بخطى ثابتة وإصرار على التغيير يستمر خادم الحرمين الملك سلمان وولى العهد سمو الأمير محمد بن سلمان، فى تنفيذ خطة التغييرات الاجتماعية والإصلاحات الاقتصادية التى جاءت ضمن رؤية مستقبلية واسعة تحقق أحلام الشباب بالمملكة، هى رؤية 2030، جاء من بين تلك التغييرات السماح لأول مرة للمرأة بقيادة السيارة والتى ستنطلق بدءا من 24 الشهر الجارى، إضافة إلى إنشاء مدينة ترفيهية فى الرياض، وكذلك البحث عن سبل جديدة للاستثمار ودفع الاقتصاد السعودى بعجلة التنمية بمصادر مالية جديدة إلى جانب النفط والطاقة.
لاقت هذه التغييرات اهتمام الإعلام الغربى حيث أبرزتها وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس"، مشيرة لخمس تطورات أساسية فى المملكة كان على رأسها المرأة والاقتصاد و دعم السياحة، الاتجاه نحو الاعتدال، مؤكدة أن السعودية تمتلك رؤية لتغييرات كبيرة، وسيرا على خطى التطور المجتمعى فى درب تحقيق رؤية 2030، صدر فى سبتمبر 2017، أمر ملكى نص على إنهاء الحظر على قيادة المرأة للسيارة، وهو القرار التاريخى فى المملكة والذى انتظرته المرأة السعودية منذ سنوات.
المرأة السعودية
وأطلقت المملكة، أمس، فعاليات فى المدن المختلفة تهدف إلى تعزيز مفاهيم السلامة لقيادة المركبات وكيفية الاستخدام الأمثل للطرق، والتعريف بنظام المرور وذلك استعدادا لتنفيذ القرار الملكى بتمكين المرأة السعودية لأول مرة من قيادة السيارة، وتأتى هذه الفعاليات تحت شعار "توكلى وانطلقى".
قيادة السعوديات للسيارة
وتفاعل عدد كبير من السعوديين والسعوديات مع مبادرة "توكلى وانطلقى"، حيث أطلقوا هاشتاج على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" #قياده_المراه_للسياره، وتصدر الهاشتاج، قائمة الأكثر قراءة على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" .
رؤية 2030
وجاءت تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعى تعبيرا عن فرحتهم بالقرار الذى يعد نقلة فى تاريخ نهضة المرأة السعودية حيث كتب أحدهم "أتمنى من بعض قائدى السيارات الشباب بالذات عدم إرباك المرأة أثناء القيادة اتركوها وشأنها".
وكانت أول مجموعة من النساء السعوديات قد تسلمت 10 رخص قيادة بالمملكة، وذلك ضمن سلسلة من الإجراءات استعدادا لتطبيق قرار خادم الحرمين الشريفين بالسماح للمرأة بالقيادة بدأت الإدارة العامة للمرور باستبدال الرخص الدولية المعتمدة فى المملكة العربية السعودية.
بلد ينهض
لم يتوقف دعم الملك سلمان للمرأة عند هذا الحد بل وفى خطوة إصلاحية أخرى سمحت السلطات للنساء فى يناير الماضى، بدخول السعوديات ملاعب كرة القدم لتشجيع فرقها المفضلة، ثم قررت فى فبراير السماح لهن بتأسيس أعمال من دون الحاجة إلى موافقة الرجل، وفى الشهر ذاته، قال عضو هيئة كبار العلماء فى السعودية عبد الله بن محمد المطلق، إن ارتداء العباءة ليس إلزاميًا، فى أول تعليق من نوعه من رجل دين معروف، كما جرمت السلطات فى مايو الماضى التحرش الجنسى.
لم تقتصر الإصلاحات على المرأة بل قررت السعودية منذ تسلم الأمير الشاب محمد بن سلمان بن عبد العزيز، منصبه منذ عام ، أن تكون أكثر انفتاحًا ، وهو ما أكد عليه الأمير خلال منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار فى الرياض فى أكتوبر الماضى، بأن "السعودية لم تكن كذلك قبل عام 1979، وأن السعودية والمنطقة كلها انتشر فيها مشروع الصحوة بعد عام 79 لأسباب كثيرة،نحن فقط نعود إلى ما كنا عليه، الإسلام الوسطى المعتدل المنفتح على العالم، وعلى جميع الأديان، وعلى جميع التقاليد والشعوب".
المملكة تتطور
كما طرح ولى العهد السعودى، فى أبريل 2016، خطة إصلاح اقتصادى شاملة ضمن "رؤية 2030"، والتى تهدف بشكل أساسى إلى تنويع الاقتصاد لوقف الارتهان التاريخى للنفط فى السعودية، وشملت الخطة تخصيص جزء من "شركة أرامكو"، عملاق النفط السعودى، وخلق صندوق سيادى للمملكة بنحو 2000 مليارى دولار، وتقوم الخطة أيضًا على تعزيز دور المرأة فى ميدان العمل والاستثمار بشكل كبير فى قطاع الترفيه من أجل زيادة الانفاق الداخلى فى بلد غالبية سكانه دون 25 سنة.
وفى أغسطس 2017، أعلنت السعودية عن مشروع سياحى ضخم يقوم على تحويل 50 جزيرة ومواقع أخرى على البحر الأحمر إلى منتجعات فخمة، كما أعلنت فى ديسمبر الماضى، أنها ستبدأ إصدار تأشيرات سياحية فى 2018، فى خطوة غير مسبوقة للمملكة التى تحوى آثارًا ومواقع سياحية مهمة بينها الصحراء التى تسمى بـ"الذهب الأبيض".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة