إذا بحثت عن إيجابيات دراما رمضان 2018، فلا شك سنضع البطولة الأولى للنجمة دينا الشربينى "مليكة" فى مقدمة قائمة الإيجابيات، فالعمل بلا أدنى مبالغة وضع دينا فى مقدمة نجمات الدراما، وهو أمر ليس غريبا، فالموهبة الكبيرة التى تتمتع بها دينا جعلت حصولها على بطولة مطلقة أمرا عاديا، بل ربما يكون قد تأخر.
قبل الإشادة بنجمة رمضان 2018 دينا الشربينى لا بد من الإشادة بالمنتج الجرىء تامر مرسى، وشركته "سينرجى" الذى وثق فى موهبة دينا الشربينى، فتحمس لها، وأنتج لها هذا العمل، والذى نجح بالفعل منذ عرض الحلقة الأولى للمسلسل، بفضل الأجواء الغامضة، والإثارة التى صدرها صناع العمل للجمهور منذ المشهد الأول للمسلسل.
وبالنظر إلى الأعمال التى قدمتها دينا الشربينى للشاشة الصغيرة، سنجد السمة الأساسية لها هو التغيير المستمر والاختلاف فى كل عمل تقدمه، فقدمت دينا فى بدايتها مسلسل "عرض خاص" والذى يحكى عن شباب فى بداية طريقهم الفنى، ثم قدمت "المواطن إكس" وأحبها الجمهور فى الدور الذى قدمته فى المسلسل، ثم "طرف ثالث" مع نفس فريق "المواطن إكس" ومسلسل "روبى".
كما قدمت دينا واحدا من أهم أعمالها الدرامية وهو مسلسل "حكايات بنات" الجزء الأولى وظهرت بشخصية سلمى المشاغبة، ثم مسلسل "تحت الأرض" و"موجة حارة" و"جراند أوتيل" و"أفراح القبة" و"حكايات بنات" الجزء الثانى، والعام الماضى مسلسلى "عشم إبليس" والمسلسل الكوميدى "خلصانة بشياكة".
اختيار قصة المسلسل وملاءمة العمل لدينا الشربينى سهل المهمة وساهم فى إنجاح العمل منذ البداية، فالسيناريو الذى كتبه السيناريست محمد سليمان عبد المالك يمكن وصفه بـ"الصعب" أو المركب، تميز ببناء درامى محكم، بعيدا عن المبالغات أو الأحداث غير المنطقية، وتسلسل فى الأحداث، مع الحفاظ على ضرورة استمرار جذب المشاهد بغموض ما زال مستمرا حول شخصية "دينا الشربينى" فى الأحداث، وهى هى مليكة أم آية، وهو السؤال الذى حير ملايين المشاهدين، وفى نفس الوقت فإن الدور معقد للغاية، فالمطلوب من دينا أن تبذل مجهودا مضاعفا، ليشعر الجمهور بحيرتها وهل هى مليكة أم آية، ونجحت دينا فى التعبير عن ذلك بانفعالات داخليا وخارجيا وصلت للمشاهد بتلقائية.
ما يحسب للمسلسل أيضا هو مشاركة كم "مرعب" من نجوم الدراما الكبار، على رأسهم، مصطفى فهمى، صاحب الأداء السلس والمقنع، ومعه كل من محمد شاهين وآية سماحة وندى بسيونى وصفاء الطوخى، وعمر السعيد ورامز أمير وهادى الجيار وياسر على ماهر، ومجموعة أخرى من الفنانين المبدعين، وخلف كل هذا مخرج متمكن للغاية من أدواته وهو شريف إسماعيل، كل هذا تحت إشراف المخرج أحمد نادر جلال.