علقت صحيفة نيويورك تايمز على القمة الأوروبية التى جمعت كلا من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، قائلة إن الزعيمين سعيا ليس فقط لإنقاذ الاتحاد الأوروبى ولكن لإنقاذ أنفسهما أيضا.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، فى تقرير على موقعها الإلكترونى الأربعاء، إلى أن اللقاء بين الزعيمين طغى عليه القضية الملحة حول كيفية إخماد العدد المتزايد من الحرائق الشعبوية حول الهجرة فى القارة العجوز، بما فى ذلك داخل ألمانيا نفسها.
وتواجه ميركل تمردا من جانب المحافظين البافاريين، الذين كادو أن تسقط حكومتها الأثنين الماضى، تاركين لها مهلة 10 أيام للتوصل إلى إتفاق أوروبى بشأن الحد من الهجرة التى أستعصت على الاتحاد الأوروبى لسنوات عديدة.
ويبدو أن ميركل حققت خطوة واحدة صغيرة، فعندما سئُل الرئيس الفرنسى عما إذا كان سيستعيد طالبى اللجوء الذين سجلوا أولا فى فرنسا، إذا رفضت ألمانيا عبورهم الحدود، وهو ما طالب به البافاريين، قال ماكرون إنه سيفعل: "أنا أؤكد".
وعلى الرغم من أنه فرنسا ستكون ملزمة بالقيام بذلك بموجب الأنظمة الحالية للإتحاد الأأوروبى، لكن الأمر أثبت فشله حيث واجهت أوروبا ملايين المهاجرين واللاجئين من سوريا وليبيا وشمال أفريقيا وأفغانستان التى مزقتها الحرب فى السنوات الأخيرة.
ويرغب حزب تحالف ميركل فى بافاريا فى إعادة أى طالب لجوء تم تسجيله أولا فى بلد أوروبى آخر. لكن ذلك يعنى إنشاء حدود فى منطقة شنجن الخالية من الحدود، والتى تعتقد المستشارة الألمانية أنه يعنى انهيار قاعدة السفر الحر وهى جوهرة فى التاج الأوروبى.
جزئيا تحتاج ميركل إلى دعم فرنسي في جهودها لإيجاد إجماع أوروبي جديد حول كيفية التعامل مع المهاجرين، وقد توصلت بالفعل إلى عدة اتفاقيات مع ماكرون أمس الثلاثاء. وافقت المستشارة الألمانية على ميزانية مشتركة للبلدان التى تشترك فى اليورو، والتى ستكون منفصلة عن ميزانية الاتحاد الأوروبى الأكبر والتى سيتم إنشاؤها فى 2021. كما وافقت على ترتيبات إعادة التأمين الأوروبية للبطالة. وهما الإجراءين اللذين لم يكن ممكن تصورهم بالنسبة لدولة ميركل المحافظة مالياً.
وفيما كان ماكرون بحاجة إلى دعم ألمانى لميزانية لمنطقة اليورو يستطيع أن يحقق من خلاله انتصارات فى الداخل، فإن ميركل بحاجة إلى دعم لإصلاح سياسات اللجوء والترحيل فى أوروبا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة