قد يظن البعض أن ظاهرة الغش مقصورة على مصر والبلدان الشرق أوسطية التى تعانى من مكاتب تنسيق تجعل الطلاب وأولياء الأمور يلجأون إلى كل الأساليب المشروعة وغير المشروعة للحصول على درجات تؤهلهم للالتحاق بالجامعات، لكن هذا الأمر غير صحيح؛ فالغش ظاهرة عامة فى كل مدارس العالم، بما فى ذلك أنظمة التعليم المتطورة بالمجتمعات الكبرى والمدارس المرموقة باهظة المصروفات، وبضغطة واحدة على محرك البحث يمكن اكتشاف ذلك بسهولة.
- الغش فى الهند
ففى الهند تلك الدولة المتقدمة علميا ينتشر ما يعرف بـ"مافيا الغش" فى موسم الامتحانات المدرسية، وتحصل تلك "المافيا" على أرباح شبكة واسعة من الطلاب وأولياء الأمور الذين يتملكهم اليأس للمضى قدما فى بلد يعانى من محدودية فى أماكن العمل والمقاعد الجامعية.
الغش فى الهند
ونشرت صحيفة "الجادريان" البريطانية، تحقيقا حول تلك الظاهرة وروت فيه أنه بعد دقائق من امتحان الرياضيات فى السنة النهائية فى مدرسته الثانوية فى دلهى، طلب طالب يدعى "راغاف" استخدام الحمام، وفى الداخل، قام بإرسال صور ورقة الامتحان التى قام بتصويرها سرا إلى هاتف أُرسل إليه قبل أيام. وبعد دقائق، وجد الإجابات على شاشة هاتفه.
وتقول والدة الطالب راغاف التى تدعى "سونيتا" إن هذا ليس غشا لأن ابنها دفع نحو 16000 روبية (175 جنيها إسترلينيا) للحصول على تلك الإجابات معتقدة أن ما فعله بمثابة مخرج من صعوبة الامتحانات.
- الغش فى بريطانيا
وفى بريطانيا تم ضبط الآلاف من المعلمين أثناء قيامهم بإعطاء الإجابات للطلاب فى محاولة منهم لتحسين نتائج الامتحانات، حيث ﻗﺎم ﻣﻮﻇﻔﻮ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘى ﺗﻘﺪم اﻣﺘﺤﺎﻧﺎت OCR فى اﻟﻔﺘﺮة من 2012 - 2008 ﺑﺎرﺗﻜﺎب ﺣﻮاﻟى 2200 ﺟﺮﻳﻤﺔ غش.
فضيحة الغش فى مدارس بريطانيا
وألقى القبض على الآلاف من المعلمين الذين ارتكبوا جريمة الغش فى محاولة منهم لتحسين نتائج اختبارات التلاميذ، وتبين ذلك الأرقام الصادرة عن أحد مجالس الامتحانات الرائدة فى البلاد، نقلا عن الجارديان البريطانية.
وقالت الجارديان، إنه تم ارتكاب ما يقرب من 2300 جريمة مخالفة من قبل الموظفين فى المؤسسات التعليمية التى تقدم امتحانات OCR بين عامى 2012 و2016، وفقا للبيانات التى تم الحصول عليها من خلال طلب حرية المعلومات المقدمة من صحيفة صنداى تايمز.
ونقلت الصحيفة اللندنية أن أكثر من نصف المعلمين الذين ارتكبوا جرائم سوء الممارسة اتهموا بتقديم "مساعدة غير لائقة" للطلاب الذين يخضعون للامتحانات. فى المقابل، كان هناك 3603 حالة من المرشحين تم ضبطهم بارتكاب جريمة الغش خلال الفترة نفسها.
ولفتت الصحيفة إلى أن البيانات تظهر أن الطلاب يعاقبون بشكل أكثر قسوة من مدرسيهم، مع استبعاد حوالى 1000 ورقة وفى 14 حالة، تم استبعاد التلاميذ الذين ضبطوا بمحاولة الغش من جميع المؤهلات.
- فضائح غش فى لندن
فى السياق كشفت صحيفة "فاينانشيال تايمز"، أن فضائح الغش فى بريطانيا عصفت باثنين من أفضل المدارس العامة فى انجلترا، حيث غادر المدرسون الكبار "وينشستر" و"إيتون" بعد دعاوى بشأن ممارسات الغش فى الامتحانات.
الغش فى مدارس الغرب الفارهة
وأوضحت الصحيفة أنه تم إخضاع اثنين من أرقى المدارس العامة فى بريطانيا للتحقيق بعد تقارير عن حالات تسريب للامتحانات.
وأوقفت كلية وينشستر رئيسها فى تخصص تاريخ الفن بعد إدعاءات بأنه أعطى الطلاب معلومات قبل أسئلة الامتحان فى ورقتين، وجاء ذلك بعد أيام قليلة من مغادرة معلم كبير فى "إيتون" فى ظروف مماثلة.
ولفتت إلى "وينشستر" و"إيتون" من بين نخبة المدارس العامة التى تدفع رسوما فى بريطانيا، حيث يتقاضى كل منها أكثر من 30 ألف جنيه إسترلينى سنويا من الطلاب.
- الغش فى المدارس المرموقة بأمريكا
فى السياق تساءل موقع "ذا كونفرزيشن" لماذا لا يزال الطلاب فى المدارس الثانوية المرموقة يغشون فى الامتحانات؟.
وقال الموقع فى تقرير له، إن البعض يعتقد أن النزاهة الأكاديمية مقدسة فى المدارس ذات المستوى المرموق، ومن غير المرجح أن يغش الطلاب الذين يلتحقون بمثل هذه المدارس. وبما أن العديد من هذه المدارس تقع فى أحياء ثرية، يبدو من المنطقى الافتراض أن الطلاب فى هذه المدارس لن يحتاجوا إلى الغش لأن لديهم موارد كافية تحت تصرفهم.
تقنيات الغش الحديثة فى مدارس أمريكا
لكن هل هذا صحيح فعلا؟ الإجابة: لا.
فالغش الأكاديمى هو السائد فى جميع أنواع المدارس الثانوية الأمريكية، وهو ما أشارت إليه بيانات دراسة وطنية كبيرة أكدت أن 51% من طلاب المدارس الثانوية يعترفون بأنهم قاموا بالغش فى خلال تأديتهم الامتحانات.
ومع ذلك، فى السنوات الأخيرة لم يكن هناك نقص فى الأمثلة على الغش الأكاديمى الذى يحدث فى المدارس ذات السمعة الممتازة. على سبيل المثال، فى العام الماضى تم القبض على طلاب فى مدرسة Stuyvesant High School المرموقة فى نيويورك وهم يشاركون إجابات للغة الإسبانية عبر مجموعة على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك".
يأتى هذا فى أعقاب حادثة حظيت بتغطية إعلامية كبيرة وقعت فى Stuyvesant منذ عدة سنوات، عندما تم ضبط الطلاب بينما يقومون بالغش فى امتحان اللغة عبر الرسائل النصية.
وبرر العديد من هؤلاء الطلاب غشهم كاستراتيجية مقبولة من أجل الوصول إلى كلية جيدة وتأمين مهنة ناجحة.
- الغش باستخدام التقنية فى أمريكا
إلى ذلك وما زلنا فى الولايات المتحدة الأمريكية نشرت صحيفة "نيويورك بوست" تقريرا حمل عنوان "الطلاب يتحولون إلى الغش باستخدام التكنولوجيا الحديثة".
الغش فى مدارس الغرب
ورصد التقرير كيفية اعتياد الطلاب على الغش بسرقة النظرات الخاطفة فى أوراق الطلاب المجاورين، لكن ذلك كان فيما مضى أما اليوم فالأطفال اليوم هم أكثر قدرة على استثمار التقنيات الحديثة المتطورة فى القيام بالغش.
وفى إحدى كبريات المدارس الأمريكية، قام طالب أمريكى باستخدام تقنية تضمين أجهزة تدوين لوحة المفاتيح، وهى الأجهزة التى تلتقط كل ضغطة تدخلها على الكمبيوتر، على أجهزة حاسوب ماك، وأجهزة الكمبيوتر الخاصة به. وقد سمحت له هذه الخطوة، باستعادة كل ما كتبه الأساتذة، بما فى ذلك كلمات المرور الخاصة بهم، ما منحه إمكانية الوصول إلى أوراق أسئلة الامتحانات، وحتى السماح له بتغيير الدرجات، قبل أن يتم اكتشاف أمره.
الامتحانات فى الهند
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة