عقد ضمن اجتماع لجنة التراث العالمى الـ42، والذى يقام فى قرية اليونيسكو، فى البحرين، ندوة حول تراث الماء ومناظر الواحات الطبيعية، وذلك مساء اليوم الثلاثاء، نظمها المركز الإقليمى العربى للتراث العالمى، وبالتعاون مع مركز أبحاث المعرفة التقليدية فى إيطاليا IPOGEA.
وأكدت سوزان دينير من المجلس الدولى للمعالم والمواقع (ICOMOS) أن هناك تنوعاً كبيراً لأنظمة إدارة المياه فى منطقة الوطن العربى، مشيرة حسبما ذكرت هيئة البحرين للثقافة والآثار، فى بيان صحفى لها اليوم، إلى أنها مرتبطة بالتقاليد الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات المتواجدة فى المنطقة.
تراث الماء والواحات الطبيعية ضمن فعاليات اجتماع لجنة التراث العالمى الـ 42 (1)
وأشارت سوزان دينير إلى أن أنظمة إدارة المياه التقليدية تتوزع على مختلف أرجاء البلدان العربية كمصر، المغرب، العراق وبلدان الخليج العربى وسوريا والأردن وفلسطين. وأوضحت أن معظم أجزاء الوطن العربى تتمتع بطبيعة جغرافية جافة دفعت المجتمعات المحلية لإبداع طرق مبتكرة لتوفير المياه، قائلة إن من أقدم الأنظمة المائية يوجد فى الأردن ويعود إلى الألفية الثامنة قبل الميلاد.
أما المهندس بييترو لوريانو، مدير مركز أبحاث المعرفة التقليدية،الب فقال إن نظام الواحات مشهور فى المنطقة العربية كمنظر طبيعى ثقافى، مؤكداً أنها تمثّل شواهد على إمكانية تعايش البشر بتناغم مع بيئاتهم القاسية وتعد أحد الأنظمة المعقدة والعبقرية للتحايل على شح المياه فى الصحارى التى تشكل حوالى 60% من مساحة الوطن العربى.
وعرّف المهندس لوريانو الحضور على الواحات، كمستوطنات بشرية أقيمت فى بيئات جغرافية جافة ظهرت نتيجة تداخل الجهود الثقافية الإنسانية مع الطبيعة الأصيلة. وأوضح أن الواحات تضم أنشطة الزراعة، تربية المواشى، التجارة وصيد الأسماك.
كما أشار إلى عمل الباحثين فى مجال التراث حول العالم على اكتشاف التقنيات التى استخدمها البشر فى توفير موارد العيش فى البيئات الصحراوية الجافة، والتى تضم إضافة إلى الواحات نظام الأفلاج المشهورة فى دول الخليج العربى.
تراث الماء والواحات الطبيعية ضمن فعاليات اجتماع لجنة التراث العالمى الـ 42 (2)
وأضاف أنه من المهم التوعية بهذا الجزء من التراث الثقافى الطبيعى كونه يعد مؤثراً أساسيا فى بناء الهوية المحلية ويعد أقل أنواع التراث تمثيلاً فى منظومة التراث العالمى لمنظمة اليونيسكو. وتطرق أيضاً إلى الفرص المستقبلية للواحات لدخول قائمة التراث العالمى، قائلا إنها تعد تراثاً هاماً يساهم فى تنمية السياحة البيئية المستدامة.
بدوره تحدث ناصر الرواحى مدير موقع الأفلاج فى سلطنة عمان، وهو الموقع المسجل على قائمة التراث العالمى لمنظمة اليونيسكو، حول حماية وإدارة موقع الأفلاج. وأوضح أن الأفلاج تعود إلى أكثر من 2000 عام وهى عبارة عن مجرى يصل بالماء من مصادره إلى المناطق المدنية، ولها ثلاث أنواع تختلف باختلاف مصادر المياه كجوفية، السطحية والينابيع. وتطرق إلى أن خطة حماية وإدارة موقع الأفلاج تشمل إشراك المجتمع المحلى فى عملية الصون، وهو ما ينعكس إيجابياً على استدامة الموقع.
وتطرق كذلك ناصر الرواحى إلى التحديات التى تواجه الأفلاج، كالتمدد العمرانى غير المدروس، تغيير مسار الأفلاج بدون دراسة، ضخ مياه الآبار فى مسارات الأفلاج وغيرها.
وبعد المحاضرة افتتح المركز الإقليمى العربى للتراث العالمى معرضاً أقيم فى بهو قرية اليونيسكو، ويستمر حتى نهاية أعمال اجتماع لجنة التراث عالمي، ويضم صوراً ومعلومات قيّمة حول الواحات، أنواعها وأماكن توزيعها جغرافياً فى المنطقة العربية. ومن أنواع الواحات التى تنتشر فى أرجاء الوطن العربي، واحات الجبال، واحات الرمال، واحات الأودية وواحات المنخفضات.
يذكر أن أقل من 10% من مواقع التراث العالمى فى الوطن العربى متصلة بالتراث المائى. ويضم الوطن العربى 82 موقعا على قائمة التراث العالمى منها 74 موقعاً ثقافياً، 5 مواقع طبيعية و3 مواقع مختلطة (طبيعية وثقافية).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة