منذ انتهاء مباراة مصر وروسيا ولا يكف الناس عن الحديث عنها، تبحث الناس عن شماعة تعلق عليها إخفاق المنتخب، البعض يؤكد أن السبب هو إصابة محمد صلاح وعدم تعافيه بالشكل الكامل، وهو ما انعكس فى خسارة مباراة الأوروجواى التى أدى المنتخب فيها بشكل راق، لكنه فشل فى إحراز الأهداف أو تعويض الهدف الذى منيت به شباكه، كما ظهر فى مباراة روسيا التى منينا فيها بثلاثة أهداف متتابعة، كان أولها هدف أحمد فتحى فى شباك منتخب مصر، وهو هدف للأسف قلب موازين المباراة رأسا على عقب، فبعد أن كنا على وشك تحقيق الانتصار، أصبحنا نحلم بتحقيق التعادل، وهو أمر لم يتحقق حتى إطلاق صافرة النهاية.
منذ ذلك الحين كما قلت، ونحن نبحث عن شماعة نعلق عليها هزيمتنا، مرة نقول إن السبب هو وفود الفنانين والإعلاميين الذين لحقوا بالمنتخب من أجل مؤازرته وتشجيعه، ومرة نقول إن السبب هو الحكم الذى تجاهل احتساب ضربة جزاء مستحقة لمصر، ومرة نقول إن السبب هو العجز الخططى لهيكتور كوبر مدرب منتخب مصر، لكن الجميع يجمع على أن هدف أحمد فتحى فى مرماه هو السبب الأول للهزيمة، ولا أريد هنا أن أبرر هذا الخطأ أو أن أجعل من أحمد فتحى بطلا للمباراة، فهذا أمر مناف للعقل والمنطق، فقد أخطأ أحمد فتحى بلا شك، وتسبب فى الهدف الأول بلا شك، لكننا نتجاهل أن أى هدف فى أى مرمى يتحمل مسؤوليته الفريق كله، من أول خط الهجوم الذى لم يحتفظ بكرته، ثم خط الوسط الذى لم يوقف الهجمة، ثم خط الدفاع الذى فشل فى إبعاد الكرة عن المرمى، ثم حارس المرمى الذى فشل فى الحفاظ على نظافة شباكه.
تسبب فى الهدف الذى أحرزه أحمد فتحى فى نفسه لفيف من المدافعين الذين سمحوا للجناح الروسى رفع الكرة إلى المرمى، وتسبب فيه أيضا حارس المرمى محمد الشناوى الذى شتت الكرة، فى حين أنه من المفترض أن يلتقطها، ثم أخطأ الشناوى ثانية حينما شتت الكرة فى الناحية التى أتت منها الهجمة، وهو ما سمح بوجود العديد من المهاجمين الروس لمقابلتها بقذيفة سريعة «استقتل» أحمد فتحى فى إبعادها عن المرمى لكن التوفيق خانه فدخلت إلى الشباك.
أخطأ أحمد فتحى بالطبع، لكنه لا يستحق هذا الهجوم المبالغ فيه، هذا هو نفسه أحمد فتحى رجل المنتخب الأول، الذى صمد منتخبنا كثيرا بفضله، ولولا مجهوداته المخلصة فى الدفاع والهجوم هو وزملاؤه لما وصلنا إلى نهائيات كأس العالم من الأساس، فوارد فى كرة القدم أن يحرز مدافع هدفا فى مرماه، لكن الفرق الكبيرة الناضجة المحترفة تستطيع أن تعوض هذا الخطأ بهدف واثنين وثلاثة، وتستطيع أن تلم شتاتها فى دقائق معدودات وتقلب الهزيمة إلى انتصار، وهو أمر لم يتوفر فى منتخبنا للأسف، لأننا فى «سنة أولى كأس عالم» ليس أكثر ولا أقل، والآن علينا أن نختار بين أن نستمر فى جلد ذاتنا وتحطيم قوتنا الضاربة التى يعد أحمد فتحى أحد أهم عناصرها، وبين أن نرمم جراحنا ونجبر كسورنا ونستعد للمواجهات القادمة.