"المجد للشيطان.. معبود الرياح/ من قال (لا) فى وجه من قالوا (نعم)/ من علّم الإنسان تمزيق العدم/ من قال (لا).. فلم يمت/ وظلّ روحا أبديّة الألم!"، هكذا قال الشاعر الكبير الراحل أمل دنقل فى قصيدته الشهيرة "كلمات سبارتكوس الأخيرة".
أمل دنقل، والذى تمر اليوم ذكرى ميلاده الـ78، إذ ولد فى مثل هذا اليوم 23 يونيو عام 1940، بقرية القلعة، مركز قفط بمحافظة قنا فى صعيد مصر، وغاب عن دنيانا فى 21 مايو عام 1983م عن عمر 43 سنة، كتب عن الشيطان وعن رحلة ابن نوح وحاكى الكلمات التوراتية فى سفر الخروج، فكيف كانت بدايته قبل أن يكتب "المجد للشيطان".
بحسب كتاب "أمل دنقل: شاعر على خطوط النار" للكاتب دوسرى أحمد، فإن أغلب أصدقاء أمل فى بدايته يؤرخون لتلك المرحلة على أنها مرحلة انضباط وتدين، حيث اشتهر بين زملائه بالتدين وحفظ القرآن على يد "سيدنا" كما كانوا يطلقون على "محفظ القرآن".
وأعجب به مدرسوه فى تلك الفترة لنبوغه وحفظه، ويقول زميل طفولته الشاعر مصطفى الضمرانى، "كان سيدنا" يجد فى "أمل" ما لا يجده فى أطفال القرية فهو ينطق حروف القرآن نطقا صحيحا وسليما كما يقولها "سيدنا" وكان إعجاب سيدنا لا يفوقه إعجاب، وكان نتيجة ذلك أن اكتسب سمعة طيبة بين أهل القرية من ناحية التدين والمواظبة على الصلاة فى مواعيدها والصوم فى رمضان وهو صغير، حتى كان أصغر إمام يصلى بالناس فى قنا.
لكن ذلك لم يدم طويلا، وكان ذك هو الهدوء الذى يسبق العاصفة، فقد انكب على مكتبة والده يلتهمها ويقرأ جل ما ضمته بين دفتيها من دواوين وكتب أدبية ودينية، وكان يلتقى فى الثانوية أصدقاء يحاولون كتابة الشعر ويسيطر عليهم هوس القراءة وتبادل الكتب من ضمنهم الدكتور سلامة آدم، وكان يصطحب معه كتبا مختلفة منها: الشوقيات، ديوان حافظ إبراهيم، نهج البلاغة للإمام على، رسائل بديع الزمان الهمذانى، ديوان الشريف الرضى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة