نهاية عصر الوظائف الثابتة فى العالم.. اقتصاد الأعمال الحرة ينمو بنسبة 500% منذ عام 2000.. ويساعد فى حل أزمة البطالة فى الشرق الأوسط.. و50% من الشركات تفضله لخفض النفقات على الأجور والرعاية الاجتماعية

الإثنين، 18 يونيو 2018 11:00 م
نهاية عصر الوظائف الثابتة فى العالم.. اقتصاد الأعمال الحرة ينمو بنسبة 500% منذ عام 2000.. ويساعد فى حل أزمة البطالة فى الشرق الأوسط.. و50% من الشركات تفضله لخفض النفقات على الأجور والرعاية الاجتماعية العمل الحر عبر الإنترنت ـ صورة تعبيرية
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد ظهور العديد من المنصات للعمل الحر على الإنترنت تعرف العالم على مصطلح جديد هو Gig Economy أو اقتصاد الأعمال الحرة، ويقصد به سوق العمل المستقل الذى يتم بالكامل رقميًا فيتم التعاقد عليه وتسليمه من خلال منصات العمل الحر المختلفة كمواقع الإنترنت أو تطبيقات الخدمات على الهواتف الذكية مقابل أجر مادى يسدد ويحصل رقميًا.
 
ونما اقتصاد الأعمال الحرة بشكل كبير فى جميع أنحاء العالم فى السنوات الأخيرة بنسبة تقدر بـ 500% فى الفترة من 2000 إلى 2014 خاصة مع ازدهار فكر ريادة الأعمال والعمل المستقل.
 
ووفقًا لتقرير حديث أجرته شركة Paychex للموارد البشرية عبر الإنترنت فإن العديد من الأمريكيين ودعوا نمط الحياة التقليدى لصالح جدول زمنى أكثر مرونة فى العمل. وفى عام 2016 كان ما يقرب من 53 مليون أمريكى يعملون لحسابهم الخاص وهو ما يمثل 34% من القوى العاملة وتشير التوقعات إلى أنه بحلول عام 2020 سيكون 43% من القوى العاملة فى الولايات المتحدة الأمريكية مستقلين.
 
فرى لانس (2)
 
وكشف التقرير كذلك أنه بين الـ 53 مليون العاملين المستقلين فى الولايات المتحدة الأمريكية هناك 14.3 مليون شخص لديهم وظائف بدوام كامل ويعملون لحسابهم الخاص بشكل حر جنبًا إلى جنب مع عملهم، وهناك 9.3 مليون شخص آخر لديهم مصادر دخل متعددة مثل وظيفة بدوام جزئى بالإضافة إلى عملهم الحر أما البقية فيعملون لحسابهم الخاص بدوام كامل. ولكن من بين 400 ألف سيرة ذاتية تم تحليلها وجدوا أن أكثر من 134 ألف شخص عملوا بشكل حر لمدة عام فقط ثم عادوا إلى الوظيفة اليومية.
 
وتضم الهند ثانى أكبر قوى عاملة مستقلة فى العالم بـ 15 مليون عامل حر يمثلون 40% من القوى العاملة فى الهند، وفى بريطانيا يقدر عدد العاملين المستقلين بـ 5 ملايين عامل ومن المتوقع أن يشكل المستقلين 50% من العاملين فى المملكة المتحدة خلال السنوات الخمس المقبلة. أما أوروبا فيعمل فيها 8.9 مليون شخصًا بشكل حر وفقًا لتقرير نشرته خدمة "AskWonder" للأبحاث، بزيادة نسبتها 45% من عام 2012 إلى 2013.
 

ما هى مجالات اقتصاد الأعمال الحرة؟

لا ينظر العالم لمجال العمل المستقل باعتباره سوق عمل وحسب وإنما ينظر له باعتباره نشاطا اقتصاديا حسبما ذكرت شركة "أرقام" المتخصص فى الأبحاث الاقتصادية والمالية، مشيرة إلى أن أكثر من مليون شخص يعملون فى بيع المجوهرات والإكسسوارات والأزياء عبر منصة "إيستى" الإلكترونية، فضلاً عن الملايين الذين يعملون فى مجالات العقارات والسيارات عبر الإنترنت. فيما كشف تقرير نشرته منصة "Spera" للعمل المستقل أنه فى عام 2014 ساعدت أسواق العمل عبر الإنترنت مثل Upwork و OneSpace و Freelancer العمال المستقلين فى تحقيق أكثر من 1.1 مليار دولار من إجمالى الإيرادات فى الولايات المتحدة وحدها.
 
فرى لانس (4)
عمل من المنزل عن طريق الإنترنت 
وتتنوع مجالات اقتصاد الأعمال الحرة بين الوظائف والخدمات التكنولوجية والكتابة والترجمة والتصميم والدعم الفنى والتسويق والمبيعات بالإضافة إلى الاستشارات التجارية والقانونية.
 

اقتصاد الأعمال الحرة فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

أسباب عدة تدفع الموظفين للتفكير فى العمل الحر، بين الرغبة فى التخلص من قيود العمل فى شركة وبين محاولة الحصول على دخل إضافى واستثمار الوقت والمهارات الإضافية فى تحقيق أرباح، ولكن فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يأخذ العمل الحر أبعادًا مختلفة، فبالنسبة للنساء اللائى يواجهن صعوبات فى الخروج للعمل بسبب قيود اجتماعية أو بسبب الالتزامات تجاه الأبناء والأسرة مثل العمل الحر فرصة جيدة لزيادة القوى العاملة النسائية من المنزل.
 
فيما اعتبرت مجلة "Prospect" البريطانية العمل الحر فرصة حقيقة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمواجهة البطالة لا سيما وأن تقرير الأمم المتحدة بشأن التنمية البشرية للدول العربية أشار إلى أن حكومات المنطقة تحتاج لخلق 60 مليون فرصة عمل بحلول 2020 وهى مهمة صعبة إن لم تكن مستحيلة ومأزق، لذا نصحت المجلة دول الشرق الأوسط بالاهتمام بتوفير مناخ مناسب للعمل الحر. 
 
19-Internet-Companies-with-Flexible-Jobs-for-You-1024x506
 
وكشفت نتائج استطلاع للرأى جمعت بياناته من منصتين للعمل المستقل تعملان بشكل خاص فى الشرق الأوسط، ونشرتها منصة أرقام للأبحاث الاقتصادية أن أكثر من 50% من الشركات تستعين بالمستقلين لأسباب مختلفة على رأسها أنه يكلفها أقل من الموظف بدوام كامل، وأنها لا تلتزم تجاهه بمستحقات إضافية فضلاً عن أنهم يعتبرون المستقلين أكثر مهارة وكفاءة.
 
وكشفت نتائج الاستطلاع نفسه أن 7 من كل 10 أشخاص فى الشرق الأوسط يفضلون العمل كمستقلين، والسبب الرئيسى لرغبتهم هو البحث عن مهنة أفضل أو توازن أكثر فى الحياة، ثم التركيز على الأشياء التى يحبونها ثم تحقيق دخل مادى أفضل وأخيرًا السيطرة أكثر على المهنة.
 

الرابحون والخاسرون فى العمل المستقل

على الرغم من المزايا العديدة التى يتمتع بها من يلجأون للعمل الحر بين القدرة على العمل فى ظروف أكثر مرونة والنجاح فى الموازنة بين وقت العمل والحياة الشخصية، فضلاً عن تحقيق أرباح جيدة إلا أنهم يواجهون العديد من التحديات على رأسها القدرة على تسويق خدماتهم ومهاراتهم أو منتجاتهم، بالإضافة إلى عدم الشعور بالأمان ففضلاً عن أنهم لا يعرفون موعد المهمة القادمة التى يتلقونها وعدم ضمان تدفق الأموال بشكل ثابت، كثيرًا ما يتعرضون إلى النصب من قبل العملاء ويواجهون مشكلات فى تحصيل مستحقاتهم.
 
فيما تتفاقم مشكلاتهم بالوصول إلى سن التقاعد ومواجهة تكاليف الرعاية الصحية من دون أى تغطية تأمينية من جهة العمل، وهو ما دفع البعض للتفكير فى ضرورة توفير شبكة تأمينية للعاملين فى العمل الحر. 
 
فرى لانس (3)
 
فى المقابل كشفت دراسة أجرتها شركة "أوراكل" للتقنية عام 2017 أن 64% من مسؤولى الموارد البشرية فى الإمارات العربية المتحدة يميلون إلى الاستعانة بالعمالة الحرة لأنهم يرونه يسهم فى خفض التكاليف طويلة المدى المرتبطة بالتوظيف والتدريب، ورأى 48% منهم أن هذا يساعدهم على الاستعانة بخبرات عدد أكبر من المختصين وذوى المهارات العالية.
 
وقال 46% من المشاركين فى الدراسة أنه يقلل حجم الاستثمار فى التوظيف مما يتيح لهم تدريب وتوفير فرص تطوير وظيفى أفضل مقارنة بالاستعانة بالموظفين الدائمين.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة