حالة من الجدل أثارها إعلان الرئيس دونالد ترامب عزمه إنشاء فرع جديد بالجيش الأمريكى مكرس للتعامل مع التهديدات فى الفضاء الخارجى فيما عرف باسم "القوة الفضائية"، وهى الخطوة التى قامت بها بالفعل كل من روسيا والصين.
وأعلن ترامب يوم الاثنين أنه سيوجه وزارة الدفاع الأمريكية لبدء العمل فى القوة الفضائية التى ستكون منفصلة لكنها مساوية للقوات الجوية الأمريكية، وأشار الرئيس الأمريكى إلى أن الفرع السادس المخطط له فى الجيش كان ضروريا لتجنب الصين وروسيا والدول الأخرى التى تفوق الولايات المتحدة.
وتقول مجلة "نيوزويك" إنه فى حين كان هناك اهتماما كبير بالحروب الفضائية فى أفلام وروايات الخيال العلمى، لم يكن هناك صدامات معروفة بين الدول خارج الغلاف الجوى، وكان اختبار نوويا مدمرا على نطاق واسع أجرته الولايات المتحدة عام 1962 قد ساعد فى تمهيد الطريق لمعاهدة الفضاء الخارجى عام 1967 التى تضم 107 دولة منها الولايات المتحدة والصين واليونان.
واختبر الاتحاد السوفيتى أسلحة فى الفضاء، وبعد فترة قصيرة من تفكيك الاتحاد السوفيتى، شكلت روسيا قوات الفضاء الروسية عام 1992 من برامج سابقة ركزت على الفضاء أدارتها موسكو، وتم إحلال القوات الفضائية الروسية فيما بعد بقوات الدفاع الجوى الروسية فى عام 2011، لكنها عادت بعد ذلك فى أعقاب دمج هذا الفرع مع القوات الجوية الروسية.
أما الصين التى تقوم بتعزيز روابطها الدفاعية مع روسيا، فقد رأت الفضاء كهدف حاسم للإصلاحات العسكرية الواسعة. وشرع الرئيس الصينى شن جبينبينج فى إعادة تنظيم لأكبر قوات مسلحة، بما فى ذلك إضاقة قوات الدعم الإستراتيجى عام 2015 التى تشرف على المهام الحربية الفضائية والإلكترونية.
من جانبها، أشارت مجلة تايم إلى أن فكرة قوات فضائية ليست بالجديدة فى الولايات المتحدة، فقد فعلها الرئيس رونالد ريجان فى الأول من سبتمبر عام 1982، وكانت تعرف باسم قيادة قوات الفضاء الجوية، وكانت فرعا من القوات الجوية لكنها فرقة فى الجيش والبحرية والمارينز.
وذكرت المجلة أن عمل قيادة الفضاء يشمل مراقبة الأرض والتنبؤات الجوية والاتصالات والقيادة والسيطرة على الأسلحة الموجودة على الأرض وأمن الأقمار الصناعية.
وأشارت الصحيفة إلى أن إنشاء قوة فضائية يتعارض مع القانون الدولى على الأرجح، فبحسب اتفاقية 1967 الدولية، فإنها تنص صراحة أن الدول لا ينبغى أن تضع أسلحة نووية أو أسلحة أخرى للدمار الشمال فى مدار أو أجسام سماوية أو تضعهم فى الفضاء الخارجى بأى شكل، وأن القمر والأجسام السماوية ينبغى أن يتم استخدامها لأغراض سلمية فقط.
ولذلك، فإنه من المتوقع أن يثير قرار ترامب بإنشاء القوة النووية تحديات جديدة، لاسيما وأن روسيا سبق أن اتهمت الولايات المتحدة فى يناير الماضى بتسليح الفضاء، كما أدانت الصين أيضا الجهود الأمريكية لتعزيز قدرات القتال الحربى فى الفضاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة