أفادت مصادر إيطالية بأن روما ستمنع صدور أى بيان ختامى للقمة الأوروبية، المنعقدة اليوم وغدا فى بروكسل، بشأن قضية الهجرة واللجوء إذا لم يتضمن نصه "مفهوم المسؤولية المشتركة عن عمليات الإنقاذ" بمياه البحر الأبيض المتوسط.
ونقلت وكالة أنباء /آكى/ الإيطالية، اليوم الخميس، عن المصادر قولها "إن وجود مفهوم المسؤولية المشتركة بين دول الاتحاد الأوروبى الأعضاء ضمن الفقرة الخاصة بملف الهجرة فى البيان الختامى للقمة يعتبر "خطا أحمر" لايمكن تجاوزه بالنسبة لحكومة الائتلاف الثنائى الإيطالية (حركة خمس نجوم-رابطة الشمال)، التى تتبنى سياسات صارمة ضد ما يسمى بـ"الهجرة الاقتصادية".
ويجتمع قادة 27 دولة أوروبية - الخميس والجمعة - ببروكسل، فى قمة تطغى عليها أزمة الهجرة، وسط انقسامات بين الدول الأعضاء، لا سيما بين فرنسا وإيطاليا، ومن بين أهم المقترحات المطروحة أمام القمة تعزيز الحدود الأوروبية، وإنشاء منصات استقبال للمهاجرين خارج أوروبا، وتعزيز دعم البلدان التى يغادر منها المهاجرون، وتجاوز الانقسامات حول أزمة الهجرة، والتى تصاعدت فى الآونة الأخيرة على خلفية رفض إيطاليا استقبال عدة سفن تقل مهاجرين.
من جانب أخر قال رئيس الوزراء الإسبانى بيدرو سانشيز، إن التصريحات المؤججة للمشاعر والأفعال أحادية الجانب ليست الحل المناسب لأزمة الهجرة، ودعا بدلًا من ذلك إلى "استجابة مشتركة لتحدٍ مشترك".
وأضاف سانشيز -فى مقابلة مجمعة أجرتها معه صحف (الجارديان) البريطانية، و(لوموند) الفرنسية، و(فرانكفورتر) الألمانية- أن الاتحاد الأوروبى عليه أن ينظر إلى الهجرة باعتبارها أزمة مشتركة بدلًا من اعتبارها أزمة أثرت على كل دولة فى الاتحاد الأوروبى بمفردها.
وجاءت تصريحات سانشيز بعدما رفضت إيطاليا ومالطا استقبال سفينة الإنقاذ "أكواريوس" التى كانت تقل 630 مهاجرًا، كما وصف وزير الداخلية الإيطالى ماتيو سالفينى المهاجرين واللاجئين على متن سفينة أخرى بأنهم "شحنة من اللحم البشري".
وذكر رئيس الوزراء الإسباني، الذى تمت الإشادة به لإعلانه عن استضافة إسبانيا لسفينة "أكواريوس"، أن رفض الحكومة الإيطالية استقبال سفن الإنقاذ التابعة لمنظمات غير حكومية فى موانئها لم يكن له تأثير يُذكر فى تخفيف حدة الوضع فى البحر المتوسط.
وتابع سانشيز قائلًا "أعتقد أن الحكومة الإيطالية ينبغى أن تفكر فيما إذا كان التعامل من جانب واحد هو استجابة فعالة لتحدٍ عالمى مثل الهجرة"..لافتًا إلى أنه يؤيد التعاون مؤكدًا ضرورة التحدث مع الحكومة الليبية فيما يخص تعزيز آليات حدودية فى ليبيا.
وأوضح سانشيز -بحسب الجارديان- أن أوروبا ستبذل مزيدًا من الجهد للتركيز على تخصيص موانئ آمنة حول البحر المتوسط حيث يمكن رعاية المهاجرين الذين تم إنقاذهم إلى جانب المضى قدمًا فى إقامة شراكة مع المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين.
وأشار إلى أنه ناقش بالفعل هذه المبادرة مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، وأنهما حريصان على تطويرها بشكل أكبر.
وأوضح سانشيز أنه فى نهاية المطاف يجب أن تكون الفلسفة الرئيسية هى أنه عندما تصل سفينة صغيرة إلى شواطئ بلدة طريفة الإسبانية أو إلى مالطا أو جزيرة لسبوس اليونانية، فإنها تصل إلى أوروبا وليس فقط إلى إسبانيا أو مالطا أو اليونان.
كما لفت سانشيز إلى أن تأسيس مراكز للمهاجرين فى بلدان خارج الاتحاد الأوروبى هو "أمر يستحق أن يؤخذ بعين الاعتبار".
ومن المتوقع أن يطالب قادة الاتحاد الأوروبى خلال قمتهم المنعقدة اليوم وغدا فى بروكسل بتطوير مراكز فحص المهاجرين فى شمال إفريقيا، فى محاولة لمنع الأشخاص من عبور البحر المتوسط، الأمر الذى قد يهدد حياتهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة