قبل 23 عامًا، من الآن، لعبت قطر دورا قذرًا فى تهديد أمن واستقرار الدول المجاورة، إما عسكريًا بدعم الدول الغربية فى غزو العراق أو أفغانستان تارة، ومن خلال قناة الجزيرة لتكون بوقا إعلاميا للأصوات الغربية والصهيونية والمعارضة لأنظمة الحكم المستقرة فى ذلك الوقت، تارة أخرى.
وتعد قطر إمارة صغيرة لا يتجاوز مساحتها 11 ألف كيلو متر مربع، ولكنها كانت رأس حربة فى أيدى القوى المعادية للمنطقة العربية وأنظمة الحكم العربية، استقلت عن الحماية البريطانية عام 71 على إثر انسحاب القوات البريطانية وأعلنت دولة قطر فى 3 نوفمبر بالعام 1971.
قطر ومنذ نشأتها قبل 47 عاما، وحتى اليوم شهدت 6 انقلاب عسكرية جاءت بحكام انقلبوا على آبائهم أو أولاد عمومتهم، أى أنها قامت على "الانقلابات العائلية"، فالشيخ خليفة بن حمد جاء بانقلاب على ابن عمه، الشيخ أحمد بن على الثانى، وتولى الحكم بعد الانقلاب على أبناء عمومته، وما لبث أن عين ابنه الأكبر الشيخ حمد والذى عرف بأنه أقل أبنائه انتظاما فى الدراسة والقدرة على اجتياز المراحل التعليمية، فابتعث إلى الكلية العسكرية فى بريطانيا وفشل فى اجتياز اختباراتها وأعيد إلى قطر بعد 9 أشهر، ولكنه أعيد بدرجة "جنرال" ثم عين وليا للعهد.
يقول الدكتور سامى الشريف أستاذ الإعلام، فى تصريحات تليفزيونية، إن الشيخ "حمد" تزوج 3 زيجات، كانت الزوجة الثانية، الشيخة موزة المسند، وجاء زواجه منها لاقامة علاقات وطيدة مع عائلتها التى كانت تعارض نظام حكم الشيخ خليفة، وأراد توطيد علاقاته معهم، فزوج ابنه من العائلة، لكن السيدة كانت تتمتع بنفوذ كبير داخل عائلتها لم ترضى بدور زوجة ولى العهد فأوعزت إلى زوجها ولى العهد بانقلاب على والده بمساعدة وزير الخارجية الشيخ حمد جاسم آل ثانى، والمخطط الرئيسى لانقلاب حمد على والده.
وأضاف، ودع حمد والده فى المطار قبل سفر الأخير إلى الخارج، وفى اليوم التالى شهدت البلاد "انقلابا ناعمًا"، بعد تنصيب حمد نفسه أميرا للبلاد، ولكن بعد فترة ليست بكبيرة، شهدت قطر محاولة انقلابية أخرى كانت هذه المرة على يد فهد ابن حمد حيث أراد أن يعيد سمعة جده ولكن تم إلقاء القبض عليه ومجموعة كبيرة من الضباط بالجيش القطرى والذين اتهموا بمساندة المحاولة الانقلابية.
وتابع بقوله، "الدويلة" قامت على انقلابات عسكرية طمعا فى الحكم، مشيرا إلى أن هناك أسبابًا أدت إلى الصراع على هذه الدويلة الصغيرة، حيث تمتلك أكبر احتياطى للغاز الطبيعى فى العالم، فضلا عن القاعدة العسكرية الأمريكية الكبرى فى "العديد"، والتى تستخدم كرأس حربة لتنفيذ أغراض القوى العظمى فى المنطقة.
وقال، من أجل دعم نفوذه السياسى، أنشأ حمد بن خليفة قناة الجزيرة لتكون رأس حربا إعلامية فى صراع فى الدول المجاورة، وفى البداية استبشر بها العرب ولكن الممارسة الواقعية أثبتت أنها اتنتهج الهجوم على أنظمة الحكم على الدول المجاورة، فعمدت هذه الدول على إغلاق مكاتبها، بسبب إثارتها أزمات سياسية.
وأشار إلى أن الجزيرة كانت أول قناة عربية تستضيف خبراء عسكريين إسرائيليين لتفنيد وجهات النظر الفلسطينية والعربية فى الصراع العربى – الإسرائيلى، ولم يكن ذلك مألوفا من قبل، أى أنها فتحت المجال أمام الصوت الصهيونى ليدافع عن مواقف إسرائيل من الصراع العربى الإسرائيلى وكان هذا غريبا على المشاهد العربى، وانتهجت ايضا التدخل فى الشؤون الداخلية للدول المجاورة مما عكر صفو العلاقات بينها وبين الدول العربية الاخرى.
وأوضح أن القناة ومنذ نشأتها كان لها هدفًا وحيدًا وهو تفتيت الوحدة العربية والتدخل فى شؤون الدول المجاورة، ودعم إسرائيل ووجهة النظر الغربية، حيث شنت قناة الجزيرة هجوما على نظام الحكم المصرى إبان 2003، وكان ذلك أحد الاسباب لسماح الحكومة للقطاع الخاص بإنشاء قنوات خاصة للرد على قناة الجزيرة.
اتضح كل ذلك بعد ما سمى بثورات الربيع العربى، يقول الدكتور سامى الشريف عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة، حينما دعمت قطر بأموالها وتدخلها المعارضون لانظمة الحكم فى مصر وتونس وليبيا واليمن وغيرها من الدول العربية وفتحت نيران الهجوم على انظمة الحكم العربية المستقرة فى ذلك الوقت عبر قناة الجزيرة، وفتحت أجوائها لشن الحرب على العراق حيث انطلقت الهجمات الأمريكية على بغداد من قاعدة "العديد" بالأراضى القطرية.
واتهم القناة بإثارة الفتن بين الطوائف والعرقيات المختلفة فى المنطقة العربية مثل البحرين ولبنان ومصر، وذلك عندما ركزت هذه القناة على نشر أخبار متناثرة حول بعض الاعمال الطائفية العادية التى تحدث فى كل بلدان العالم، ولكن قناة الجزيرة كانت تضخم منها وتصورها على انها اعمال متعمدة ويومية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة