"إننى أمقت الحقيقة" إذا كنت سمعت هذه الجملة السابقة بالتأكيد تعرف صاحبها الأديب الروسى ذى المرجعية الشيوعية الماركسية مكسيم جوركى، والمعروف بنشاطه السياسى الكبير.
ومكسيم جوركى (28 مارس 1868- 18 يونيو 1936)، هو أديب وناشط سياسى ماركسى روسى، يعتبر مؤسس مدرسة الواقعية الاشتراكية التى تجسد النظرة الماركسية للأدب، حيث يرى أن الأدب مبنى على النشاط الاقتصادى فى نشأته ونموه وتطوره، وأنه يؤثر فى المجتمع بقوته الخاصة، لذلك ينبغى توظيفه فى خدمة المجتمع.
وتمر اليوم الذكرى الثانية والثمانون، على وفاة الأديب الروسى الكبير الذى رشح أكثر من مرة للحصول على جائزة نوبل لكنه لم يحظ بها، وكان صديقا للزعيم الروسى الكبير لينين، وظل مؤمنا بأفكاره حتى رحل، فهل كان ذلك الرحيل طبيعيا أم أنه راح ضحية مؤامرة؟.
بحسب كتاب "مبدعون حتى النهاية" للكاتبة زينب العسال، فإن جوركى ظل معروفا لعشرات الأعوام أنه مات إثر نوبة سعال حادة بتأثير مرض السل، رغم اعتراف "بوجودا" رئيس الشرطة السرية فى الحكم الستالينى بين عامى 1936 و1938، أثناء محاكمته فى العام الأخير، بأنه أصدر أمره بقتل جوركى ضمن مؤامرة دبرها تروتسكى، خضم ستالين الأشهر، والذى مات مقتولا فيما بعد على أيدى عملاء المخابرات الستالينية.
لكن الكاتبة زينب العسال، عادت لتؤكد أن اعتراف "بوجودا" لم يقرن بأدلة تؤكده، واختلطت الاجتهادات التى رجحت صحة الاعتراف بين أن يكون جوركى قد قتل بأمر من ستالين للتخلص - لأسباب يعلمها - أو أن يكون قتل ضمن مؤامرة تروتسكية بألفعل، أو أنه تعرض لعملية فتل بطىء نتيجة إصراره على مواقفه "الإنسانية" ورفضه الذوبان فى الكيان الحزبى، وتأكيده أن الاشتراكية ممارسة إنسانية قبل أن تكون قوالب نظرية جامدة.
فيما يذهب كتاب "دراسات فى النقد الأدبى" للدكتور حسيب إلياس حديد، أن البروفسور بليتنيف يرى أن جوركى اغتيل على يد "بوجودا" بأمر من ستالين، إذ يبدو أن ستالين يعتقد أن جوركى لم يمقت الحقيقة بدرجة كافية وهذا ربما يؤدى إلى إفشاء الأسرار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة