شيع المئات من قيادات المؤسسة الدينية الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء وجامعة الأزهر، جثمان أكبر معمرى الأزهر الشيخ معوض عوض إبراهيم، والذى توفى أمس الأربعاء عن عمر ناهز 106 أعوام، حيث أدى المشيعون صلاة الجنازة على الفقيد بالجامع الأزهر الشريف عقب صلاة الظهر اليوم الخميس.
وحضر صلاة الجنازة الدكتور حسن الشافعى عضو هيئة كبار العلماء، والدكتور جمال فاروق عميد كلية الدعوة الاسلامية بجامعة الأزهر، ومجدى عاشور مستشار مفتى الجمهورية، والشيخ سعيد عامر، والداعية احمد المالكى، والشيخ محمود الأبيدى .
من جانبه قال الدكتور حسن الشافعى، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، فى كلمته "لقد فقد الازهر فى هذا اليوم ركن شامخا من أركانه نسأل الله أن يعوضنا، فاسم الراحل يملئ العالم الاسلامى والعربى فقد عمل فى مصر وبلاد عدة داعيا إلى الله ومعلما لعلوم الإسلام فقد مات رحمه الله عن ست سنوات بعد المائة قضاها فى الدعوة إلى الله".
ولد الشيخ عام /1330 هـ - 1912 م بقرية كفر الترعة الجديد مركز شربين محافظة الدقهلية، إلتحق الشيخ بالأزهر الشريف سنة 1344 هـ -1926 م، بعد أن أتم حفظ القرآن الكريم بكتاب القرية، وحصل على الابتدائية عام 1348 هـ - 1930 م وكان شيخ المعهد الأزهرى حينئذ الشيخ الكبير عبد الله دراز والد الدكتور الشيخ محمد عبد الله دراز رحمهم الله .
وبعدها حصل الشيخ على الكفاءة عام 1933 م وعلى الثانوية من معهد طنطا عام 1358 هـ - 1935 م، أولع الشيخ منذ نعومة أظفاره بحب اللغة العربية ودراسة الأدب والاهتمام به ولقد بلغ من تفوقه فى فن الادب أن أستاذ الأدب أهداه كتاب مقامات بديع الزمان وكتب عليه إهداء له، وذلك لنبوغه فى فن الأدب إثر محاولة بينه وبين زميل من زملائه، وفى نفس العام نشر له عباس محمود العقاد الكاتب الجبار كما كان يسميه سعد زغلول قصيدة تحت عنوان ( إستعذاب العذاب )فى جريدة الجهاد عام 1932م.
كما نشرله الأستاذ هيكل وزير المعارف رحمه الله فى عدد مجلة السياسة الأسبوعية الممتاز التى كان يصدرها وكان ذلك عام 1937 م بمناسبة مرور عام على صدور كتاب حياة محمد " صلى الله عليه وسلم "، وكان الشيخ حينئذ بالصف الثانى الثانوى الأزهرى.
بعد إنهاء الشيخ المرحلة الثانوية فى المعهد الدينى الأزهرى بطنطا الواقع بجوار محطة سكة حديد طنطا، التحق الشيخ بكلية أصول الدين بالقاهرة بالخازندار، وكان عميد الكلية آنذاك الشيخ الإمام الكبير الشيخ عبد المجيد اللبان رحمه الله.
وتخرج منها عام1939م , أكمل الشيخ سنتين فى تخصص الدعوة وحصل على التخصص عام 1363 هـ - 1941 م، ثم بعد ذلك عين واعظا فى أسوان عام 1942 م – إلى عام 1945 م، ثم إلى الفيوم من سنه 1945 إلى عام 1948 م، ثم إلى مدينة بورسعيد من عام 1948 إلى عام 1956 م
وفى عام 1952 م حصل فضيلته على تخصص التدريس والتربية من كلية اللغة العربية من جامعة الأزهر، لأنه لا يعين فى التدريس إلا من حصل على تخصص التربية والتدريس من جامعة اللغة العربية وهى لمدة سنتين وكان الشيخ واعظ بورسعيد فى ذلك الوقت حينما نال هذه الشهادة .
ذهب الشيخ إلى لبنان مبعوثاُ للأزهر الشريف للوعظ والتدريس عام 1956 إلى عام 1962 – فى الكلية الشرعية ببيروت، ثم زار اليمن ست مرات متقطعة بعد عودته من لبنان، والتقى فيها هناك بمفتى اليمن الشيخ عبد الله زيارة رحمه الله، واشترك معه فى عدة حلقات فى نور الإسلام فى التليفزيون الكويتى.
عاد الشيخ بعدها إلى مصر فأنشأ المعهد الدينى الأزهرى فى بورسعيد عام 1964 م، ثم توجه الشيخ بعدها إلى الأردن عام 1965 إلى عام 1969 وكان مقرة ميناء العقبة الميناء الوحيد بالأردن عاد الشيخ بعدها إلى مصر وعمل مفتش ومراقباُ للوعظ فى القوات المسلحة، ومحاضراً فى الدراسات العليا قسم الحديد فى كلية أصول الدين حتى عام 1973 م، ثم مدرساً فى كليه الشريعة بالرياض عام 1973 م ثم باحثاُ علمياً فى رئاسة البحوث العلمية والإفتاء إلى عام 1976 م، ثم عمل بعدها مدرساُ فى كليتى أصول الدين والحديث النبوى فى الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ثم عمل رئيساً لقسم الدعوة فى وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية فى الكويت بداية من عام 1979 الذى أنشأ فور تعاقده فى الوزارة حتى عام 1985.
زار الشيخ بعدها باكستان وزار الكليات العلمية الشرعية فى كراتشى وبيشاور ولاهور وقابل هناك الشيخ الدكتور أحمد العسال رحمه الله الذى كان نائباُ لمدير الجامعة الإسلامية العالمية، وزار الشيخ عدة دول آخر ى كالبحرين وقطر وسافر إلى سوريا فزار دمشق مرتين وحلب وحمص وحماه أثناء عمله فى الكلية الشرعية ببيروت .
وبعد عودة الشيخ من باكستان عمل عضو ا فى لجنة الفتوى بالأزهر الشريف فى عهد الإمام الأكبر شيخ الأزهر جاد الحق على جاد الحق رحمه الله، متفرغاً للكتابة فى الصحف والمجلات داعياً إلى الله بكلمة هادية بانية حريصاً على النصح للآخرين من زملاءه وأصدقاءه: - الشيخ العلامة محمد خاطر مفتى الديار المصرية، و الشيخ العلامة المحقق أحمد صقر، و العلامة الكبير الشيخ محمد أبو شهبة، والشيخ العلامة محمد نمر الخطيب , والشيخ العلامة محمد إسماعيل عبد رب النبى , و الشيخ العلامة طه محمد الساكت , والشيخ الدكتور محمود غرابة و الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور عبد الرحمن بيصار، و الشيخ الدكتور عبد المنعم النمر، والشيخ محمد خليفة الأباصيري، و الشيخ محمد الطيب النجار، و الشيخ العلامة الفقيه عطية صقر , و العالم الجليل شيخ الدعاة العلامة محمد الغزالى رحمه الله , و الشيخ العلامة المفسر محمد متولى الشعراوى رحمهم الله رحمة واسعة، وغيرهم مما يصعب حصره .
تتلمذ الشيخ على كوكبة من أكابر علماء الأزهر الشريف نذكر منهم على سبيل المثال لاالحصر: العالم الشيخ محمد الأودن رحمه الله، والشيخ العالم الجليل العلامة محمد سلامة صاحب كتاب منهج الفرقان فى علوم القرآن، والشيخ العلامة الجليل محمد عبد العظيم الزرقانى، صاحب كتاب مناهل العرفان، والعالم الجليل العلامة المسند الشيخ على سرور الزنكلونى، وعنه يروى الشيخ معوض بأسانيده المتصلة، و الشيخ الجليل العلامة الفقيه محمد أبو زهرة و الشيخ الجليل محمد يوسف موسى.