يظل الهجوم، فى السياسة والرياضة، أفضل من الدفاع انتظارا لغارات الخصوم، وعلى وقع هذا المبدأ خرجت منتخبات من كأس العالم بهزائم مهينة، لأنها اعتقدت بالخطأ أن الالتزام بالدفاع وحده سيحميها من الخسارة فظلت تتلقى الهزائم مع كل خطة دفاع جديدة تنفذها، أوروبا كانت أذكى فى كرة القدم والسياسة أيضًا، فهذا الاستمرار المشرف فى المونديال، يبدو وكأنه انعكاسًا لحالة التحفز التى تسيطر على أطراف فاعلة فى الاتحاد الأوروبى، تخشى أن تستيقظ على هدف مباغت من الأعداء «المتطرفين»، أو الحلفاء «ترامب وبريطانيا المنسلخة من الاتحاد»، فبعد أيام من دعوة وزير الخارجية الألمانى هايكو ماس إلى إيجاد «أوروبا موحدة» لمواجهة شعار «أمريكا أولاً»، دشنت بالأمس 7 دول أوروبية «مبادرة التدخل» تكون فيها جيوش الأعضاء مستعدة لمواجهة الأزمات المشتركة، ويؤكد ماكرون أنها قوة «دفاعية» لكنها بالتأكيد لن تكون كذلك، وإلا اكتفت فرنسا بحلف شمال الأطلسى الذى خذلها حين تدخلت لملاحقة متشددين فى مالى.