تحديات كبيرة وعقبات صعبة تمكنت الدولة المصرية من تخطيها عقب ثورة 30 يونيو التى قادها الشعب المصرى لإسقاط نظام جماعة الإخوان الإرهابية التى أضعفت دور المؤسسات المصرية وخاصة ملف العلاقات الخارجية سواء من الدول الإقليمية أو الدولية.
وكان الهم الأول لمصر هو استعادة ثقلها الإقليمى والدولى والعودة إلى للعب دور مهم وحيوى فى الملفات التى طالما عكفت مصر عليها، وأبرزها الاهتمام بالقضايا الإفريقية وتعزيز التعاون والتنسيق مع دول القارة السمراء، لذا عملت الدولة المصرية على استعادة عضويتها فى الاتحاد الإفريقى التى تم تجميدها عقب 30 يونيو، وهى من أبرز المهام الصعبة التى نجحت القيادة السياسية فى تخطيها والعودة إلى القارة السمراء بشكل أقوى مما كانت عليه العلاقات المصرية الإفريقية خلال العقود الأخيرة.
العلاقات مع دول القارة السمراء
نجحت مصر عقب نجاح ثورة 30 يونيو فى تعزيز التنسيق والتشاور مع دول القارة الإفريقية ولعب دور رائد فى افريقيا، وحرص القيادة السياسية على القيام بزيارات إلى دول القارة السمراء وفى مقدمتها دول حوض النيل، وهو ما نال استحسان وإشادة الشركاء فى القارة الافريقية بسبب السياسة المصرية الجديدة التى تسعى للعودة للقارة السمراء ومساعدتها فى القضايا المشتركة التى تشغل بال الأفارقة.
الحرب على الإرهاب ومكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، تعد هذه الملفات هى القضايا الشائكة التى تعانى منها دول القارة الافريقية مجتمعة، ولعبت مصر دورا هاما فى توحيد الرؤى المشتركة لمحاربة الارهاب والتطرف وتدشين مركز إقليمى لمكافحة الإرهاب ضمن تجمع دول الساحل والصحراء، وذلك لتعزيز قدرات دول القارة الافريقية فى محاربة التطرف وتنسيق المواقف المشتركة بين دول الساحل والصحراء بصفة خاصة.
تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة
تعتبر العلاقات المشتركة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية أحد أبرز التحديات التى نجحت السياسية الخارجية فى تعزيزها وإنقاذها من محاولات الوقيعة بين القاهرة وواشنطن، وتميزت الدبلوماسية المصرية بالحكمة والهدوء فى تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة باعتبارها أبرز الشركاء الدوليين لمصر.
وفى إطار العلاقات المتميزة بين مصر والولايات المتحدة، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية على لسان وزير خارجيتها السابق ريكس تيلرسون على عقد آلية للتشاور السياسى بين البلدين، وذلك لتعزيز التنسيق والتشاور بين القاهرة وواشنطن فى الملفات ذات الاهتمام المشترك وفى مقدمتها الحرب على الإرهاب والصراعات الراهنة فى الشرق الأوسط وسبل دفع عملية السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى.
فتح أفاق جديدة للتعاون مع الدب الروسى
نجحت مصر فى تعزيز العلاقات المشتركة مع الجانب الروسى عقب ثورة 30 يونيو، وذلك عقب سنوات من التهميش لدور موسكو فى المنطقة وهى الاستراتيجية التى دفعت بالعلاقات إلى حالة من الجمود، إلا أن السياسة المتوازنة التى تعاملت بها مصر فى التعاون مع روسيا وأمريكا عززت الثقل المصرى اقليميا ودوليا.
مصر والاتحاد الأوروبى علاقات متميزة وشراكة استراتيجية
تتمتع مصر بعلاقات متميزة مع دول الاتحاد الأوروبى وخاصة مع ألمانيا وفرنسا ونجحت الدبلوماسية المصرية عقب ثورة 30 يونيو فى تعزيز التعاون والتنسيق بين مصر ودول القارة العجوز التى تعد الشريك الأول لمصر فى المجالات السياسية والاقتصادية، فضلا عن تعزيز التعاون المشترك مع تلك الدول فى الحرب على الإرهاب ومكافحة الهجرة غير الشرعية وبحث أزمات اللاجئين الفارين من ويلات الحروب التى عصفت بليبيا وسوريا والعراق واليمن.
وأعلن الاتحاد الأوروبى فى عدة مناسبات دعمه للدولة المصرية وسياستها الاصلاحية التى تقوم بها الحكومة المصرية، ودعم الاقتصاد الوطنى وفتح مجالات آخرى للتعاون المشترك بين مصر ودول القارة العجوز وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وعدد من الدول التى تلعب دورا بارزا فى الاتحاد الاوروبى وفى مقدمتها ألمانيا وفرنسا.
تعزيز آلية للتعاون مع قبرص واليونان
عملت مصر على تعزيز التعاون والشراكة الاستراتيجية مع قبرص واليونان وخاصة فى المجال الاقتصادى، ونجحت مصر فى خلق آلية للمشاورات الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان ما انعكس بشكل ايجابى على الاقتصاد المصرى، وخاصة التعاون فى مجالات التنقيب عن الغاز فى منطقة المتوسط.
وشهدت العلاقات بين مصر واليونان وقبرص طفرة متميزة فى التعاون بكافة مجالات التعاون الاقتصادى والسياسى والعسكرى، وهو ما دفع بالعلاقات إلى درجة متميزة من التنسيق والتعاون المشترك وباتت نموذج يحتذى به بين البلدان الثلاثة.
القضية الفلسطينية واحياء عملية السلام
تحركت مصر لدعم حقوق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وذلك عبر توحيد صفوف أبناء الشعب الواحد وخاصة بين حركتي فتح وحماس، والدفع نحو عودة حكومة الوفاق الوطنى الفلسطينية من ممارسة مهامها فى قطاع غزة، وبحث الملفات العالقة لتوحيد صفوف الشعب الفلسطينى، وذلك للعمل على دفع عملية السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى.
واحتضنت مصر عدد من اللقاءات لقادة فصائل العمل الوطنى الفلسطينى لبحث آلية تطبيق بنود المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، فضلا عن الدور المصرى لتعزيز صمود الشعب الفلسطينى ونزع فتيل الأزمة التى يعيشها قطاع غزة عبر إدخال كميات ضخمة من المساعدات الإنسانية والغذائية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة