فى كتاب "العالم كما أراه" ترجمة فاروق الحميد، والصادر عن دار التكوين، مجموعة مهمة من أفكار واحد من أشهر علماء القرن العشرين، هو ألبرت أينشتاين.
والكتاب ليس مجموعة للمقالات والخطب، والتصريحات التى نشرها "ألبرت أينشتاين" بل هو بالأحرى نخبة منتقاة، تحتوى هذه المقالات المنتقاة ، مقالة (عالمية العلم) ويرجع تاريخها إلى عام 1922، بينما خطابه حول "مبادئ البحث" فكان عام 1923، فى حين أن رسالة إلى عربى فتاريخها يعود إلى 1930.
وسنتوقف هنا عند رأى أينشتاين فى حل الأزمة الفلسطينة، منذ زمن الانتداب البريطانى:
رسالة إلى عربى
15 مارس 1934
سعدت كثيرا بقراءة رسالتك التى تثبت لى فى الواقع أنه هناك إرادة طيبة لديكم من أجل حل المشاكل العالقة بكل شرف لشعبينا.
أعتقد أن هذه المشاكل ذات جذور سيكولوجية أكثر منها موضوعية، وأنه بالإمكان حلها إذا ما توفرت الإرادة من قبل الطرفين لهذا.
وضعنا الحالى غير مؤات، لأن اليهود والعرب فى مواجهة بعضهم البعض أمام قوة الانتداب طرفى صراع، هذه الحالة ليست مشرفة لبلدينا، ولا يمكن أن تتغير إلا إذا وجدنا طريقا يجمع بيننا نحن الاثنين.
حين أقول لك الآن كيف أنظر إلى حل لهذه الحالة المزعجة للأشياء، أضيف بأن هذه رؤيتى الخاصة التى لم أناقشها مع أحد.
أكتب لك هذه الرسالة باللغة الألمانية، لأننى لست فى وضع يؤهلنى للكتابة بالإنجليزية، وأريد أن أتحمل وحدى المسئولية، أنت لديك حتما إمكانية ترجمة هذه الرسالة عن طريق أحد اليهود الذين يشاركوننا هذا التقارب المشترك.
تشكل وجهة نظرى فى "نصيحة خاصة" يرسل فيها اليهود والعرب كل منهم أربعة ممثلين عنهم، لا يكونون مرتبطين بأية منظمة سياسية، يتشكلون كالآتى:
طبيب تسميه نقابة الأطباء
قانوني تسمية دائرة القضاء.
ممثل عن العمال من قبل نقابة العمال
مثقف يرشحه المثقفون
هؤلاء الثمانية الأعضاء يجتمعون مرة فى الأسبوع، ويلتزمون خدمة مصالح مهنهم أو أوطانهم، ولكنهم يستخدمون كل معارفهم وقنتاعاتهم من أجل ازدهار كل الشعب فى البلاد.
على نقاشات هذه الجمعية أن تظل سرية تماما، دون كتابة أة تقارير ولوكانت خاصة.
اذا اتفق ثلاثة أعضاء على الأقل من كل طرف حول مسألة ما، ينشر القرار إذا، ولكن باسم الجمعية كلها، إذا كان أحد الأعضاء ضد هذا لقرار يمكن أن يغادر الجمعية دون أن يفشى أسرارها، إذا كانت إحدى الجمعيات الآنفة الذكر، والمنتخبة من قبل أعضائها غير راضية عن حل هذه اللجنة يمكن أن تستبدل ممثليها بآخرين غيرهم.
ومع أن هذه اللجنة سرية لا تملك صلاحيات محددة فإن الأشخاص يمهدون تدريجيا الطريق للسير نحو الحلول، ويمكن لهذه اللجنة أن تمثل المصالح المشتركة للبلاد أمام قوة الانتداب، متجاوزة بذلك السياسة الضيقة الخبيثة يوما بعد يوم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة