى على الأراضى السورية لم ينته ما دامت إيران تستمر فى محاولاتها تعزيز قوتها العسكرية فى سوريا.
ويخشى الروس أن تؤدى عمليات عسكرية إسرائيلية فى سوريا ضد إيران إلى صرف الأنظار عن المونديال الذى يتوقع أن يكون حدثا مميزا لدى المضيفة روسيا.
وأكدت الصحيفة العبرية أن الرسائل التى نقلها الجانب الروسى إلى الأطراف المعنية بالحرب السورية لم تشمل الحديث عن المونديال، إلا أن الصحيفة خمّنت أن الداعى وراء الطلب الروسى هو المونديال.
وقالت الصحيفة فى عددها إنه بالرغم من أن الحرب فى سوريا قد تلاشت، بفعل سيطرة النظام على العديد من المناطق، خصوصا فى جنوب دمشق، إلا أن الوضع ما زال حساسا، بسبب الصراع بين إسرائيل وإيران على الأراضى السورية".
ويعتبر كأس العام 2018، مشروعا شخصيا للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، ومصدر عزة وطنية للروس، الذين أبلغوا جميع الدول ذات الشأن فى الملف السوري، بأنهم يتوقّعون منها التحلى بالمسؤولية الزائدة، فى الفترة القريبة، وبالرغم من أن الرسائل لم تربط بين المونديال والأحداث فى سوريا، إلا أنه لا يوجد شك بأن الحديث يدور عن ذلك، ويظل مدى التزام الدول بالطلب الروسى مجهولا حتى اللحظة، فى ظل استمرار إيران بالتموضع العسكرى فى سوريا، وإصرار إسرائيل على التصدى لها بدون هوادة.
وتشكّل هذه الدعوة امتحانا للرئيس السورى بشّار الأسد أيضا، الذى قد يضطر إلى التخلى عن خططه بالزحف إلى محافظة درعا للسيطرة عليها، من أيدى المعارضة المسلّحة، استجابة للطلب الروسي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة