ضربة كبيرة وجهها القضاء الأمريكى بتأييد المحكمة العليا لقرار حظر السفر الذى فرضه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب العام الماضى على دخول مواطنى سبع دول، بينهم 5 ذوى أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة، مما يبدد حلم عائلات كثيرة فى لم الشمل، فضلا عن تبديد حلم الكثيرون فى اللجوء فرارا من العنف فى بلادهم.
وأقرت المحكمة العليا فى الولايات المتحدة، مرسوم الرئيس ترامب المناهض للهجرة مانحة انتصارا واضحا للرئيس بعد معركة قضائية حول هذا الإجراء المثير للجدل، ويصدق القرار الذى تم اتخاذه بغالبية خمسة قضاة مقابل أربعة، على هذا المرسوم الذى يحظر بشكل دائم على مواطنى الدول السبع "سوريا واليمن وإيران وليبيا والصومال وفنزويلا وكوريا الشمالية"، من دخول الولايات المتحدة.
وفى أعقاب قرار المحكمة العليا، وصفت منظمة العفو الدولية "أمنستى" وصفت السياسة بأنها "بغيضة" و"كارثة".
وقالت المنظمة الحقوقية الدولية فى بيان "هذه السياسة البغيضة هى كارثة- ليس فقط بالنسبة لأولئك الذين يريدون السفر أو العمل أو الدراسة هنا فى الولايات المتحدة فحسب ، بل لأولئك الذين يبحثون عن الأمان من العنف أيضًا".
وأضافت، "على الرغم من أن هذا القرار لا يعالج الحظر المنفصل والذى لا يقل خطورة على اللاجئين، إلا أنه يحبس الناس بقسوة فى البلدان المنكوبة بالصراعات ويمنعهم من السعى إلى الأمان فى الولايات المتحدة أو لم شملهم بالعائلة".
وتشير صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية، إلى أن المحكمة العليا، أعتبرت فى قرارها الذى صاغه رئيسها جون روبرتس، أن الرئيس استخدم صلاحياته بطريقة شرعية فيما يخصّ الهجرة. وتضيف أن الأمر يمثل إنتصار سياسى لترامب وتعزيز لسلطته فى السيطرة على الهجرة فى الوقت الذى يشهد توترات سياسية بشأن التعامل مع اللاجئين على الحدود المكسيكية.
واستنكر الليبراليون فى المحكمة القرار. وفى معارضة عاطفية وحازمة من المنصة، قالت القاضية سونيا سوتومايور إن القرار لم يكن أفضل من قرار كوريماتسو، وهو القرار الذى صدر عام 1944 والذى أيد احتجاز الأمريكيين اليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية.
وترى الصحيفة، أن قرار المحكمة بحظر السفر يوفر ذخيرة سياسية جديدة للرئيس وأعضاء حزبه فى الوقت الذى يستعدونفيه لمواجهة الناخبين فى الخريف المقبل حيث إنتخابات الكونجرس والتجديد النصفى. وقد أظهر ترامب بالفعل خططه لاستخدام الرسائل المناهضة للمهاجرين أثناء قيامه بحملات للجمهوريين، مثلما نجح فى إستخدام القضية لحشد قاعدة حزبية خلال الحملة الرئاسية لعام 2016.
وتشير مجلة نيوزويك، إلى أن رئيس القضاة جون روبرتس، كتب يقول إن المحكمة العليا رفضت الحجة القائلة بأن حظر السفر كان بدافع من العداء تجاه المسلمين. وأوضح: "إن القرار يستند بشكل واضح إلى أغراض مشروعة: منع دخول المواطنين الذين لا يمكن فحصهم بشكل كاف ودفع الدول الأخرى على تحسين ممارساتهم. لم يذكر النص أى شيء عن الدين".
ويوفر الحكم بعض الاستثناءات لمواطنى الدول السبع الذين يمكن أن يثبتوا أن لديهم علاقة بشخص أو كيان داخل الولايات المتحدة. وفى بعض الحالات، يشمل ذلك الأفراد الذين لديهم عروض عمل فى الولايات المتحدة أو عرض للقبول فى إحدى المدارس على الأراضى الأمريكية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة