نجح صناع مسلسل "فوق السحاب"، الذى عرض خلال سباق رمضان المنقضى، للنجم هانى سلامة، من تأليف حسان دهشان، وإخراج رؤوف عبد العزيز، وللمنتج الكبير تامر مرسى، فى تقديم عمل تليفزيوني بمواصفات أوروبية وبروح مصرية حقق نجاحًا كبيرًا، حيث تنوعت أحداثه بين مصر وأوروبا فى تجربة جديدة من نوعها فى عالم الدراما التليفزيونية المصرية، "اليوم السابع"، احتفل بنجاح هذا العمل وكرم صناعه من خلال ندوة فنية وإليكم تفاصيلها.
"اليوم السابع" لـ"هانى سلامة": بعد النجاح الكبير لمسلسل "طاقة نور"، العام الماضى كيف جاءت فكرة تقديم "فوق السحاب" منذ البداية؟
أنا والمخرج رؤوف عبد العزيز والمؤلف حسان دهشان نتعامل مع بعضنا كـ"تيم ورك"، والاثنان بالفعل يحاولان دائمًا أن يقدمانى بشكل جديد ومختلف، وأنا شخصيًا لا أحب الأدوار المتكررة، وأرفض تمامًا أن أكرر نفسى فى شخصية قدمتها من قبل، لأننى دائمًا أضع فى ذهنى الجمهور، أيضًا فى كل عمل نقدمه نهتم بموضوعات ومشاكل تهم الناس، وهنا فى مسلسل "فوق السحاب"، قمنا بالتحضير له منذ شهر رمضان الماضى، وأثناء عرض مسلسلى السابق "طاقة نور"، وبالفعل هنا فى هذا العمل ناقشنا العديد من القضايا المهمة والشائكة، منها تجارة الأعضاء، ومشاكل الألتراس، وظاهرة خطف الأطفال، وأيضًا مشكلات أخرى مثل مشاكل الشباب المهاجر فى أوروبا والذى يبتعد عن أساسيات الهوية المصرية وفى نفس الوقت الهوية الأوروبية، وكذلك مشكلات الشباب الذى ينضم لتنظيم داعش الإرهابى وغيرها من القضايا المهمة، وما ساعدنا على ذلك هو وجود مساحة لدينا فى 30 حلقة، وهذا أفضل من أن نضغط كل هذه القضايا والمشاكل فى فيلم سينمائى، فكان لدينا قماشة كبيرة نقدم فيها كل ما هو مهم ومتواجد فى المجتمعات العربية الآن، وأنا أرى أن التنوع والتجديد من أفضل سمات أى فنان ناجح، فالفن فى النهاية رسالة، ويجب على الفنان أن يلتحم بالجمهور والمجتمع، وأن يكون متأثرًا بما يحدث فى هذا الوقت، وبما أننى تحدثت عن فكرة التغيير والتنوع، فأنا مثلا قدمت فى السينما 14 فيلمًا، فى كل فيلم شخصية مختلفة عن الأخرى، سواء فى السينما أو فى الدراما التليفزيونية أيضًا، بل بالعكس فى التليفزيون أكون حريصا بشكل أكبر لأننى أخاطب عشرات الملايين فى منازلهم بمصر ومختلف الدول العربية، أما فى السينما فالمشاهد هو الذى يقرر سيذهب للسينما أم لا.
"اليوم السابع" لـ"السيناريست حسان دهشان": هل رأيت هانى سلامة فى شخصية "ماندو" فى بداية كتابتك لفكرة العمل أم كان هناك ترشيحا آخر؟
بعد نجاح مسلسل "طاقة نور"، اجتمعت أنا والمخرج رؤوف والنجم هانى سلامة، واتفقنا على تكرار هذا التعاون المثمر، وبالفعل كان لدينا فكرة مسلسل "فوق السحاب"، أثناء تصوير مسلسلنا السابق، وبالفعل لم أجد فى ذهنى وقتها سوى هانى سلامة، خاصة أن الدور مختلف تمامًا عن شخصية "ليل عبد السلام"، التى قدمها بمسلسل "طاقة نور"، لأن شرط هانى ورؤوف وأنا أيضًا، ألا نكرر شيئًا قدمناه، وبالفعل وجدت أنا ورؤوف أن نضع إمكانيات هانى سلامة في عمل فنى جديد ومتميز واجتمعنا على فكرة مسلسل "فوق السحاب"، وكان من الأشياء التى ساعدتنا بالفعل على تقديم سيناريو جيد ومتكامل هو تلاقى أفكارنا فى إطار واحد ومتجانس.
"اليوم السابع" لـ"المخرج رؤوف عبد العزيز": المعروف عنك فى تجاربك السابقة حرصك على إعادة تقديم فنانين كبار كانوا مبتعدين عن الساحة فضلا عن الاستعانة بوجوه جديدة فى أدوار مهمة، فما سر سيرك على هذا الأسلوب المغامر؟
عندما أبدأ التحضير لعمل جديد أتساءل ما الذى أريده أن يصل للجمهور من خلال هذا العمل، وأبدأ أقرأ الشخصيات على الورق حتى أستطيع أن أحدد من ذا الذى سيقوم بكل شخصية، وأكون حريصًا على الوصول إلى شىء من الواقعية فى رسم الشخصيات على الشاشة، وأنا باختصار لديَّ قناعة أن لكل فنان جانب غير ظاهر للجمهور، ولديه طاقات تمثيلية أخرى لم تظهر للجمهور، ولذك أبدأ السعى فى إخراجها منه سواء كان فنانًا كبيرًا وله أعمال كثيرة وبعيدًا عن الساحة لعدم ملائمة مايعرض عليه له، أو وجه جديد وممثل شاب ما زال يخطو خطواته الأولى، ويمكن مسلسل "فوق السحاب"، كان تجربة ناجحة لهذا الأسلوب، وهو الخروج عن المألوف في اختيار الممثل، وأنا فعليًا لا أستطيع تنفيذ هذا الفكر إلا بمساعدة الفريق القائم على العمل معى مثل النجم الذى أعمل معه، ويكون متفهمًا ومتصالحًا ومحترمًا لهذا الأسلوب، ووجدت بالفعل ارتياحًا شديدًا فى ذلك وتفهم شديد من النجم هانى سلامة فى تنفيذ أسلوبى هذا، وأيضًا من وجود منتج كبير واعٍ لما أنفذه مثل تامر مرسى، فكان شديد التفهم لوجهة نظرى هذه، ووفر لى كل الإمكانيات لإنجاحها، ولا أنكر أن هذا الأسلوب فيه خطورة ويكون فيه مخاطرة، ولكننى أسعى دائمًا إلى الخروج عن المألوف.
"اليوم السابع" لـ"هانى سلامة": كيف استعديت لشخصية ماندو، سواء ذهنيا أو جسديا؟
عندما بدأت قراءة شخصية "ماندو"، والتحضير لها، وجدته شابًا زى مابيقولوا "مخلصاتى"، خاصة أنه يعيش فى منطقة نزلة السمان، وهى منطقة معروف عنها أنها منبع للسائحين لقربها الشديد من الأهرامات والمناطق السياحية التى يأتى إليها السياح، فبدأت التحضير لطريقة الكلام والنظرات، خاصة أن ماندو فى كثير من الأحيان يكون غامضا ومش مفهوم، وهذه طريقة هذه النوعية، ويتطلب منه أن يكون "مخلصاتى وواعى"، خاصة أنه سيقع فى مافيا خطيرة بروسيا فلابد أن يكون سريع البديهة، حتى يستطيع أن يجاريهم ويتعامل معهم، أما فيما يتعلق بمشاهد الحركة، فبالفعل كانت أقل كثيرا من أكشن مسلسل "طاقة نور"، وفيما يتعلق بمشاهد روسيا تم التحضير لها هناك فى روسيا وتم الاستعانة بمدرب مهم هناك، والحمد لله خرجت بشكل جيد، وأبرز ما فى أكشن هذا المسلسل أنه غير تقليدى.
"اليوم السابع" لأسرة المسلسل: البعض يرى أن بعض مشاهد الأكشن والحركة، وبالتحديد الخاصة بالحلقة الأولى كان فيها نوع من المبالغة، فما تعليقكم على هذا الأمر؟
النجم هانى سلامة قال: أرى أن جميع مشاهد الأكشن التى ظهرت فى المسلسل كانت واقعية، وأقصد أن قبولها شيء ليس مبالغًا فيه، خاصة أننا نرى مشاهد بالفعل فى السينما الأمريكية مبالغ فيها للغاية ونصفق لها، ونرى مثلاً النجم العالمى الأسطورة أميتاب أتشان يمسك الطائرة ويوقفها عن الطيران ونصفق له.
المخرج رؤوف عبد العزيز قال: هناك شباب كثيرون يحبون هذا الشكل من الأكشن، كل الأفلام الأمريكانى بيعملوا أكثر من المتواجد بـ"فوق السحاب" بكثير، وأنا لم أستخدم الأكشن بكثافة سوى فى الحلقة الأولى فقط، وقصدت من هذا أن نقدم شخصية "ماندو" للجمهور، وبعدها فى الحلقات التالية بدأنا نستعرض الجوانب الإنسانية فى حياة ماندو وعلاقته بأسرته، وكل الأحداث بالمسلسل بالفعل حقيقية، ومنتقاه من أحداث واقعية، وبالتحديد مشهد هروب ماندو من السجن بروسيا، هذه عن قصة حقيقية، وكان السجين فى روسيا مغربى وليس مصرى، وبناءً عليه فأنا أنتقى الأحداث التى أقدمها دائمًا من أشياء حقيقية، والحمد لله فيما يتعلق بمواقع التصوير، فلا يوجد موقع تصوير شبه الآخر، وأنا كنت حريصًا على تصوير الأحداث فى أماكنها الحقيقة، وهو ما حدث فى مشاهد روسيا وبودابست بالمجر وفرنسا حتى أظهر بمزيد من الواقعية، خاصة أن المشاهد أصبح على قدر كبير من الوعى، ويعلم جيدًا من يحترمه ومن يستخف بعقله، لو صورت مثلا مشاهد روسيا فى مدينة الإنتاج الإعلام كان المشاهد سيكتشفها بكل سهولة، فأنا أفضل دائمًا أن أتعب مثلما حدث فى هذا المسلسل، ولا أستخف بوعى وذكاء المشاهد.
"اليوم السابع" لـ"السيناريست حسان دهشان": ما الذى يميز هانى سلامة عن باقى زملائه، وحرصك على الكتابة له والتعاون معه خلال المواسم الأخيرة؟.
بعدما نجحنا سويا العام الماضى، وجدت أن هناك فى ذاكرتى أفكار كثيرة تصلح لهانى سلامة، وبالفعل كررنا التعاون، وأجمل ما فى هانى سلامة بالفعل حبه الشديد لزملائه في العمل، فلا يعترض على شيء بمعنى أنه مثلاً فى مشاهد المجر المتواجدة فى المسلسل لا يظهر سوى فى 30 % من هذه المشاهد، ورغم ذلك وجدته سعيدا ومرحبا وفرحان لزملائه، عكس نجوم آخرون، لابد أن يرى اسمه فى كل صفحة من السيناريو.
"اليوم السابع" لـ"هانى سلامة": هل شاركت فى ترشيح أي من الفنانين المشاركين، وهل تميل فى أعمالك للاستعانة بفنانين تراهم جيدين؟.
أنا مبدئى أؤمن بالتخصص، ومسألة اختيار الأبطال من اختصاص المخرج، وكذلك المؤلف فى بعض الأحيان عندما يرى أحد بعينه على السيناريو، وأنا منذ أن بدأت مهنة التمثيل، هذه طريقتى وأسلوبى بأننى لا أتدخل على الإطلاق فى ترشيح أي من الممثلين، ويكون رأيى استشاريا فقط، وأعطى رأيى بكل صراحة، وفى النهاية المخرج هو صاحب الرأى النهائى.
"اليوم السابع" لـ"هانى سلامة": ما أصعب مشاهد المسلسل التى أرهقتك، وهل عرضه الحصرى ظلمه من وجهة نظرك؟
مشهد تغسيل أخى "كاريكا" فى المسلسل أعتبره من أصعب المشاهد التى قدمتها فى المسلسل، لأنه بالفعل أرهقنى نفسيًا وذهنيًا، خاصة أن هذا المشهد حدث لى فى حياتى على الواقع، وقمت بتغسيل والدى، وأثناء تصويرى لهذا المشهد استحضرت مشهد أبى، ولم تتم إعادته وتم تصويره من أول مرة، أما فيما يتعلق بعرض المسلسل حصريًا، فأنا وأى ممثل ومخرج ومؤلف يتمنون أن تعرض أعمالهم على كل القنوات لتحقيق مزيد من الانتشار والمشاهدة من قبل الجمهور، لكن هذا الأمر يخص المنتج فقط، لأنه أمر يتعلق بالمكسب والخسارة والتسويق، وأرى أن العرض الحصرى لـ"فوق السحاب" لم يظلمه بل إن المسلسل حقق نجاحا كبيرا الحمد لله.
اليوم السابع" لـ"المخرج رؤوف عبد العزيز": ما هى كواليس ترشيحك لإبراهم نصر لتولى شخصية "الدب"، خاصة أنه مبتعد تمامًا عن الدراما التليفزيونية منذ سنوات طويلة للغاية؟
أنا لديَّ رغبة أن كل فنان موهوب بداخله جوانب كثيرة من التمثيل، ونحن فى مصر دائمًا نمشى خلف المضمون وخلف ما تعودنا عليه، لكن أنًا دائما أميل للخروج عن المألوف، ومنذ بداية قراءة تفاصيل شخصية "الدب" على الورق وجدت أمامى إبراهيم نصر، والحمد لله كان اختيار موفقًا، لأننى أدرك أنه طاقة تمثيلية لا تنتهى تحتاج فقط للاستغلال الجيد، والدور بالفعل كان مركبا وصعبا، فلم يكن مهام الدور إضحاك الجمهور فقط، ولا كان به تفاصيل معقدة فعليه أن يضحكهم ويبكيهم.
"اليوم السابع" لـ"السيناريست حسان دهشان": ما الهدف من إظهار أشقاء بطل العمل فى مستويات تعليمية وطبقية مختلفة؟
بالفعل أظهرنا أن الأب وهو الدب "إبراهيم نصر"، متزوج مرتين الأولى من طبقة مثقفة بعض الشىء وأنجبت ماندو ووفاء "هانى سلامة ومنى عبد الغنى"، ويظهر عليهما الرقى فى التعامل بعض الشىء، والثانية من امرأة شعبية ومن المفترض أنها أنجبت كاريكا وسمكة "تونى ماهر وميرنا نور الدين"، وقصدنا من ذلك أن أظهر مدى الترابط بين الأشقاء، وما الذى يجب أن يكون متبعًا فى العلاقات الأسرية، ومن خلال هذه العلاقة الأسرية أيضًا، نوضح الترابط بين البسطاء وكيف يكون الشقيق الأكبر هو الحازم والجامع للأشقاء فى حالة استهتار الأب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة