سليمان شفيق

لقاء ترامب - بوتين المرتقب ومخاوف تقسيم سوريا

الأحد، 24 يونيو 2018 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وكالة «تاس» الروسية أعلنت الأسبوع الماضى أن هناك إمكانية لعقد قمة بين بوتين وترامب فى يوليو المقبل، وكان ترامب قد قال من قبل فى لقاءات صحفية: «نحن ننظر فى هذه الإمكانية، مثلما فى إمكانية لقاءات مع زعماء آخرين حول العالم».
 
كانت وكالة «بلومبرج» قد نقلت عن مصادر مطلعة أمريكية فى وقت سابق أن اللقاء بين بوتين وترامب قد يعقد فى يوليو المقبل.
وفى أعقاب الاتصال بين ترامب وبوتين فى 20 مارس الماضى، أوعز الرئيسان للأجهزة المعنية فى البلدين بدراسة مسألة التحضير لهذا اللقاء، كما أعلن ممثل مجلس الأمن القومى، جاريت ماركيس، أن مستشار الأمن القومى الأمريكى، جون بولتون، سيزور موسكو هذا الأسبوع، ويناقش تنظيم القمة الأمريكية الروسية.
 
من المعروف أن بوتين وترامب كانا قد تقابلا مرتين فى قمة مجموعة العشرين بمدينة هامبورج، فى يوليو 2017، وفى مدينة دانانج الفيتنامية على هامش لقاءات منظمة آسيا - المحيط الهادئ فى نوفمبر من 2017 أيضًا.
 
توقع صحفيون روس أن تكون سوريا الموضوع الأهم والرئيسى فى القمة المرتقبة، وكشف السفير جون هانتسمان، سفير الولايات المتحدة الأمريكية فى روسيا، أن البيت الأبيض لا يزال يتطلع إلى عقد اللقاء بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب لمناقشة عدة موضوعات.
 
ووفق صحيفة «نيزافيسميا جازيتا» الروسية، فإن هناك اتصالات كثيفة تجرى من قبل اللقاء، فيما يخص الشأن السورى، بين الولايات المتحدة وروسيا، وهناك تقارب بينهما، مشيرة إلى ضرورة الحفاظ على منطقة خفض التوتر فى جنوب سوريا، وكان قد تم إعلان اتفاق إقامة منطقة خفض التصعيد فى جنوب سوريا بعد لقاء بوتين وترامب فى فيتنام فى نوفمبر 2017، خاصة أن ثمة خطورة الآن فى أن تواصل إسرائيل ضرباتها على مواقع قوات موالية لدمشق فى هذه المنطقة، مهددة بالتالى استمرار منطقة خفض التصعيد فى جنوب سوريا.
 
ومن أجل الحفاظ على منطقة خفض التصعيد فى جنوب سوريا يتطلب الأمر أيضًا خروج القوات الأخرى التى تساعد الجيش العربى السورى وقوات المعارضة السورية من هذه المنطقة.
 
وكشف المنسق العسكرى فى الجبهة الجنوبية السورية المعارضة، أبوتوفيق الديرى، أن من بين الملفات التى سيتم بحثها فى الاجتماع المنتظر بين روسيا والولايات المتحدة والأردن تثبيت وقف إطلاق النار، وضمان عدم قيام عمليات عسكرية، وتعاون الجنوب فى مسألة الحل السياسى، وأكد أن معبر نصيب لن يطرح على طاولة البحث فى هذا الاجتماع.
 
وحول دور المعارضة المسلحة فى الجنوب السورى، أكد المراقبون أنه سيتم بحث أن يكون الجنوب متعاونًا فى مسألة الحل السياسى الشامل لسوريا، فقط لا غير ولا توجد ملفات أخرى.
 
كان وزير الخارجية السورى، وليد المعلم، قد نوه بأن ما يطرح بشأن الجنوب السورى غير دقيق الآن، وأضاف المعلم: «لا تصدقوا أى تصريحات بشأن الجنوب ما لم تنسحب الولايات المتحدة من التنف، فهذه أرض سورية والسيادة السورية عليها ليست موضع شك»، وأكمل: «عندما تنسحب الولايات المتحدة من التنف، ويجب عليها أن تنسحب من التنف، نقول إن هناك اتفاقًا حول الجنوب»، وانتهى بالقول: «نحن عملًا بتوجيه من الرئيس بشار الأسد لتحرير كل الأراضى السورية من الإرهاب أو الوجود الأجنبى لم ننخرط حتى الآن فى أى مفاوضات تتعلق بالجنوب، والمؤشر لأى اتفاق هو انسحاب أمريكا من التنف»، وأكد المعلم أن «أى اتفاق أمريكى تركى أو أمريكى فرنسى هو اتفاق مدان، وعدوان على الأراضى السورية».
 
من المعروف أن الولايات المتحدة والغرب يسعيان لتقسيم سوريا، وإعطاء كل من تركيا وإسرائيل شريطًا حدوديًا لكل منهما، وإعطاء منطقة حكم ذاتى فى الجنوب للمعارضة السورية، ولذلك تحاول الآن القوات السورية الرسمية استعادة الجنوب أو أجزاء منه قبل لقاء القمة الأمريكى الروسى المحتمل.
 
يقول الخبير العسكرى السورى، العميد هيثم حسون: هناك قرار حاسم من الدولة السورية والحلفاء بأن تكون هذه المنطقة بيد الدولة السورية فقط، ولا توجد أى قوات أخرى على الحدود السورية الأردنية أو مع الجولان المحتل، والدولة السورية منحت الوقت الكافى للجهود التى بذلها مركز حميميم للمصالحة، وللاشتراك مع لجان المصالحة المحلية والمركزية، لكن يبدو أن هذا الأمر لن يصل إلى نتيجة بالوجود الأمريكى والإسرائيلى والأردنى، لذلك بدأنا نصل إلى الاصطدام بجدار، سنضطر لاستخدام المسار العسكرى الذى بدأته عمليًا القوات المسلحة من خلال تقسيم الجبهة الجنوبية إلى ثلاث مناطق أساسية، وقد بدأت الأعمال القتالية منذ فترة، وبدأت التقدم على محاور مهمة فى الجنوب السورى، للبدء بعملية الهجوم شرق درعا، والجيش السورى يقوم بعمليات استطلاع على محور آخر، هو محور مدينة درعا ومحيطها، للحصول على المعلومات والإحداثيات، ومن ثم تطويق وقطع طرق الإمداد للمجموعات الإرهابية، وأيضا على المحور الشمالى أو ما يسمى بمنطقة الموت بين محافظات درعا والسويداء وريف دمشق، وقد استكمل الجيش السورى عملية الحشد من أجل بدء العملية العسكرية الكبرى.
 
ترى هل ينتهى الجيش العربى السورى من تحرير الجنوب قبل القمة؟ أم سيخضع الأمر للمفاوضات بين ترامب وبوتين؟






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة