لا مكان لــ"الفير بلاى".. السياسة تلقى بظلالها على المونديال.. التلفزيون الألمانى يناوش روسيا باتهامات المنشطات.. وصورة أردوغان مع أزويل وجندوجان مازالت تثير جدلاً.. والاتحاد السعودى يشكو"bein sports" للفيفا

الأربعاء، 20 يونيو 2018 05:21 ص
لا مكان لــ"الفير بلاى".. السياسة تلقى بظلالها على المونديال.. التلفزيون الألمانى يناوش روسيا باتهامات المنشطات.. وصورة أردوغان مع أزويل وجندوجان مازالت تثير جدلاً.. والاتحاد السعودى يشكو"bein sports" للفيفا مونديال روسيا
كتب محمد سالمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رسالة كرة القدم أو الرياضة عمومًا هى نشر قيم التسامح والمحبة والسلام بين كافة دول العالم، وإصلاح ما تفسده العوامل الأخرى إلا أن السياسية والسياسين لا يتركون فرصة إلا ويحاولون استغلالها لصالحهم وهذا ما وضح جليًا فى مواقف متعددة خلال مونديال روسيا المقام خلال الفترة من 14 يونيو الجارى إلى 15 يوليو القادم.

مزحة تناولها رواد السوشيال ميديا قد تكون مدخلا جيدًا للحديث عن كيفية تداخل السياسة فى عالم الرياضة، حتى بين الجماهير العادية غير شاغلى المناصب الهامة والحساسة فقد تم تداول صورة للمنتخب الألمانى فور وصوله روسيا وينزل اللاعبين من الطائرة ولا يرتدون ملابس ثقيلة ليعلق أحد الجماهير أن الألمان نسوا اختيار الملابس المناسبة للسفر روسيا رغم مرور عقود من الزمن!.

قصة اختيار الألمان للملابس المناسبة للسفر لروسيا تعود إلى غمار الحرب العالمية الثانية عندما تطلع الألمان لغزو روسيا وبلغوا أبواب موسكو لكنهم لم يستطيعوا اقتحامها فى النهاية وظلوا عامًا بالكامل على الأبواب عاجزين على اجتياح المدينة.

 

35381394_237865463643737_2578292923900624896_n

الحملة الألمانية على روسيا بدأت فى يونيو 1941 أى فى فصل الصيف لكن الفشل فى الاقتحام جعلها مستمرة حتى فى الشتاء رغم أن الزعيم الألمانى النازى أدولف هتلر كان معتقدًا أن الجنود الألمان سيكونون فى نزهة لكن حلول الشتاء الروسى القارص جعل أحوال الألمان تتدهور سريعًا وساهم بشكل كبير فى فشل حملتهم على الاتحاد السوفيتى فى النهاية ومن ثم الهزيمة بالحرب العالمية الثانية فى نهاية المطاف.

تدوينة هذا المشجع عن العلاقة التاريخية بين روسيا وألمانيا تكشف عن استحالة فصل السياسة عن الرياضة مثلما ينادى الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" دومًا، حيث نجد مناوشات سياسية من بعيد تلقى بظلالها على الأحاديث الرياضية، وهذا ما نجده فى مونديال روسيا، واللافت أن تلك المناوشات قد بدأت مبكرًا قبل انطلاق الحدث الكروى الأهم بعد الصدام الذى دار رحاه بين روسيا والدول الغربية على خلفية أزمة تسميم الجاسوس الروسى السابق سيرجى سكريبال وابنته مما جعل الأجواء تتوتر بين روسيا ودول أوروبية على رأسها بريطانيا.

وعلى خلفية الأزمة السياسية جراء تسميم سكريبال فقد أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى قبل المونديال أن بريطانيا ستخفض مستوى تمثيل الوفد البريطانى فى فعاليات بطولة العالم لكرة القدم، ولن يزورها مسؤلون رفيعو المستوى أو ممثلون عن العائلة الملكية.

وقالت رئيس الوزراء البريطانية خلال كلمة أمام البرلمان البريطانى :" لن يذهب كبار مسؤولينا وأعضاء العائلة الملكية إلى كأس العالم في روسيا". وما قالته تريزا ماى تحقق بالفعل بعد انطلاق المونديال وخففت إنجلترا من تمثليلها خلال فعاليات البطولة الكروية الأهم بالعالم.

المناوشات بين القوى الأوروبية وروسيا لن تنتهى بعد انتهاء المونديال، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد أورد التلفزيون فى تقرير له، أن عدد من لاعبى منتخب روسيا تناولوا منشطات بإشراف المخابرات الروسية قبل انطلاق المباراة الافتتاحية فى بطولة كأس العالم والتى جمعت بين منتخبى روسيا والسعودية ضمن منافسات المجموعة الأولى التى تضم أيضاً منتخبى مصر وأوروجواى وانتهت بفوز روسيا بخماسية نظيفة.

 

التلفزيون الألمانى فى تقريره رأى أن المنشطات التى تناولها المنتخب الروسى ساهمت فى فوزهم العريض على المنتخب السعودى، كذلك أشار إلى وجود دور للمخابرات الروسية للتغطية على هذا التحايل لعدم حدوث أى ضرر للاتحاد الروسى من قبل الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" وعدم قدرته على إثبات هذا التدخل.

تقرير التلفزيون لم يقف عند حد الاتهامات للاعبين الروس بتعاطى المنشطات لكنها قالت إن الحكومة الروسية قد منعت خبير المنشطات من دخول روسيا هذا العام، وهذا الإجراء قد صعب من مهمة إثبات تعاطى اللاعبين الروس للمنشطات.

ووفقا للتصريحات الصادرة عن خبراء مكافحات المنشطات منها الوكالة المصرية أنه لا يمكن يمكن اتهام لاعب أو فريق بتعاطى المنشطات دون الخضوع لتحليل العينات التى يتم سحبها خاصة وألا يتم الاعتراف إلا بالنتائج الرسمية، موضحين أن منع خبير من ممارسة عمله بسحب المنشطات يعرض المنتخب أو الفريق للإيقاف.

المناوشات السياسية الرياضية لم تقتصر على الألمان والروس فقد تداخلت أطراف أخرى فى الأزمة، وأوردت وكالة الأنباء "رويترز" فى تقرير لها دعوة حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للمهاجرينإلى منع اللاعبين مسعود أوزيل وإيلكاى جندوجان اللذين التقطت لهما صور مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان من المشاركة ضمن المنتخب الألمانى فى مباريات كأس العالم فى روسيا.

 

دعوة حزب من أجل ألمانيا جاءت بعد قيام اللاعبين من أصل تركى بالتقاط صور مع الرئيس التركى رجب أردوغان الشهر الماضى مما أثار غضب عدد من المشجعين والساسة خصوصا أن نواب فى البرلمان الألمانى وكذلك أعضاء باتحاد الكرة الألمانى يقولون إن أردوغان لا يحترم القيم الألمانية بالقدر الكافى.

من ناحية أخرى، فقد تقدم الاتحاد السعودى لكرة القدم، بشكوى رسمية إلى الاتحاد الدولى للعبة "فيفا"، ضد شبكة قنوات "bein sports" القطرية، بسبب بث رسائل سياسية تهدف للإساءة إلى المملكة مستغلة فى ذلك امتلاكها حقوق بث نهائيات بطولة كأس العالم المقامة حاليًا فى روسيا وتستمر حتى 15 يوليو المقبل فى الشرق الأوسط.

وقال البيان الذى نشره الاتحاد السعودى على موقعه الرسمى، أن شبكة القنوات القطرية تعمل على التحريض وإثارة الكراهية بين الجماهير والشعوب فى المنطقة، كما توظفها لأغراض سياسية بعيدة كل البعد عن الرياضة.

ودعا الاتحاد السعودى فى الشكوى المقدمة لـ"فيفا"، إلى اتخاذ العقوبات اللازمة والمشددة تجاه القناة القطرية تجنبًا لاستغلال الرياضة فى أهداف سياسية مغرضة تشوه اللعبة وتضرب فى أخلاقياتها.

الخلاصة مما سبق أن الرياضة والسياسة فى المحافل العالمية لا يمكن فصلهما نهائيًا فالدول الكبرى تسعى إلى استغلال الأحداث الكبرى وتطويعها فى مصلحتها من أجل جذب التعطف الذى تثيره كرة القدم فى نفوس الملايين عبر أنحاء العالم، إضافة إلى ذلك فإن التركيز الإعلامى على مباريات الساحرة المستديرة يكون أكبر من أى شىء آخر.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة