لازال المشهد فى الأردن ضبابيا، ما بين حكومة تسعى الى تطبيق برنامج إصلاح اقتصادى لإنقاذ مقدرات البلاد ومعارضة إخوانية تؤجج الشارع ضد القرارات الوزارية وتحاول تسلق المشهد السياسى على جسد الشعب الأردنى، وصوت العقل الذى يأتى من القصر الملكى داعيا الى حوار وطنى يرتقى بالبلاد بعيدا عن الأزمات ويحافظ على الاستقرار.
فبعض المدن الأردنية باتت ليليتها أمس على استمرار الاحتجاجات على قرارات الحكومة برفع ضريبة الدخل والأسعار، وأفادت وكالة الأنباء الأردنية بتجمع أكثر من ألفى شخص قرب مبنى رئاسة الوزراء فى وسط عمان يهتفون ضد الحكومة وشهدت مدن السلط وأربد وجرش والزرقاء والطفيلة ومعان احتجاجات استمرت حتى ساعات الفجر شارك فيها المئات تحولت في بعض الأحيان إلى أعمال شغب، إذ أحرق البعض إطارات وحاويات قمامة وأغلقوا طرقا مؤدية إلى العاصمة.
وأشارت مديرية الأمن العام، إلى أن بعض المحتجين قاموا بتجاوز القانون وأعمال تخريبية وقطع الطرق والتعدي على رجال الأمن العام والدرك ومحاولات الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة. ومتابعة: "هذا ما لا يمكن السكوت عليه وسيتم التعامل مع مثل تلك الأفعال بكل حزم وبالقوة المناسبة ووفق أحكام القانون".
وكعادتها حاولت جماعة الإخوان فى الأردن القفز الى صدارة المشهد حيث خرج معاذ الخوالدة، المتحدث الرسمى باسم إخوان الأردن، ليتحدث عن مشاركتهم، فى الحشد للفعاليات الاحتجاجية، التى اندلعت طوال الأيام الماضية، وبدأت كتلة الإخوان البرلمانية المعروفة بـ«الإصلاح»، حوارات ومشاورات مع الكتل الآخرى لتحريضهم على رفض قانون ضريبة الدخل، بجانب قانون الخدمة المدنية الجديدة.
وطالب حزب العمل الإسلامى – ذراع الاخوان فى الأردن - بحكومة إنقاذ وطنى وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، ليس هذا فحسب بل دعا الحزب جماهيره ومؤيديه وكوادره إلى "المشاركة الفاعلة فى كل الفعاليات على امتداد ساحة الوطن، مدعيا أنها تأتى انتصارا لوطننا ودفعا لمسيرة الإصلاح المنشود.
وشهد أمس عقد اجتماع استمر نحو ساعتين فى مقر البرلمان بين رئيس مجلس النقابات المهنية على العبوس ورئيس مجلس النواب عاطف الطراونة ورئيس الوزراء هانى الملقى، إلا أنه انتهى بدون التوصل إلى اتفاق، وقال الملقى: "أنهينا أول جولة وسنستمر بجولات قادمة إلى أن تنعقد الدورة الاستثنائية".
ووسط ضبابية المشهد دعا العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى أعضاء الحكومة ومجلس الأمة بشقيه مجلس النواب ومجلس الأعيان إلى "قيادة حوار وطنى شامل وعقلانى حول مشروع قانون ضريبة الدخل" فى ظل استمرار الاحتجاجات المنددة بارتفاع الأسعار.
وبحسب بيان الديوان الملكى فإن الملك عبد الله حض الحكومة ومجلس الأمة على "أن يقودا حوارا وطنيا شاملا وعقلانيا للوصول إلى صيغة توافقية حول مشروع قانون الضريبة، بحيث لا يرهق الناس ويحارب التهرب ويحسن كفاءة التحصيل".
جانب من الاحتجاجات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة