تكتسب أزمة الحديدة أهمية خاصة فى ظل تقدم العمليات العسكرية التى انطلقت باسم "النصر الذهبى"، وحققت انتصارات كبيرة آخرها السيطرة على مطار الحديدة والتقدم فى اتجاه الميناء، وتزامن مع ذلك مشاورات لمحاولة الوصول لحلول سلمية عبر الوسيط الدولى مارتن جريفثس المبعوث الأممى باليمن، الذى كانت له مشاورات أواخر الشهر الماضى مع الحكومة الشرعية برئاسة عبد ربه منصور هادى استكملها بزيارة له أمس إلى عدن، استهلها بلقاء مع الرئيس اليمنى وناقشا جملة من القضايا المتعلقة بالوضع فى اليمن بشكل عام وتطورات الأوضاع على مختلف الأصعدة وفى الساحل الغربى والحديدة بشكل خاص، وشارك فى اللقاء رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، والدكتور عبد الله العليمى مدير مكتب رئاسة الجمهورية.
وقال الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى، خلال لقاء أمس، سنظل دوماً دعاة سلام ووئام باعتباره خيارنا الدائم وانطلاقا من مسئولياتنا الوطنية والإنسانية تجاه وشعبنا ومن أجل ذلك قدمنا ولازلنا التنازلات تباعا لمصلحة الأمن والسلام والاستقرار المنشود المرتكز على قرارات الشرعية الدولية وفِى مقدمتها القرارا2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطنى.
وأضاف الرئيس، "لذلك نقول مجددا على المليشيات أن تنصاع لقرارات الشرعية الدولية وتفك الحصار عن تعز وكل المدن".
وقال: "معركة الحديدة هى جزء من معركتنا الوطنية مع الانقلابيين فى صعدة وصنعاء وتعز وغيرها حتى تحقيق تطلعات شعبنا فى السلام وتطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وتسليم السلاح والجنوح للسلام باعتبار لا خيار غيره لمصلحة الشعب اليمنى.
وأكد الرئيس مجددا الرغبة فى السلام ووقف الحرب ليست مجرد فكرة للنقاش بل هدفا وغاية أكيده بالتعاون مع الأشقاء فى دول التحالف العربى ووفقا والمرجعيات الثلاث وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وفِى مقدمتها القرار 2216.
وقال إن الانقلابيين الْيَوْم يحفرون الخنادق فى الحديدة ويقطعون الخدمات على المواطنين بهدف المتاجرة والمزايدة بمعاناتهم التى يعبثون بها وتسويقها لمصلحة مشروعهم ألإقصائى الظلامى.
وتطرق الرئيس إلى واقع الصعوبات والتحديات التى تواجهها البلد نتاج لتداعيات الحرب التى فرضتها المليشيات الحوثية على وطننا ومجتمعنا وآثارها المدمرة على الشعب اليمنى.
من جانبه عبر المبعوث الأممى مارتن غريفث عن سروره بهذا اللقاء وزيارته الأولى لعدن بما تحمله من انطباع إيجابى على كل المقاييس للوقوف على مستجدات الأوضاع وخطوات السلام وآفاقه المتاحة، مثمنا جهود الرئيس الحميدة نحو السلام وتأكيده على ذلك وفق المرجعيات الثلاث.
وقال: أشعر بالامتنان لترحيبكم ونحن على ثقة من جهودكم ومساعيكم الدائمة نحو السلام، لافتا إلى إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن حول مساعى السلام الممكنة فى اليمن، مؤكدا على مواصلة بذل مساعيه فى هذا الصدد مع مختلف الأطراف من خلال لقاءاته القادمة فى مسقط وصنعاء.
وأكد الدكتور خالد اليمانى وزير الخارجية اليمنى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن لقاء المبعوث الأممى مارتن جريفثس مع الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى، اليوم، فى عدن يكتسب أهمية خاصة فى ظل الجهود الدءوب لصنع السلام فى اليمن، ولقاءهما هو مواصلة للمناقشات التى تجرى هذه الأيام بين المبعوث الأممى والحكومة الشرعية برئاسة الرئيس عبد ربه منصور لإيجاد سبل إحلال السلام والاستقرار لليمنيين.
وأكد اليمانى فى تصريحاته، أن تحقيق السلام لن يتم إلا بناء على المرجعيات التى توافق عليها المجتمع اليمنى ودعمها المجتمع الدولى وهى المبادرة الخليجية والحوار الوطنى وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالأزمة اليمنية وأبرزها القرار 2216.
وكان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة قد سبق وعرض على الرئيس عبد ربه فى اواخر مايو الماضى واشتملت على أربع نقاط، أبرزها خروج الحوثيين من الحديدة، والإشراف على الدولى على ميناء الحديدة، وإدخال قوات وزارة الداخلية التابعة للحكومة الشرعية لضمان استمرار تأمين العمليات الإغاثية فى الميناء، وتحويل موارد الميناء للبنك المركزى بالحديدة تحت إشراف محافظ البنك المركزى فى عدن، كل هذه الأطر نظر إليها الحوثى بطريقة اجتزائية، حيث اختار منها ورفض أجزاء منها.
وقد أكدنا للمبعوث الأممى أن إنهاء العمليات العسكرية لن يتم إلا برحيل آخر عنصر حوثى من كل أجزاء الساحل الغربى، ومغادرة المنطقة لضمان أمن واستقرار الملاحة الدولية جنوبى البحر الأحمر وضمان عدم الاعتداء على الممرات المائية وقصف السفن بالصواريخ التى يطورها حزب الله وزرع المجرى الملاحى بالألغام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة