فيديو وصور.. الآثار تعلن دخول "وكالة الجداوى" التاريخية بإسنا لعصر التطوير

الأحد، 24 يونيو 2018 09:22 ص
فيديو وصور.. الآثار تعلن دخول "وكالة الجداوى" التاريخية بإسنا لعصر التطوير وكالة الجداوى
الأقصر – أحمد مرعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الوزارة تبدأ بترميم الواجهة المكتوب عليها "نصر من الله وفتح قريب" والطابقين الأول والثانى لعودة تاريخ التجارة فى الصعيدواشتهرت بجلب "الصمغ العربى وريش النعام وسن الفيل والشيلان" من القوافل الإفريقية لبيعها بمصر

بداية جديدة من وزارة الآثار لحماية والحفاظ على التاريخ الإسلامى، أعلنتها مؤخراً بالبدء فى أعمال ترميم "وكالة الجداوى" بمدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، وذلك بالتعاون مع إحدى شركات إحياء التراث القديم وتنمية المجتمعات المتكاملة، حيث إن تلك الوكالة أنشأها حسن بك الجداوى عام 1712م، وقد كانت مملوكة لعلى بك الكبير، أحد أفراد حاشية محمد بك أبو الدهب، ومات بغزة مصابا بالطاعون عام 1215هـ/1800م، وكانت الوكالة مركزا تجارىا لتبادل المنتجات فى ذلك الوقت.

وكانت قد أصدرت وزارة الآثار بيان قال فيه الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، أن مشروع ترميم الوكالة يأتى فى إطار خطة القطاع للتعاون مع الجمعيات الممولة لمشروعات الترميم لإعادة تأهيل المنشآت الأثرية، تحت إشراف وزارة الآثار، مشيراً إلى أن الوكالة تعانى من سوء حالة الواجهة الرئيسية الخاصة بها، ومبانيها، وظهور التشققات فى بعض جدرانها، إضافة لحدوث هبوط أرضى بأماكن متفرقة بها، موضحاً أن أعمال ترميم الوكالة تتضمن الأعمال الإنشائية والمعمارية، وتجديد شبكة الصرف الصحى بها، وتغذيتها بالمياه، وأعمال الإضاءة والإنارة، إضافة إلى إعادة توظيفها بما يضمن بقائها عامرة بالأنشطة لخدمة البيئة المحيطة بها.

وفى هذا الصدد يقول أحمد حسن أمين كبير مفتشى آثار إسنا وأرمنت، أنه يعود تاريخ "وكالة الجداوى" فى مدينة إسنا للعصر المملوكى وأنشأت عام 1712م على يد حسن بك الجداوى أحد زعماء المماليك، وسميت بهذا الاسم لمالكها على بك الكبير الذى أطلق عليه لقب الجداوى لأنه كان يتولى إمارة جدة وتوفى عام 1800م، والوكالة كانت تعد مقر مميز فى مدينة إسنا مركز التبادل التجارى الكبير فى صعيد مصر، حيث كانت تمر بها القوافل التجارية والبضائع المختلفة القادمة من إفريقيا، حيث يوجد فى واجهتها "نص تأسيسى" يشرح تاريخها كواحدة من أهم الوكالات التجارية فى الصعيد والمسجلة ضمن الآثار الإسلامية، وكانت تستخدم لإقامة للتجار وبيع وشراء للسلع والحاصلات، وعرفت فيما بعد بالوكالة الإسلامية.

ويضيف أحمد حسن أمين كبير مفتشى آثار إسنا وأرمنت لـ"اليوم السابع"، أن مقر الوكالة يوجد بالقرب من معبد "خنوم" بوسط المدينة ومنذ عدة سنوات ومع تغير الزمن تعرضت لعدة آثار أضرت بهويتها وتاريخها القديم، وكانت مهددة بالإنهيار وسقوط بعض أعمدتها وجدرانها حيث أن الواجهة تعرضت للتشقق ووقع فيها هبوط أرضى فى عدة أماكن داخلها، وتضررت أرضية الوكالة كثيراً خلال مشروعات سحب المياة الجوفية من معبد إسنا، فقررت الوزارة العمل على تطويرها وإعادتها للحياة مجدداً لتدخل قائمة المزارات التاريخية والسياحية القديمة بمصر.

ويؤكد أحمد حسن أمين كبير مفتشى آثار إسنا و أرمنت، أن "وكالة الجداوي" لها موقع مميزة بوسط المدينة حيث أنها تطل على المعبد وترتفع واجهتها 8 أمتار، ويوجد فى تلك الواجهة ما يسمى بـ"نص تأسيسي" مكتوب عليها تاريخ الوكالة وكذلك نقوش مميزة وكتابات لسورة الإخلاص و"نصر من الله وفتح قريب" وكذلك "وبشر المؤمنين يا محمد"، وفى الداخل يوجد بالوكالة طابقين فى كل طابق غرف مخازن وغرف للعمال والمغتربين الذين كانوا يعملون فيها من قبل، وبعض المحلات التجارية التى كانت تتبادل البيع والشراء، والمحلات جميعها مفتوحة على طرقة أو ممر داخلى ليسهل حركة البائعين والمشترين وعرض المنتجات وغيرها، وتضم بهو مسقوط على شكل طبق مغطى، ويوجد فى المنتصف فناء كبير تدور حوله المحلات فى شكل وطراز معمارى مميز.

فيما صرح عبد الهادى محمد محمود مدير منطقة آثار إسنا وأرمنت، أن وكالة الجداوى، أو الوكالة الإسلامية، كانت عبارة عن محطة للقوافل التجارية السودانية، حيث إن التبادل التجارى بإسنا بين مصر والسودان كان عميقة لإتصالها بدرب الأربعين الذى يصل من دارفور وأسيوط، حيث كانت مصر تستورد من السودان "أعشاب طبية وجمال وخيول وحمير، وسن الفيل".

وأضاف مدير منطقة آثار إسنا وأرمنت لـ"اليوم السابع"، أن الوزارة قامت بعمل دراسة معمارية أثرية وترميم دقيق للوكالة، بلغت تكلفتها حوالى 8 ملايين جنيه، حيث قاموا بعمل صلب لواجهتها المعمارية الأثرية، وهى الوكالة التاريخية التى كانت تشهد التبادل التجارى لكون السودان كانت تستورد من مصر عدة منتجات مختلفة، منها "الفركة - السكر – الشاى"، وكانوا يفضلوا "السكر الجماع" وكانوا يقومون بتكسيره إلى قطع صغيرة، بالإضافة إلى الزيوت، وكان الطابق العلوى داخل الوكالة عبارة عن فندق للتجار والدور الأرضى كانت توضع داخله الدواب الخاصة بهم.

 

ويشرح الطيب ماهر أبورجيلة كبير مفتشى إسنا وأرمنت، تاريخ "وكالة الجداوى" التى قام ببنائها حسن بك الجداوى الذى كان مملوكا لعلى بك وهو احد أفراد حاشية محمد بك أبو الذهب ولأنه كان يتولى إدارة جدة أطلق عليه لقب "الجداوى"، وكانت تلك الوكالة مركز ضخم للبيع والشراء حيث كانت إسنا تشتهر فى ذلك الوقت بكونها مركزا للتبادل التجارى فى صعيد مصر، حيث مرور القوافل التجارية بها محملة بالبضائع وأهمها "الصمغ العربى - ريش النعام - سن الفيل - المصنوعات الخفيفة المصنوعة من سعف النخيل المصبوغ بألوان متعددة والأقمشة القطنية الناعمة والشيلان".

ويؤكد كبير مفتشى إسنا وأرمنت لـ"اليوم السابع"، أن الوكالة كانت قد خضعت لعملية ترميم عام 1990 ولكنها واجهت الخطر مجدداً حيث تعانى من سوء حال واجهتها الرئيسية ومبانيها وتشقق بعض جدرانها، بالإضافة لحدوث هبوط أرضى بأماكن متفرقة بالوكالة، فقررت الوزارة تأمين الواجهة بالصلب والخشب لحين البدء فى ترميمها خلال الفترة المقبلة.

وكانت قد شهدت الوكالة زيارة لوفد من المعونة الأمريكية، حيث ضم الوفد مجموعة من ممثلى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بمصر، مشروع "إعادة اكتشاف الأصول التراثية الثقافية لمدينة إسنا"، وذلك دعمًا لجهود كل من محافظة الأقصر ووزارة الآثار، لإحياء تراث المدينة والمحافظة عليه، حيث تنفذ المشروع شركة "تكوين لتنمية المجتمعات المتكاملة"، بشراكة مع “CID Consulting” كشريك فرعى، وذلك فى إطار الاتفاقية المشتركة بين حكومتى مصر والولايات المتحدة الأمريكية بشأن الاستثمار المستدام فى السياحة بمصر، والتى تتم بالتعاون بين وزارات الآثار والتعاون الدولى، والسياحة، بالإضافة إلى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، حيث تهدف الاتفاقية إلى زيادة تنافسية قطاع السياحة، من خلال تطوير مواقع التراث الثقافى فى مصر.

فيما أكد محمد بدر محافظ الأقصر على أهمية المحافظة على تراث المحافظة والسعى نحو حمايته من الاندثار، مؤكدا أن الأقصر تذخر بالعديد من المواقع الأثرية الهامة التى لا توجد فى أى مكان آخر، وذلك فى لقاء عقده مع المهندس كريم ابراهيم مدير مشروع إعادة اكتشاف الأصول التراثية الثقافية لمدينة إسنـا حيث تم مناقشة التطورات الخاصة بأنشطة المشروع، واستعرض المهندس كريم إبراهيم مدير مشروع إعادة اكتشاف الأصول التراثية الثقافية لمدينة إسنـا، كافة تفاصيل المشروع وأهدافه المختلفة والجهات المشاركة، حيث يقوم بتنفيذ المشروع كلا من شركة " تكوين لتنمية المجتمعات المتكاملة " (الشريك المنفذ للمشروع) و(cid consulting شريك فرعى)، وذلك فى اطار الاتفاقية المشتركة بين حكومتى مصر وأمريكا بشان الاستثمار المستدام فى السياحة بمصر والتى تتم بالتعاون بين وزارات الآثار والتعاون الدولى والسياحة، بالإضافة إلى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية حيث تهدف الاتفاقية إلى زيادة تنافسية قطاع السياحة من خلال تطوير مواقع التراث الثقافى فى مصر.

وأضاف المهندس كريم إبراهيم خلال لقاء المحافظ، أن المشروع يهدف إلى تطبيق وترويج مفهوم بديل للتنمية السياحية لمنطقة المركز التاريخى لمدينة إسنا يقوم على ترويج السياحة الثقافية المسئولة بالمكان، وتحقيق توزان بين الحفاظ على التراث ومتطلبات السياحة واحتياجات التنمية المحلية، وتحسين العوائد الاقتصادية واستغلال الطاقات الكامنة للاصول الثقافية المتنوعة بقلب مدينة اسنا، ولتمهيد الطريق أمام عملية مستدامة لإعادة أحياء المنطقة، موضحاً أنه يتم السعى لتحقيق اهداف المشروع من خلال تبنى معايير عالمية للحفاظ على التراث عن طريق ترميم وكالة الجداوى الأثرية، وتجديد واجهات مجموعة من المبانى ذات القيمة المعمارية بمدينة اسنا، وإعداد مشروع لتطوير منطقة السوق والتنمية المبدئية للمسار السياحى المار بالمدينة.

فيما اشار محافظ الأقصر إلى أهمية استغلال المواقع التراثية والحفاظ على طابعها المعمارى لافتا إلى تقديم المحافظة لكافة التسهيلات فى سبيل تنفيذ المشروع الذى سيعمل على أحياء المنطقة سياحيا بما يعود بالنفع على المواطنين بمدينة إسنا.

 

 وزارة الآثار تعلن دخول "وكالة الجداوى" التاريخية بمدينة إسنا لعصر التطوير والعودة للحياة
وزارة الآثار تعلن دخول "وكالة الجداوى" التاريخية بمدينة إسنا لعصر التطوير والعودة للحياة

 

 الوكالة أنشأت فى 1712م فى عهد دولة المماليك وكان مقر تجارى مميز بالصعيد
الوكالة أنشأت فى 1712م فى عهد دولة المماليك وكان مقر تجارى مميز بالصعيد

 

 وكالة الجداوى مقر التبادل التجارى بعهد الملكية فى مدينة إسنا بالأقصر
وكالة الجداوى مقر التبادل التجارى بعهد الملكية فى مدينة إسنا بالأقصر

 

 واجهة وكالة الجداوى المميزة تاريخ من التجارة فى جنوب الصعيد
واجهة وكالة الجداوى المميزة تاريخ من التجارة فى جنوب الصعيد

 

  زيارة وفد المعونة الأمريكية للوكالة لبحث تطويرها
زيارة وفد المعونة الأمريكية للوكالة لبحث تطويرها

 

 قيادات المعونة الأمريكية قبل دخولها التطوير
قيادات المعونة الأمريكية قبل دخولها التطوير

 

 قيادات إثار آسنا وأرمنت خلال شرح تطوير الوكالة للوفد الأمريكى
قيادات إثار آسنا وأرمنت خلال شرح تطوير الوكالة للوفد الأمريكى

 

 قيادات المعونة الأمريكية خلال جولته داخل وكالة الجداوى
قيادات المعونة الأمريكية خلال جولته داخل وكالة الجداوى

 

شاهد من داخل مقر وكالة الجداوى التاريخية بإسنا
شاهد من داخل مقر وكالة الجداوى التاريخية بإسنا

 

حوانيت وكالة الجداوى التى كان تشهد البيع والشراء للمنتجات بالأقصر
حوانيت وكالة الجداوى التى كان تشهد البيع والشراء للمنتجات بالأقصر

 

الطابق الثانى بالوكالة كان به غرف فندقية لكبار التجار
الطابق الثانى بالوكالة كان به غرف فندقية لكبار التجار

 

محلات داخل الوكالة للبيع والشراء فى عام 1712م بالأقصر
محلات داخل الوكالة للبيع والشراء فى عام 1712م بالأقصر

 

  مطالع الطابق الثانى بوكالة الجداوى بمدينة إسنا
مطالع الطابق الثانى بوكالة الجداوى بمدينة إسنا

 

  طراز معمارى مميز داخل مقر وكالة الجداوى باقى منذ مئات السنين
طراز معمارى مميز داخل مقر وكالة الجداوى باقى منذ مئات السنين

 

  مشهد قديم للوكالة ففى العصور السابقة
مشهد قديم للوكالة ففى العصور السابقة

 

  وكالة الجداوى كانت مركز تبادل تجارى مميز للمصريين وباقى دول العالم
وكالة الجداوى كانت مركز تبادل تجارى مميز للمصريين وباقى دول العالم

 

  غرف وحوانيت الوكالة مازالت راسخة منذ مئات السنين
غرف وحوانيت الوكالة مازالت راسخة منذ مئات السنين

 

 زيارة الوفد الأمريكى لوكالة الجداوى باسنا
زيارة الوفد الأمريكى لوكالة الجداوى باسنا

 

 جانب من جولة بحث تطوير الوكالة للوفد الأمريكى
جانب من جولة بحث تطوير الوكالة للوفد الأمريكى

 

   أعمدة وجدران وكالة الجداوى التاريخية
أعمدة وجدران وكالة الجداوى التاريخية

 

    جانب من تثبيت واجهة الوكالة قبل ترميمها
جانب من تثبيت واجهة الوكالة قبل ترميمها

 

  الطابق الثانى من الوكالة كان يستخدم فندق وغرف للتجار
الطابق الثانى من الوكالة كان يستخدم فندق وغرف للتجار

 

 واجهة وكالة الجداوى التاريخية بإسنا
واجهة وكالة الجداوى التاريخية بإسنا

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة