الكثيرون من عشاق أدب الكاتبة العالمية أجاثا كريستى يعرفون أنه فى عام 1926 اختفت أجاثا لمدة 11 يوما، وتم الاشتباه فى زوجها وشخص آخر بأنهما وراء اختفائها، أو أنها انتحرت وانضم الآلاف من المدنيين للبحث عن جسدها، ولكن الشرطة تمكنت من العثور عليها فى مدينة هاروجيت، وجسدها لم يصب بأى أذى كما أنها كانت فى حالة مزاجية مبهجة، ولهذا قدمت الكاتبة لورا طومسون كتابا جديدا عن أجاثا كريستى بعنوان "حياة غامضة".
وكانت قصة اختفاء "كريستى" ضمن القصص المثيرة للجدل، وذلك بعدما قامت وسائل الإعلام بمهاجمة كريستى نظراً لأنهم اعتقدوا أنها قامت بالاختفاء "بقصد" لتثير ضجة وتفتعل دعاية لها، وعلى الرغم من أن أسرتها أعلنت أنها تعانى من فقدان الذاكرة إلا أن الإعلام لم يرحمها وظل يهاجمها بوحشية.
وبصرف النظر عن اختفائها فقد ولدت "أجاثا كريستى" عام 1890 لعائلة من الطبقة العليا من العصر الفيكتورى، توفى والدها الأمريكى ومن بعدها والدتها بعد فترة قصيرة من عملها كممرضة حرب، وبعدها تزوجت أجاثا وبدأت الكتابة، وكان لديها ابنة، وانفصلت عن زوجها وكتبت أكثر من كتاب، وحرصت أجاثا على أن تتزوج مرة أخرى وبالفعل تزوجت من عالم الآثار ماكس مالوان، وكتبت كتبا أكثر، وبعد ذلك مات زوجها عام 1976، وماتت هى فى العام نفسه.
والكاتبة "طومسون" تعتمد بشكل كبير على كتابات كريستى المنشورة، فهى مصممة على توضيح كل حلقة فى حياة كريستى منذ طفولتها المبكرة حتى وفاتها، وذلك من أجل إظهار كل نقطة فى حياتها، فعلى سبيل المثال تحدثت عن شقيق كريستى الأكبر خاصة بفترة مراهقته وعند هذه النقطة أخبرتنا بقصة حياته بالكامل حتى رحيله عام 1929.
وعند التعامل مع اختفاء كريستى فى عام 1926، تقدم المؤلفة فى حوالى أربعين صحفة تخيل حياة كريستى فى ذلك الوقت، حيث تقول: "كانت تسير وتمشى، كانت شبحًا، لكنها تشعر بسعادة غامرة، سارت عبر الحدائق، وشعرت بالقوة مرة أخرى فى جسدها".
فالمؤلفة تحترم كثيراً عبقرية كريستى، وكتابتها فقد كانت تتصف بالبساطة، ورغم مواقفها المتضاربة تجاه النسوية، إلا أن لديها بساطة فى حل تعقيداتها.
تشعر "طومسون" بوضوح أنها يجب أن تدافع عن فن كريستى من الهجوم الذى طالها "بسبب بساطتها فقد أسىء فهمها"، ومن أسرار كريستى كتبت: "يجب أن يكون المنتج النهائى منيعاً، ويجب أن تكون هندسته قابلة للتحويل بهذه الطريقة، مثل الجوهرة فى ضوء الشمس". فالمؤلفة لا تعتمد على تقديم صورة كريستى التقليدية ككاتبة كتبت كما هائلا من الكتب، لكنها تقدم كريستى كفنانة ومبدعة.