دندراوى الهوارى

إلى الإخوان واتحاد ملاك يناير.. مصر ليست «هاشتاج» أو بوست على «فيس بوك»..!!

الأحد، 24 يونيو 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ينزعج كثيرون من هاشتاج صار تريند على تويتر، أو تويتة ساخنة حازت على نصيب الأسد من الريتويت، أو بوست انتشر بكثافة على «فيس بوك»، وحصل على أعلى اللايكات، وهو انزعاج غير مبرر، وتأثيراته وبصماته لا تظهر إلا فى الخيال، وتبتعد كل البعد عن أرض الواقع!!
 
وهناك فارق شاسع بين الخيال وبين الواقع على الأرض، ونؤكد أن السوشيال ميديا، لم تؤثر سلبا أو إيجابا على أى استحقاق، بما فيها الاستحقاقات الانتخابية، منذ استفتاء الإعلان الدستورى 19 مارس 2011 وحتى الانتخابات الرئاسية 2018 علاوة على أن معادلة قوة الناشطين وتأثيرهم على مواقع التواصل الاجتماعى، «العالم الافتراضى» قد اختل ميزانها، ولم يعد هناك قوى تقليدية، من أعضاء اتحاد ملاك سرطان يناير 2011 أو جماعة الإخوان، مسيطرة، وإنما هناك ظهير للدولة سيطر رغم أنه يغرد بشكل منفرد، بعيدا عن التجييش أو ما يطلق عليه اللجان الإلكترونية!!
 
ونظرا للعزف المنفرد من معظم رواد مواقع التواصل الاجتماعى، فإن البعض ينزعج من فكرة صعود «تريند» ساخن، اعتقادا أن هذا التريند له صلة بالواقع، ودون أن يدرى، أن من السهولة بمكان أن تصنع عشرات الهاشتاجات يوميا، وتصعد تريندات، بسهولة ويسر وبعدد لا يتجاوز مئات من مشاركات الحسابات سواء داخل أو خارج مصر!!
 
الأخطر، أن الجماعات والتنظيمات الإرهابية، والحركات الفوضوية، بجانب أجهزة استخباراتية خارجية معادية، تدير بشكل مقنن عمليات الهاشتاجات والتريندات، بما يخدم أهدافها ومصالحها الشخصية، من خلال امتلاك مئات الحسابات الوهمية، أو ما يطلق عليها «الذباب الإلكترونى» لدعم هاشتاج ساذج هنا، أو دعوة مثيرة للفوضى هناك!!
 
وللأسف الشديد، تنساق بعض المنابر الإعلامية، وتحديدا الإعلام المرئى الفضائى، كالقطيع وراء الهاشتاجات والتويتات والبوستات، وتفتح ذراعيها لمناقشتها والترويج لها، دون إدراك من هؤلاء أن مواقع التواصل الاجتماعى خطر حقيقى عليهم بالدرجة الأولى، وخصم قوى من رصيدهم المهنى.
 
ورغم أن السوشيال ميديا، عالم وهمى، بعيد كل البعد عن الواقع على الأرض، فإن البعض يخشى ما تروجه، من تشكيك ونشر اليأس والإحباط، والدعوة لإثارة القلاقل والفوضى، دون إدراك أن هناك وعيا شعبيا كبيرا، وأن الشارع سبق نخبته بمراحل، ولديه قدرة على الفرز عظيمة الأثر، بجانب أن الدولة مؤسساتها راسخة رسوخ الجبال.
 
وإذا ألقيت بنظرك إلى خارج الحدود لتتعرف على طريقة التعامل مع السوشيال ميديا، فى الدول المختلفة، وتحديدا الدول المعادية لمصر، مثل إسرائيل وتركيا وقطر وأمريكا، فستجد الحسم والقوة، ففى إسرائيل كتابة أى شىء يتعلق بالجيش الإسرائيلى على سبيل المثال على الصفحات الخاصة على الفيس بوك أو تويتر يتطلب الحصول على تصريح وإذن مسبق، وهو ما أعلنته وزارة الأمن الداخلى الإسرائيلى صراحة، بل أكدت أن أجهزة الأمن تتابع كل شبكات التواصل الاجتماعى بل وتجمع معلومات شخصية عن النشطاء عن طريق صفحاتهم الخاصة بكل منهم على الفيس بوك، وتزرع رجال شرطة سريين داخل خيام الاعتصامات حال إقامتها، هذه طريقة إسرائيل الدولة الديمقراطية المهمة فى المنطقة، وكيف تحافظ على أمنها واستقرارها، بقوة القانون دون رعب وخوف.
 
أما فى تركيا، فحدث ولا حرج، فيكفى أن أردوغان ورفاقه اتخذوا قرارات بحظر مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و«تويتر»، وخرج الرئيس التركى رجب طيب أردوغان من قبل بتصريح يلخص المسألة برمتها، نصه: «الحرب على الإرهاب أهم من الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات العامة».
 
أما ما يحدث فى قطر، فلا يستطيع مواطن أن ينبس بشطر من كلمة «اعتراض» أو «نقد»، فمصيره إسقاط الجنسية وطرده من البلاد فورا، أو الاختفاء القسرى فى ظروف غامضة.
وفى مصر، نحن نشاهد منذ 25 يناير 2011 بشكل عام، ومنذ اندلاع ثورة 30 يونيو 2013، بشكل خاص، كما كبيرا من صفحات اللجان التابعة للجماعات والتنظيمات الإرهابية والحركات الفوضوية المحرضة على قتل وتنفيذ العمليات الإرهابية، ضد جنود وضباط الجيش والشرطة، وتغتال سمعة شرفاء الوطن، وتشوه صورة كل من يدعم بلاده ومؤسساته، بمصطلحات الفلول تارة، وعبيد البيادة تارة ثانية، والمطبلاتى تارة أخرى، والحكومة تحتفظ بالقوانين والتشريعات فى أدراج مكاتبها، دون تفعيل!!
 
يا سادة، مصر دولة كبيرة، متجذرة فى عمق التاريخ، لم ينل منها معتد مهما كانت قوته، لا غارات البدو الآسيويين ولا الفرس ولا الرومان ولا الصليبيين ولا التتار ولا العثمانيين ولا الفرنسيين ولا الإنجليز ولا الإسرائيليين، ولم ينل منها صواعق وأعاصير ثورات التقسيم والتدمير، وأحبطت مخططات، وتصدت لمؤامرات، ولم ينل منها غضب الطبيعة من زلازل وأعاصير وبراكين، فهل بعد كل ذلك ينال منها هاشتاج؟!
 
وأقول لأصحاب الهاشتاجات، كبيركم هاشتاج تدشنونه فى العالم الافتراضى، لتستمتعوا بقوتكم المنهارة، وتعوضوا تأثيركم المفقود، فى حين أن المصريين يستمتعون وهم يرون عجزكم، ولجوءكم للعيش فى الوهم والخيال، وخوض المعارك بهاشتاج!!
 
ولك الله ثم جيش قوى وشعب صبور يا مصر...!!









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة