"السلاح المثالى" كتاب جديد يحذر من الحروب السيبرانية.. ويكشف: واشنطن استهدفت البرنامج النووى لكوريا الشمالية.. ضعف البنية التحتية لبيونج يانج جعلها هدفا غير مفيد.. وروسيا تخترق الحكومة الأمريكية منذ التسعينات

الأربعاء، 20 يونيو 2018 07:30 م
"السلاح المثالى" كتاب جديد يحذر من الحروب السيبرانية.. ويكشف: واشنطن استهدفت البرنامج النووى لكوريا الشمالية.. ضعف البنية التحتية لبيونج يانج جعلها هدفا غير مفيد.. وروسيا تخترق الحكومة الأمريكية منذ التسعينات الانترنت
كتبت: إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ظهرت تكنولوجيا للتدمير على مر التاريخ، بدءا من البارود فى القرون الماضية وصولا إلى الأسلحة البيولوجية والنووية فى العصر الحديث، حيث تمر كل تقنية بدورة من التطوير والتسليح. لكن بعيدا عن الدماء والعنف ظهرت تكنولوجيا جديدة قادرة على إحداث الفوضى تنطوى على الأزرار الإلكترونية وهى ما تسمى بالأسلحة السيبرانية التى ترافق عصر الإنترنت.
 
 
تختلف هذه التكنولوجيا عن سابقتها فى أنها سريعة ومستمرة التطوير. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكى، فإنه فى كتاب جديد بعنوان "السلاح المثالى"، يقدم الصحفى الأمريكى ديفيد سانجر، سرد موسوعى للأحداث ذات الصلة بالسياسة فى عالم الفضاء الإلكترونى.
 
سانجر، وهو مراسل شئون الأمن القومى فى الصحيفة، يتحدث عن وقائع حقيقة تتعلق بالحرب السيبرانية بما فى ذلك أختراق أنظمة الاتصالات وتعطيل الخوادم. وهو يتجنب الميل للحديث عن سيناريوهات افتراضية متقفة ومخيفة، لكنه يعتمد على تقارير الصحفية، التى جمعها وزملاؤه من خلال مخبرين متطوعين، وكذلك المنشورات الرسمية، جنبا إلى جنب مع لقاءات أجراها سانجر مع مسئولين بما فى ذلك الرئيس الأمريكى.
 
وفى كتاب سابق تحدث سانجر عن قصة التخريب الإلكترونى لبرنامج إيران النووى عن طريق دودة كمبيوتر تُعرف باسم "ستوكسنت". غير أن الشيق فى كتابه الجديد هو ما يكشفه من جهود مماثلة ضد كوريا الشمالية، حيث تكثف إدارة ترامب محاولات عرقلة يونج يانج عن امتلاك أسلحة متقدمة. يتأمل سانجر في ما إذا كان الفشل المتسلسل في اختبارات الصواريخ البالستية الكورية الشمالية عام 2016 يعود لهجوم شبيه بـStuxnet.
 
 
وهو يرجح بقوة هذا الأمر لكن دون تقديم أدلة دامغة، إذ يعتمد فقط على التلميحات المحتملة فى التعليقات الرسمية. وبالنظر إلى ما وراء الصواريخ، يشير سانجر إلى أن تخلف كوريا الشمالية يجعلها هدفا غير مألوف للحرب السيبرانية. فعلى حد تعبير أحد كبار المسؤولين فى القيادة الإلكترونية فى الولايات المتحدة  "كيف تطفئ الأنوار في بلد ليس لديه القدرة الكافية لتشغيله؟".
 
"السلاح المثالى" يتعلق على الأكثر بالأنشطة السيبرانية لأعداء الولايات المتحدة أكثر من أى برامج أمريكية. ويقول: إنه على الرغم من أن تخلف معظم البنية التحتية الكورية الشمالية قد يجعلها هدفاً غير جيد بالنسبة للآخرين للهجوم، لكن بفضل برنامج تدريب القراصنة فإنها باتت لاعبا كبيرا فى الحرب السيبرانية. وقد ظهر ذلك من خلال الهجوم الذي وقع عام 2014 على Sony Pictures رداً على فيلم أغضب زعيم كوريا الشمالية.
 
ويشير الكتاب إلى لاعب أكثر خبرة وهو روسيا، التى يقول سانجر: إنها كانت تخترق أنظمة الحكومة الأمريكية فى تسعينات القرن الماضى. وتقول نيويورك تايمز: إن وصف الكتاب للتدخل السيبرانى الروسى في الانتخابات الرئاسية لعام 2016 هو شامل ومقنع، مشيرة إلى أنه يجب لأى شخص يشك فى مدى وخطورة الجهود الروسية، أن يقرأ الكتاب.
 
الكتاب يسعى للتحذير من تهديد متنام يرى الكاتب أنه لا يحظى باهتمام من قبل المسئولين. ويبدو أن إلغاء جون بولتون مؤخراً لمنصب منسق الأمن السيبرانى فى مجلس الأمن القومى، يؤيد تحذير سانجر بشأن عدم الاهتمام الحكومى الكاف للموضوع. وكما يلاحظ سانجر نفسه، فإن رفض ترامب الاعتراف بدور روسيا الخبيث في انتخابات عام 2016، خشية أن تقوض شرعيته السياسية، لا يؤدى إلا إلى تفاقم مشكلة صياغة استراتيجية وطنية بشأن الأمن السيبرانى.
 
 
 

ويتحدث الكتاب عن شاغل أخر يتعلق بدور القطاع الخاص، ليس فقط كمطور للتكنولوجيا ولكن كمشغل أيضا. فبينما كانت تعتقد المؤسسات الأمريكية أن ما هو جيد لشركة جنرال موتورز هو جيد للبلد والعكس صحيح. فإن وادى السيليكون، الذى تضرر جراء الكشف عن التعاون السابق بينه والوكالات الحكومية مما أثار مخاوف المستخدمين بشان الخصوصية، لا يرى الأمور بهذه الطريقة.

ويعرض سانجر التحيز الصحفى ضد السرية ويلقى اللوم مرارا وتكرارا على ما يسميه "جنون العظمة" حول حماية المصادر وطرق العمل، فى المناقشات العامة الخاصة بالأمن السيبرانى، وهو ما يعتبره السبب الرئيسى فى غياب الاستراتيجية الكفء. إذ يرى أن هذا النهج من الإخفاء لن يحسن الفهم العام للقضايا الأساسية التى تنطوى على ذلك.

ويشير الكاتب إلى أسباب أخرى وجيهة لعدم الكشف عن كل شيء تعرفه واشنطن عن الأنشطة السيبرانية للحكومات الأخرى. لكنه فى الوقت ذاته ينتقد الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما لعدم تقديمه المزيد من القضايا العلنية حول تدخل روسيا فى الانتخابات، ومع ذلك فإنه لا يفسر كيف كان بإمكان أوباما فعل ذلك دون أن يبدو أنه يتدخل فى الانتخابات نفسها.

وتشير نيويورك تايمز إلى أن القيمة الكبيرة لـ "السلاح المثالى" فى كونه المصدر الأكثر شمولاً للقراءة للحصول على المعلومات والتعرف حول مأزق السياسة التى تسببت فيها تكنولوجيا المعلومات الحديثة وإمكاناتها التدميرية.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة