تتزايد معاناة الشعب الفنزويلى مع استمرار أزمتها الممتدة منذ أكثر من عامين والتى تسببت فى أزمة اقتصادية حادة، وغياب شبه تام للسلع الأساسية والأدوية والعلاجات اللازمة للعديد من الأمراض، مما أدى إلى انتشار الأمراض من الدفتريا والحصبة والملاريا والسل والعدوى بفيروس نقص المناعة البشرية فضلا عن مرض السرطان.
ونشرت منظمة الصحة للبلدان الأمريكية PAHO تقرير عن الوضع الصحى فى فنزويلا، تحذر فيه من أن البلد الكاريبى يواجه وضعا اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا أثر تأثيرا سلبيا على المؤشرات الاجتماعية والصحة.
الملاريا
ارتفعت حالات الإصابة بالملاريا فى فنزويلا بنسبة 198.74 ٪ بين عامى 2015 (136 ألف) و 2017 (406.289)، وترتبط هذه الزيادة بشكل أساسى بهجرة الأشخاص المصابين فى مناطق التعدين إلى مناطق أخرى من البلاد مع وجود نظم إيكولوجية عرضة لانتشار المرض ، فضلا عن ندرة الأدوية المضادة للملاريا أو تكاليفها التى لا يمكن تحملها.
الحصبة
انتشرت الحصبة فى 21 ولاية من أصل 24 ولاية فى البلاد، بين يوليو 2017 ويونيو 2018 ، تم تسجيل 2285 حالة مؤكدة ، وتم تسجيل 1558 منها عام 2018.
من بين العديد من العوامل التى تفسر انتشار الفيروس داخل وخارج البلاد هى: 1) عدم كفاية الكميات الكافية من التطعيمات 2) نظام مراقبة غير ملائم 3) التأخير فى تطبيق تدابير الرقابة 4) التعامل مع الحالات بشكل غير صحيح.
ووصلت الحصبة الفنزويلية إلى البرازيل وكولومبيا والإكوادور، وأعلنت البرازيل عن 114 حالة مؤكدة فى ولايتى أمازوناس ورورايما، كما تم الإبلاغ عن وفاة طفلين فنزويليين بسبب الحصبة فى بلدية بوا فيستا، ولا تزال 280 حالة مشتبهة قيد التحقيق.
الخناق
فى السنوات الأخيرة ، سجلت فنزويلا انتشارا هاما من الخناق، ومنذ عام 2016 إلى عام 2018 ، تم الإبلاغ عن 1716 حالة من حالات الخناق شملت 160 حالة وفاة.
فيروس نقص المناعة البشرية (الايدز)
ارتفع عدد حالات الإصابة الجديدة بفيروس HIV بنسبة 24٪ ، و15 من 25 دواء مضاد لذلك الفيروس استفذ منذ أكثر من 9 أشهر.
تظاهر المئات من المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" وذويهم، فى العاصمة الفنزويلية كاراكاس، احتجاجا على نقص الأدوية والمستلزمات الطبية فى المستشفيات.
وتجمع مئات الأشخاص المصابين بـ"الإيدز" أما مقر منظمة الصحة الأمريكية بالتزامن مع زيارة مدير المنظمة كاريسا إيتين، حاملين لافتات مناهضة للحكومة ووزارة الصحة بفنزويلا وسط أزمة اقتصادية وسياسية عميقة.
مرض السل
ارتفع عدد حالات السل بين 2014 (6.063) و 2016 (7.816 حالة). وفقا للتقارير الأولية لعام 2017 ، تم تسجيل 10.185 حالة. ومع ذلك ، فقد أثر النقص الأخير فى المواد المختبرية على القدرة التشخيصية لمرض السل.
السرطان
ارتفعت نسبة وفيات السرطان بنسبة 15%فى فنزويلا، ووفقا للبيانات فإن ما لا يقل عن 26510 فقدوا حياتهم منذ عام 2017 بسبب أنواع مختلفة من السرطان ، وهذا ينذر بموت 73 حالة وفاة فى اليوم أو 3 كل ساعة.
وخرجت الفنزويلية "إليزابيث سالازار" للتظاهر أمام وزارة الصحة ضد الحكومة والرئيس نيكولاس مادورو، بسبب عدم قدرتها على العلاج من سرطان الثدى بسبب نفص الأدوية.
وأظهرت سالازار ثديها أمام الكاميرات وانتشرت صورها على نطاق واسع بسبب مرضها بسرطان الثدى من نوع "النقيلى" حيث تعانى منه منذ 8 أشهر ولم تستطع أن تتلقى العلاج الكيميائى المطلوب بسبب نقص الأدوية فى فنزويلا.
مرض سوء التغذية للأطفال
16.2% من الأطفال يعانون من سوء التغذية فى فنزويلا بسبب الأزمة الاقتصادية الحادة التى ضربت البلاد، ووفقا للمنظمة غير الحكومية الفنزويلية للتربية فى مجال حقوق الإنسان (بروفيا) فإن عدد الحالات تتضاعفت خلال عام واحد، ففى آواخر عام 2016 كانت النسبة لا تتعدى الـ8%.
النظام الصحى
تكثفت الخسائر التدريجية فى القدرة التشغيلية للنظام الصحى الوطنى على مدى السنوات الخمس الماضية فى عام 2017، مما أثر على توفير الصحة المجانية وحرية الوصول إلى الأدوية، بالإضافة إل ذلك ، تحذر PAHO من أن العديد من المستشفيات تعمل فى ظروف بالغة الصعوبة.
طاقم الصحة
ويقدر الاتحاد الطبى الفنزويلى أن حوالى 22000 طبيب قد هاجروا إلى خارج البلاد. وقد أثرت هذه الهجرة فى الغالب على بعض التخصصات المحددة (حديثى الولادة ، التخدير ، العناية المركزة والرعاية الطارئة).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة