تبحث الولايات المتحدة تكثيف الدوريات البحرية فى بحر الصين الجنوبى فى مسعى لتحدى الوجود العسكرى المتزايد للصين فى الممر المائى وهو ما قد يؤدى لزيادة المخاطر فى واحدة من أكثر مناطق العالم اضطرابا.
وقال مسؤولان أمريكيان ودبلوماسيون غربيون وآسيويون مطلعون إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تفكر مليا فى تدشين برنامج يدعم ما يسمى عمليات "حرية الملاحة" بالقرب من منشآت صينية على مناطق شعاب مرجانية متنازع عليها، ورفض المسؤولون تحديد موعد اتخاذ قرار نهائى بهذا الشأن.
وربما تتضمن تلك التحركات تسيير دوريات لمسافات أطول وبأعداد أكبر من السفن وعمليات مراقبة على مسافات أقرب للمنشآت الصينية فى المنطقة والتى تشمل حاليا معدات تشويش إلكترونية ورادارات عسكرية متقدمة.
وقال الدبلوماسيون إن المسؤولين الأمريكيين حثوا دولا حليفة وشريكة لواشنطن على زيادة نشر قطعها البحرية فى هذا الممر التجارى الحيوى تزامنا مع تعزيز الصين لقدراتها العسكرية على جزر باراسيل وسبراتلى.
ولا يعلق البنتاجون على عملياته المستقبلية لكن اللفتنانت كولونيل كريستوفر لوجان المتحدث باسم البنتاجون قال "سنواصل العمل مع أصدقائنا وشركائنا وحلفائنا لضمان الحرية والانفتاح فى المحيطين الهندى والهادى".
لكن يبدو أن البنتاجون بدأ بالفعل فى اتباع منهج أكثر صرامة. وكان لرويترز السبق الشهر الماضى فى كشف نبأ إبحار دورية من سفينتين حربيتين أمريكيتين قرب جزر فى بحر الصين الجنوبى تقول الصين إن لها السيادة عليها.
ورغم أن هذه العملية جرى التخطيط لها قبل ذلك بشهور وأن مثل هذه العمليات صارت روتينية إلا أنه من المعتقد أن هذه كانت أول مرة يتم فيها استخدام سفينتين حربيتين أمريكيتين فى عملية "حرية الملاحة" فى بحر الصين الجنوبى.
ولاحقا سحب البنتاجون دعوة كان وجهها إلى القوات الصينية للمشاركة فى تدريبات شاركت بها عدة دول قبالة هاواى.
وقال وزير الدفاع الأمريكى جيم ماتيس أمس السبت فى سنغافورة إن الإجراءات العسكرية للصين فى بحر الصين الجنوبى صارت "واقعا" لكنه حذر من أن بكين ستواجه عواقب لم يحددها.
وأظهرت لقطات بالقمر الصناعى يوم 12 مايو نشر الصين لصواريخ أرض جو أو صواريخ كروز مضادة للسفن محمولة على شاحنات فى جزيرة وودى وصواريخ كروز مضادة للسفن وصواريخ مضادة للطائرات فى قواعدها الأكبر فى جزر سبراتلى.
وعلى هامش حوار شانجريلا السنوى فى سنغافورة قال هى لى من أكاديمية جيش التحرير الشعبى الصينى للعلوم العسكرية إن للصين كل الحق فى مواصلة تشديد الإجراءات العسكرية فى مرافقها ببحر الصين الجنوبى.
وقال هى "من حق الصين السيادى والقانونى أن ننشر جيشنا وأسلحتنا العسكرية هناك. ونعتبر محاولة أى دولة لإحداث جلبة بهذا الشأن تدخلا فى شؤوننا الداخلية".
وقال اللفتنانت جنرال نجوين دوك هاى رئيس معهد الدراسات الاستراتيجية التابع للجيش الفيتنامى إنه رغم سعى فيتنام على مدى طويل للتسوية السلمية لخلافاتها فإن "كل الخيارات متاحة أمامنا لحماية سيادتنا وأرضنا".
وتسيطر ماليزيا والفلبين على أجزاء من جزر سبراتلى بينما تطالب سلطنة بروناى بأحقيتها فى منطقة مائية داخل خط القطاعات التسعة الذى تطالب تايوان، مثل الصين، بأحقيتها فى السيادة عليه.
وقال تيم هوكسلى الخبير الأمنى فى سنغافورة إن الضغوط ربما تكبح التعزيزات العسكرية الصينية لكن سيكون من الصعب وقفها، وقال هوكسلى لرويترز "الصين خلقت واقعا جديدا هناك ولن تتراجع عن ذلك".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة