انتهاك جديد، وربما ليس الأخير، ترتكبه الحكومة التركية بحق الأراضى العربية، حيث أعلن رئيس الوزراء التركى بن على يلدريم، قبل أيام، أن قوات تركيا توغلت 30 كيلو متر شمال العراق، بينما عاد ليؤكد، استمرار قواته فى التقدم، نحو جبل "قنديل"، لملاحقة الأكراد، وهو ما يعد بمثابة احتلال تركى جديد للأراضى العربية، ليضاف لقائمة الانتهاكات التى يمارسها نظام أردوغان بحق الدول العربية.
ويبدو أن اعتماد أنقرة على الوجود العسكرى فى عدد من الدول العربية، هو بمثابة نهج جديد تسعى حكومة أردوغان إلى انتهاجه فى المرحلة الحالية لفرض نفوذها ليس فقط للمشاركة فى تشكيل مستقبل المنطقة، ولكن ربما سعيا لمزيد من الهيمنة فى سبيل تحقيق حلم الخلافة العثمانية الذى يداعب خيال السلطان المزعوم منذ وصوله إلى رأس السلطة فى بلاد الأناضول فى عام 2003.
الأكراد.. ذريعة أردوغان لاحتلال العراق
ولعل السبب الذى تتذرع به أنقرة، لتبرير انتهاكها للأراضى العراقية، هو القضاء على حزب العمال الكردستانى، والذى تضعه تركيا فى قائمة التنظيمات الإرهابية لديها، إلا أنها فى الواقع انتهكت سيادة العراق، والذى أكد مرارا وتكرارا رفضه الكامل للوجود العسكرى التركى على أراضيه.
ولا تقتصر خطورة الدور العسكرى التركى فى الأراضى العراقية على فكرة انتهاك السيادة العراقية، ولكنه فى الواقع بمثابة مخاطرة كبيرة قد تؤدى إلى إحياء ميليشيات داعش، وتقويض حالة الاستقرار النسبى الذى تشهده المدن العراقية منذ نجاح الجيش العراقى فى تحرير أراضى بلاده من الميليشيات المتطرفة.
الجيش التركى
عفرين.. أنقرة تمهد الطريق لعودة "داعش"
وتجدر الإشارة إلى أن ذريعة حزب العمال الكردستانى، والتى تستخدمها أنقرة حاليا فى العراق ليست جديدة تماما، حيث سبق وأن استخدمها نظام أردوغان لاحتلال مدينة عفرين السورية، حيث هاجمت القوات التركية وحدات حماية الشعب الكردية، فى تحد صارخ للمجتمع الدولى، وذلك بالرغم من الدور الكبير الذى لعبته تلك الميليشيات فى دحض "داعش" فى العديد من المدن السورية.
وعلى عكس ما لعبته الجماعات المسلحة السورية فى القضاء على التنظيم المتطرف، فإن التواجد التركى فى الشمال السورى يمهد بصورة كبيرة إلى عودة الخلايا الباقية لتنظيم داعش الإرهابى للحياة من جديد، وهو ما يمثل تهديدا ليس فقط للمدن السورية التى تم تحريرها من براثن التنظيم المتطرف، ولكن أيضا، للعراق، فى ظل اقتراب مدينة عفرين من الحدود بين سوريا والعراق.
وحدات حماية الشعب الكردية
قطر.. خيانة "الحمدين" تضع تركيا فى الخليج
ولم يقتصر التواجد العسكرى التركى على مناطق الصراع، بينما امتد إلى قطر، حيث استغل نظام أردوغان خيانة تنظيم "الحمدين" الحاكم فى الإمارة الخليجية، ليجد لنفسة موطئ قدم فى منطقة الخليج بحجة حماية إمارة قطر عسكريًا من احتمالات قيام دول عربية أخرى باحتلالها، وهو الأمر الذى نفته الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب مرارا وتكرارا.
وحاولت تركيا، منذ بداية المقاطعة تأجيج الخلافات بين الدول العربية، من خلال الادعاء بأن تركيا قدمت الحماية لأمير قطر من محاولة عربية بالانقلاب عليه، وهو الأمر الذى نفته سفارة الدوحة فى أنقرة، فى بيان رسمى، لتكشف كذب أردوغان وحكومته.
وكانت مجلة "جرتشك حياة"، نشرت تقريراً فى الخامس والعشرين من ديسمبر الماضى، قالت فيه إن القوات التركية منعت انقلاباً سعودياً إماراتياً عبر تأمينها مقر الشيخ تميم بن حمد آل ثانى، فى أول ليلة للأزمة، التى اندلعت فى الخامس من يونيو الماضى، إلا أن السفارة القطرية فى أنقرة نفت تمامًا ذلك التقارير، مؤكدة أنها "تضمّنت ادعاءات عارية تماماً من الصحة"، مؤكدة أن قطر لم تطلب قوات تركية لحماية مقر أميرها.
تركيا تواجدت عسكريا فى قطر بعد الأزمة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة