يتخذ العديد من العلماء اتجاهات مختلفة للقضاء على الأمراض بعدما فشلت العديد من الأدوية الكيميائية فى التخلص من الأمراض الخبيثة، كالسرطان أو الأمراض المزمنة كمرض السكر من النوع الأول.
وفى هذا السياق نكشف، عبر هذا التقرير، عن أحدث الأبحاث الطبية التى استخدم فيها الباحثون فيروسات قاتلة وضارة وتحويلها للقضاء على الأمراض المستعصية، وتشمل:
اكتشاف علاج جديد لمرض السكر من النوع الأول من لقاح للسل
توصلت دراسة جديدة أشرف عليها باحثون أمريكيون إلى أن لقاحات بى سى جى “BCG” قد تكون حلاً لمرض السكر من النوع الأول.
BCG لقاح
ووفقا لموقع صحيفة "ديلى ميل" البريطانية فأظهر الباحثون أن لقاح بى سى جى “BCG” وهو الفيروس الذى يحمى من الإصابة بالسل يخفض مستويات السكر فى الدم لدى المرضى، بعد ثلاث سنوات من تلقى اللقاح، وتقترب النسبة من مستويات الأشخاص الذين لا يعانون من هذه الحالة.
وتشير أبحاث سابقة إلى أن لقاحات "بى سى جى" تنتج مواد تمنع الخلايا المناعية من مهاجمة أنسجة الجسم، كما أن مرض السكر من النوع الأول يحدث عندما يبدأ الجسم فى الهجوم على البنكرياس، مما يمنعه من إنتاج الإنسولين.
ويضيف البحث أن لقاح "بى سى جى" قد يزيد أيضا من امتصاص الجلوكوز من قبل الخلايا، مما يتسبب فى انخفاض مستويات السكر فى الدم. ويتم تشخيص حوالى 3.2 مليون شخص فى المملكة المتحدة بمرض السكرى، 10٪ منهم لديهم النوع الأول.
BCG لقاح
ومن الجدير بالذكر أنه منذ عام 2005 يتم تقديم لقاحات BCG فى المملكة المتحدة البريطانية فقط لأولئك المعرضين لخطر الإصابة بالسل أكثر من جميع طلاب المدارس الثانوية، وأولئك الذين يعيشون فى المناطق التى ترتفع فيها معدلات الإصابة.
"فيروس الهربس" لعلاج سرطان الجلد الخبيث القاتل
وقد نجح فريق من الباحثين فى ابتكار حقنة حديثة مصنوعة من "فيروس الهربس" لعلاج سرطان الجلد الخبيث القاتل، وهو ما يعد طفرة فى استخدام الفيروسات لعلاج الأمراض.
ووفقًا لصحيفة "الديلى ميل" البريطانية فأوضح العلماء أن الحقنة الحديثة تعتمد فى تكوينها على "فيروس الهربس" وهو أمر مثير وغريب للغاية، لافتين إلى أن لها آثارا جانبية قليلة جدًا وتعمل عن طريق تحفيز النظام المناعى فى الجسم لمهاجمة الخلايا السرطانية، ومتوفر فى بريطانيا للمرة الأولى.
فيروس الهربس
وقد أظهرت التجارب التى أجريت على 436 مريضًا فى جامعة أوكسفورد ومعهد أبحاث السرطان فى لندن أن الحقنة المبتكرة تعزز معدلات البقاء على قيد الحياة للمرضى الميئوس من شفائهم، حيث عاش 16% من المشاركين ممن تلقوا العلاج بحقنة "الهربس" المبتكرة لمدة ستة أشهر على الأقل مقارنة مع 2% للذين خضعوا للعلاج الكيميائى. وهناك حوالى 13500 حالة إصابة بسرطان الجلد، وحوالى 2200 حالة وفاة سنويًا.
فيروس الهربس
وترفض الوكالة الدولية للطاقة العديد من علاجات السرطان خاصة المكلفة جدًا، والتى يمكن أن تمد فترة الحياة للمرضى لأشهر قليلة كهذا العلاج، لذا فربما قد لا تلاقى تلك الوسيلة العلاجية إقبالاً وتأييدًا كبيرًا. ويقول الخبراء إن الحقنة المبتكرة قد تعالج أكثر من 1000 مريض سنويًا، من الذين يعانون من سرطان الجلد.
تحويل فيروس شلل الأطفال إلى علاج لمحاربة أورام المخ القاتلة
كشف أول اختبار بشرى أنه تم تحويل واحدة من أكثر الفيروسات فى العالم إلى علاج لمحاربة أورام المخ القاتلة. ووفقاً لموقع صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، فوجد الباحثون الأمريكيون أن المرضى الذين أعطى لهم فيروس شلل الأطفال المعدل وراثيا كان البقاء على قيد الحياة أفضل من المتوقع، مما ساعد أجسامهم على مهاجمة السرطان.
وكان هذا أول اختبار بشرى من هذا النوع، ورغم أنه لم يساعد معظم المرضى أو يحسن متوسط العمر إلا أن العديد ممن استجابوا طالت أعمارهم عن المتوقع فى مثل هذه الحالات، فـ21٪ منهم استمر على قيد الحياة لمدة ثلاث سنوات مقابل 4٪ من مرضى أورام الدماغ، فيما سبق.
فيروس شلل الاطفال
وقال أحد الباحثين وهو دكتور "انيك ديسجاردينز" من جامعة ديوك، إن هذه بالفعل خطوة أولى نحو علاج السرطان، وكان من المقرر مناقشة النتائج الأولية فى مؤتمر فى النرويج، ونشرت على الإنترنت من قبل مجلة نيو انجلاند للطب.
ومن المعروف أنه غالباً ما تتكرر أورام المخ التى تسمى الأورام الدبقية الأرومة "أورام المخ" بعد العلاج الأولى والبقاء على قيد الحياة عادةً أقل من عام، وتساعد الأدوية المناعية مثل Keytruda فى محاربة بعض أنواع السرطان التى تنتشر فى الدماغ.
وأراد الأطباء فى ضوء الاستفادة من استجابة الجهاز المناعى القوية التى يحفزها فيروس شلل الأطفال لمحاولة مكافحة السرطان، وبمساعدة المعهد الوطنى للسرطان قاموا بتعديل فيروس شلل الأطفال وراثيا بحيث لا يضر بالأعصاب.
ويتم إرسال العلاج مرة واحدة مباشرة فى الدماغ من خلال أنبوب رفيع، إلى داخل الورم، ويتعرف جهاز المناعة على الفيروس على أنه أجنبى ويهاجمه.
الخطوات التالية
قام المعهد الوطنى للسرطان بتصنيع الفيروس المعدل، ومنحت الجمعية الفيدرالية والعديد من الجمعيات الخيرية هذا العمل، وقد شكل بعض قادة الدراسة شركة ترخص براءات الاختراع على العلاج.
وبدأوا دراسة ثانية فى البالغين، تجمع بين فيروس شلل الأطفال والعلاج الكيميائى، فى محاولة لتحسين معدلات الاستجابة، كما تجرى دراسة أخرى حول الأطفال المصابين بأورام دماغية، كما يتم التخطيط لدراسات على سرطان الثدى وسرطان الجلد الميلانوما.