أكرم القصاص - علا الشافعي

إسلام الغزولى

حكومة جديدة

الجمعة، 22 يونيو 2018 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بخلاف كل التكهنات التى اعتادت على استبعاد وزراء المراحل الحرجة ، واعتبار أن إسناد المهام إليهم ما هو إلا حرق لأسمائهم وشهادة حرمان من الفرص الكبرى والكاملة، جاء وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية بحكومة المهندس شريف إسماعيل الدكتور مصطفى مدبولى إلى رئاسة مجلس الوزراء المصرى فى انتقال سلس ومرن ، نادرا ما كانت الدولة المصرية تشهد مثله خلال العقد الأخير ، ومن المعروف أن الرئيس عبد الفتاح السيسى كان قد أصدر قراراً فى 23 نوفمبر 2017 بتولى الدكتور مهندس مصطفى مدبولى مهام القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء لحين عودة المهندس شريف إسماعيل من رحلة علاجه بألمانيا، وظل يمارس تلك الصلاحية حتى عودة رئيس مجلس الوزراء السابق المهندس شريف إسماعيل فى يناير 2018.
يعزز هذا الانتقال المرن فكرة تربية كوادر الصفوف الثانية والثالثة، التى دأب عليها النظام المصرى بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ اللحظة الأولى له فى تولى المسئولية، والاعتماد على أصحاب الكفاءات ممن أثبتوا مهارة ونجاح فى ملفاتهم ، وتعظيم أدوارهم تدريجيا حتى تحين لحظة إنتقال المسئولية الكاملة إليهم فيكونون خير سند وعون فى لحظات الضرورة، ويكونون ملمون بكافة التفاصيل والخطط والتحديات.
لم تعد فكرة إسناد المهام للأسماء السياسية وأصحاب الظهور الإعلامى، ومعارك حرق الأسماء وما يصحبها من مناورات هى الفكرة المسيطرة على فترات التشكيل الوزارى فى مصر كما اعتدنا، بل فكرة أصيلة وهى تربية الكوادر، والدفع بالشباب تدريجيا إلى الصفوف الثانية. 
نهج أتوقع معه أن تحظى الدولة المصرية عن قريب بوزارة كاملة من الشباب والنساء المؤهلون والأكفاء، فى غضون سنوات قليلة، إذا استمر العمل على نفس الوتيرة، وأن تصبح كافة المناصب العامة والمؤثرة مشغولة بأصحاب الفكر الجديد ومن الكفاءات الوطنية التى يتم إعدادها لقيادة المستقبل وأن تعمل هذه الكوادر وفق منهج وخطط طويلة الأمد.
عادة ما كان تغيير الوزارة أمر يصاحبه عاصفة فى كافة دواوين ومقار الوزارات والمصالح الحكومية، ويصبح الكل فى انتظار خطة جديدة للعمل، خطة كانت فى كثير من الأحيان تعبر عن خصام وقطيعه مع نظيرتها فى الوزارة القديمة ، كان أهم ما تقدمه الخطط الجديدة هو أن تكون مغايرة للخطط القديمة والعمل على تشويهها بكل ما أوتى للمسئولين الجدد من قوة، ويأتى الوزير بأفكاره ورجاله، ويقتلع كافة المجهودات التى بذلت، ويهدر كافة الأموال والموارد التى أنفقت، أما الآن فى ظل فكرة الاعتماد على الكفاءات والعمل على إعدادهم لفترة داخل الدواوين الحكومية، وتنمية الكوادر البشرية، فقد صار العمل فى الوزارات أشبه بعملية تسليم وتسلم مرنة لتنفيذ رؤية متكاملة لبناء الدولة المصرية.
بقى أن أشير إلى أهمية وضرورة تمكين النساء ، ولا أخفيكم أنه برغم تقديرى الشديد لدور الدكتور مصطفى مدبولى فى الفترة الماضية وتوقعاتى بأدائه المبهر فى الفترة المقبلة، إلا أنى كنت أتمنى أن تحظى إحدى وزيراتنا السيدات بمنصب رئيس الوزراء أو نائب رئيس الوزراء ، ليس لتحرير المنصب من الاقتصار على الرجال فقط ، بل ولوجود العديد من الوزيرات اللائى يصلحن وعن حق لتولى المنصب ، وإنى على ثقة تامة من قرب هذا الأمر  .









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة